| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 15/4/ 2008



تأشيرات عما حدث ويحدث

عبدالمنعم الاعسم - بغداد

على حائط مدرسة من مدارس منطقة المشتل شمال شرقي العاصمة بغداد (ويقال في اكثر من حائط وفي اكثر من حي) يمكن للمار ان يقرأ شعارات باللون الاسود تندد برئيس الوزراء نوري المالكي وبعضها يصفه بـ(ابو سفيان) ولا يخطئ احد في تعريف الجهة، او الجماعة، التي تقف وراء هذه الشعارات، وعلى شاشة احدى الفضائيات التي تناصب شخص رئيس الوزراء العداء (دون غيره) شاهدنا صبيان يمزقون صور المالكي وسمعنا طائفة من الهتافات والتنويهات بوجوب رحيل الحكومة، كما طالعنا تقارير دولية اضافية واخرى من منظمات انسانية تتحدث عن انتهاكات (لا اشك في الكثير منها) ترتكبها القوات الامنية، العراقية والامريكية على حد سواء، وقد عرفت عائلتين (احتفظ بهويتهما) فقدتا اموالا ومقتنيات خلال مداهمات تعرضتا لها.

مقابل ذلك يمكنك ان تسمع في اكثر من مكان لمواطنين غير متحزبين ومن اصحاب اعمال ومثقفين بان المالكي كان على حق في التصدي للجريمة واعمال التهريب والمليشيات، وهو على حق بائن في دعوته الى التيار الصدري بالنأي عن دائرة هذه الانشطة التخريبية وعدم حمايتها او تسييسها، وتتكامل هذه التاشيرات مع حقيقة التحول في الاصطفاف السياسي على مستوى ممثلي الكتل الذين يتحدثون برضى عن ادارة المالكي لازمة البصرة ووجاهة حماسته لفرض سلطة القانون وهيبة الدولة، وبعض هؤلاء الساسة كانوا يتناقشون، عشية الازمة، لإعداد مذكرة نيابية بسحب الثقة عن المالكي وحكومته، وقد حضرت بنفسي جانبا من تلك المناقشات، وعلمت خلالها ان ما يزيد على سبعين نائبا ابدوا استعدادهم للتوقيع على المذكرة، وعندما سألت قائدا سياسيا، منذ يومين عما حل بهذا التحرك اجابني القول: الرجل كان في مستوى المسؤولية، وعلينا ان نثبت اقدامه سوى ان محسوبين على طاقمه خذلوه في معركته التي نعتقد انها معركة نزيهة وفي صالح دولة القانون.

وإذ يبذل الرئيس جلال طالباني، وهو داينمو الحلول الوقائية، جهدا استثنائيا لكي يعود التيار الصدري الى ميدان العملية السياسية بصفة مدنية وبعيدا عن إشهار السلاح فان المراقبين، وبينهم مراسلين اجانب، سجلوا اهمية هذا التحرك بوصفه مشروعا وقائيا يحول دون المزيد من التدهور الامني والسياسي على جبهة العلاقة بين التيار الصدري والحكومة، غير ان المؤشرات المقلقة في هذا السياق تأتي من زاويتين، الاولى، من تلك التصريحات “النارية” التي تنسب الى محسوبين على اركان التيار الصدري، والثانية، من محاولات تجري في المعسكر المقابل لاختزال معركة دولة القانون الى معركة امتيازات ومغانم ووزارات ومراكز وتصفيات حساب.

على انه ليس من دون مغزى ان يتراجع الطابع المبكر لمواجهات البصرة وتداعياتها في بغداد بوصفها حربا داخل طائفة واحدة، الى طابع آخر ينبغي امعان النظر في قسماته واسئلته.. وسنحاول ذلك على قدر ما يسمح الاجتهاد وما يقع تحت المعاينة.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد:
ـــــــــــــــ

"
ان الامة والعالم بحاجة الى متطرفين مبدعين.. لا جهلة”."
                                               
 مارتن لوثر كينج

جريدة(الاتحاد) بغداد




 


 

Counters