| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 15 /1/ 2007

 

 

اخطأ بوش، حسنا..
فماذا عن اخطاء الاخرين؟


عبد المنعم الاعسم

ماذا يعني للعراقيين ان يقول الرئيس بوش “انني اخطأت واتحمل المسؤولية عن اخطائي في العراق”؟ استبق الجواب لأقول على مسؤوليتي: ان هذا الاعتراف، على خطورته واهميته، لا يعني شيئا بالمرة للملايين العراقية، لانه لن يعيد الدموع الكثيرة التي اهرقت الى عيون الامهات، ولن يحيي ضحية واحدة من الضحايا ويعيده الى اسرته، ولا يجبر خواطر الاطفال الذين فقدوا اباءهم جراء تلك الاخطاء، والاهم من ذلك، انه لن يضمن تحقيق الحد الادنى من الثقة بالسياسيين، فثمة مياه كثيرة جرت، وجرفت معها ثقة المواطن العراقي بالاقوال واصحابها، والقى بها الى ما وراء ظهره، بعد الذي حدث.
وعلى الرغم من ان خطة الرئيس الامريكي تضمنت روافع عسكرية وسياسية واقتصادية ودبلوماسية جديدة وعملية فانه لا يمكن لاحد ان يضمن ان لا تتكرر تلك الاخطاء في المستقبل وان لا يجري اعادة انتاجها من جديد بطرق معينة و”مبدعة” في وقت تتبرع الصحافة الامريكية والكثير من الساسة والنواب واعضاء الكونغرس لاضفاء الشكوك على مصداقية هذه الخطة واهدافها وعلى صدقية الاعتراف بالاخطاء، ويتحدثون هناك عن نواقص كثيرة ونظريات باطلة، ويستطردون في الحديث عن الانتصار والهزيمة في العراق كما يتداولون الاحاديث يوميا عن صرعة من صرعات المودة، وقد لاحظ كاتب امريكي لاذع بان الانتصار له اباء عديدون فيما الهزيمة يتيمة.
كان ذلك شائعا، حتى اعلن الرئيس بوش بانه هزم في العراق وعلى الامريكان ان يعطوه فرصة اخرى لليّ عقارب الساعة نحو النجاح، لكن احدا لم يتبنى الانتصارفي المعركة على بوش باستثناء تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي فقدَ ستة الاف من المقاتلين الاجانب الذين تم استدراجهم من الخليج واليمن واوربا وشمال افريقيا وزجوا في السيارات الانتحارية واعمال الهجوم على الاسواق والمزدحمات وطوابير العمال والمتطوعين الى الجيش والشرطة، وهو انتصار لم يتحقق على ارض الواقع لأن ثمة بركة دم مترامية الاطراف تفصل ما بين هذا التنظيم البربري وبين الانتصار الحقيقي في المعركة.
غير ان للقضية وجه آخر، يمثله السؤال التالي: هل ان الرئيس الامريكي جورج بوش الوحيد الذي ارتكب اخطاء في العراق؟ اظن بانه لن يدوس على ضميره ذلك الذي يقول بان جميع المشاركين في عملية التغيير وكافة اللاعبين الذين عارضوا التغيير واخذوا عهدا بافشاله ارتكبوا اخطاء فادحة، بالتدرج، من الاخطاء التي ترقى الى الجريمة حتى الاخطاء التي تتخذ صفة سوء التقدير، ولا بد من التذكير هنا بان تصفيات الحساب على ارض العراق من قبل اطراف خارجية كلفت تلك الاطراف ثمنا باهضا، لا يقلل منه ان اصحابها لم يعترفوا بها.
اقول، اذا كان الجميع اخطأوا بحق العراق، وإنْ بنسبٍ متفاوتة، فلماذا لا يعترف احد منهم بتلك الاخطاء وينضم الى “شجاعة” بوش بالاعلان عن انه اساء الى العراق وارتكب اخطاء بحقه، وانه آن الاوان لمراجعة مواقفه.
حتى نسمع من يقول، كما قال الرئيس الامريكي، اني اخطأ، فان الانتصار الذي تحقق في العراق، باطاحة صدام حسين، سيبقى من غير اب شرعي، وان الهزيمة وحدها، ولا اقول العار، سيوزع بالتساوي على الجميع.
ـــــــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــــــ
ان اخطر فترة في حياة اي كيان سياسي هي الفترة التي يقرر فيها ان يكون واقعيا ”.
                                                                                           محمد حسنين هيكل
ــــــــــــــــــــــــــ

جريدة (الاتحاد) بغداد