| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الجمعة 15/2/ 2013

 

تهميش السنة

عبد المنعم الاعسم 

لا أحب الكتابة بمنطق.."كنتُ قد قلتُ يوما وقد صحّ ما قلت" ولا بطريقة "هذا ما ذكرته قبل عام ولم ينتبه له أحد".
اقول، لا احب مثل هذه الكتابات والاقوال، لكني هذه المرة ارتكبها, بحذر، وبكفاية من التوثيق، وما له صلة بقضية حساسة لا يكتب فيها الكثيرون، مع انهم يعرفونها جيدا..
للكلام زمن محدد هو 22/11/2012 اي قبل أقل من ثلاثة اشهر، والمكان مدينة السليمانية، والمناسبة هي مؤتمر للدفاع عن اتباع الديانات والطوائف العراقية، والشهود مائة وخمسون من المشاركين في المؤتمر.. والمتحدث هو كاتب هذه السطور.. وهذا ما جرى بالضبط.
كان صديقي الاعلامي جورج منصور يدير الجلسة، فطلبتُ الحديث من ضمن من طلبوا، وقبل ان اتحدث ذكـّرني بالوقت المسموح "لك دقيقتان فقط" قلت: لديّ قضية حساسة. رد: "دقيقتان فقط" فقبلت على مضض، وقلت: "حسنا" ثم اوجزت في الكلام قدر ما املك من موهبة في الايجاز، لأقول "انكم تحدثتم عن جميع الاديان والطوائف التي تعاني من تضييقات وتشعر بالقلق على حقوقها وعباداتها، لكنكم لم تتوقفوا عند اتباع طائفة السنة العرب التي تشعر بالتهميش والضغوط، واظن اننا مقبلون على انفجار ازمة طائفية تتراكم عناصرها بسرعة مخيفة إن لم تتدارك الدولة هذا الخطر..وهناك حقائق على السطح، إذا لم يتجرأ الساسة على طرحها فان هذا المؤتمر معنيّ بالتوقف عندها وعدم إغفالها، واليكم بعض مؤشرات هذه الازمة.. هنا جاءني صوت مدير الجلسة.. "انتهى وقتك استاذ.. متأسفين.. شكرا".
وما لم يتسن لي الوقت لاقوله آنذاك هو: ان شعور مكوّن عراقي بالظلم والتهميش يستمد مصادره من قناتين، الاولى، سياسات الدولة واجراءات الحكومة لجهة التطبيق الكيفي للقوانين، والثانية، الدور الذي يلعبه سياسيو المكون الطائفي في تأجيج وتأطير هذه المشاعر.. ولكن، بعيدا عن تأثير هاتين القناتين، ينبغي ان ننظر الى الحقائق التي تتصل بشعور (او هواجس) ملايين من السنة العرب انهم مواطنون من الدرجة الثانية، وخطورة هذه المشاعر، سواء كانت مبررة او غير مبررة، بل والحاجة الى التعامل معها بحذر وحكمة، وتحاشي اتخاذ اجراءات تفاقم هذه المشاعر، وتضعها في تصادم مع المكوّن الآخر.
وما لم اقل ايضا بان "حافات" سياسية ودعوية (محدودة لكنها مؤثرة) لها مصلحة في تسويق فكرة القطيعة (والتقاتل) بين المكونين الطائفيين وتحقيق الطلاق بينهما.. حافات منها تنظر الى الحكم باعتباره ملكا بالطابو لها.. واخرى تنظر اليه باعتباره وديعة ينبغي استردادها.
اقول حافات.. اما الملايين، ونحن منها، فحالها حال المغلوب على امره، حتى يستعيد أمره.

"علامة العقل المتعلم هو قدرته على تداول الفكرة دون أن يتقبلها"
                                                                                   ارسطو

 

free web counter