| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الثلاثاء 15/5/ 2007

 




فواتير تفجيرات اربيل


عبد المنعم الاعسم

الذين استغربوا ان تضرب قوى الارهاب، في هذا الوقت بالذات، في اربيل قد لا يعرفون بان عاصمة كردستان تمثل، بدلالتها الجغرافية والقومية والسياسية، عقبة امام مشروع الردة والجريمة، وقد يجهلون سلسلة التهديدات التي يطلقها الارهابيون ووكلاؤهم، منذ سنوات ضد اربيل والكرد والبيشمركه والدور الكردي في المعادلة السياسية العراقية.
الغريب ان بعض المستغربين من تفجيرات اربيل، اكتشفوا، فجأة، بان الارهابيين لا يفرقون بين الشيعة والسنة، بل وانهم اعداء للشيعة والسنة على حد سواء طالما يرفضون ابتزازهم، ويصح اطلاق السؤال المشروع عما تبقى من شعارات الدفاع عن الطائفة السنية وقد توسعت جرائم التفجير لتشمل مدينة سنية آمنة، وماذا تبقى من شعارات تحرير العراق من جنود الاحتلال حين شملت اعمال"الجهاد المسلح" البربرية مدينة لا وجود لقوات الاحتلال فيها.
اما نحن الذي وعينا المشروع الارهابي في العراق، ورصدنا اهدافه الحقيقية، وتابعنا عن قرب جرائمه المروعة فاننا نعرف ان التفجير الاجرامي الاخير في اربيل، ليس كما ذكرت وكالة اجنبية باعتباره ردا على مشاركة قوات البيشمركه في ضبط الامن في العاصمة بغداد، بل هو حلقة واحدة في سلسلة محاولات كثيرة كانت تستهدف اربيل والسليمانية ودهوك وكل مدن الاقليم.
تكفي الاشارة هنا الى التفجير الانتحاري المزدوج الذي طال، قبل حوالي ثلاث سنوات، مقري الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في المدينة واوقع حوالي مائة من القادة والشخصيات والمواطنين، ثم تفجير طابور المتطوعين في قوات الامن والجيش، ثم تفجيرات السليمانية، ثم محاولات الاغتيال والاختطاف المتكررة، ويشار هنا ان عددا من الارهابيين المتسللين من الخارج قبض عليهم في اطراف اربيل طوال عامين قبل ان ينفذوا هجماتهم في اسواق المدينة وحاراتها، وابلغ بعضهم المحققين الكرد عزم تنظيماتهم على "معاقبة" الشعب الكردي لقاء موقفه من عملية التغيير في العراق.
في خلفيات جريمة اربيل الجديدة الكثير من الدلالات التي ينبغي تسليط الضوء عليها، اولا، انها رسالة واضحة الدلالة على ان المشروع الارهابي لم يعد مشروعا برسم طائفة اسلامية معينة، بالرغم من انه يستخدم الطائفية والخطاب الاصولي السني في الشعارات التي يطلقها وسبل التعبئة التي يتوسل بها في عملية التجييش، وثانيا، انها تكشف عن هدف محدد لـ"الجهاد" يتمثل في ضرب حلقات الاستقراء في اي منطقة من مناطق العراق ومهاجمة مفاتيح ضبط الامن، وذلك لادامة الفوضى والفلتان وشل الادارة المدنية، وثالثا، تقدم دليلا اضافيا بان الاعمال المسلحة لقوى الارهاب نأت بعيدا عن التصدي للقوات الاجنبية وصارت تركز في المقام الاول على دورة الحياة المدنية بتفجير الاسواق والمزدحمات والطرق العامة والهياكل الحكومية والمدن الامنة الخالية من الجنود الاجانب، ورابعا، ان هذه التفجيرات فضحت حقد قوى الارهاب والجريمة ضد الشعب الكردي، قضية ووجودا، وخامسا، وهو المهم هنا، ان الارهاب يكمل منهج صدام حسين، فيلطخ يديه بدماء الشعب الكردي، ويشق بذلك الطريق الى نهايته.
ـــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ــــــــــــــــــ
" لا يدنَس البحر بفم الكلب "
                                مثل كردي