| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

السبت 14/7/ 2007

 




العرب والارهاب.. اين الخلل؟


عبدالمنعم الاعسم

الدراسة التي اصدرتها الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب مؤخرا حول الارهاب وانشطة القاعدة وتصاعد التهديدات الإرهابية الموجهة للمنطقة العربية تثير اكثر من سؤال لجهة الاستحقاقات التي تترتب على اصحاب الدراسة في ترجمة الكلام الى واقع، والصفة الى موصوف.. لكن، مع ذلك، فان ثمة في الدراسة، إذا ما قرأناها على ضوء ساطع، ما يعني ان الدول العربية المعنية لا تزال تتمنى لـ"المقاتلين العرب" في العراق طيب الاقامة، وعدم النزوح الى ما وراء الحدود العراقية حتى يقدر الله امرا وطرا.
تبقى الدراسة تدور في نطاق فكرة واحدة لا تخرج منها الى الهواء الطلق او الى موجبات المواجهة او الى المسؤوليات.. فان ثمة تطورات في النشاط الارهابي المسلح على الارض العراقية "أبرزها احتمال خروج العناصر الارهابية العربية، ومن بينها عناصر تنظيم القاعدة من العراق في حال عودة الأمن والاستقرار إليه، وتسللهم إلى دولهم الأصلية، وبالتالي نقل نشاطهم الارهابي هناك بصورة مماثلة لما تم تنفيذه بعد عودتهم من افغانستان في عام 1992 على اثر انتهاء الحرب السوفياتية الافغانية".
برافو.. كلام جميل، وتوصيف بليغ، وملامسة سليمة للواقع، لكن جمال الكلام وبلاغة التوصيف وسلامة الملامسة سرعان ما تختفي لتحل محله عبارة مخيفة تقول: "أن تنظيم القاعدة الذي استفاد من الساحة العراقية في تدريب كوادره قد يلجأ في صورة استقرار الاوضاع بالعراق الى نقل عناصره الى الدول المجاورة كخلايا نائمة لتنفيذ عملياته الارهابية" فكأن المطلوب، في ثنايا هذه العبارات الناعمة، هو الحيلولة دون استقرار العراق حتى لا تفيض النفايات الارهابية الى جيرانه، وسيبقى هذا التفسير حيا وواردا حتى يعلن اصحاب الدراسة في مجلس وزراء الداخلية العرب بوضوح بان المطلوب قبر الارهاب في مهده ومساعدة العراق على دحر فلوله تحت جميع المسميات الاسلامية التي يتخفى تحتها.
ولا ينبغي طبعا القاء الكلام على عواهنه، والاتهام على الظنة، فان الدراسة تحذر من خروج القاعدة من العراق على صيغة خروجها من افغانستان يوم انتجت ذباب "الافغان العرب" وتشير الى "ان تنظيم القاعدة(في افغانستان) نجح في اعادة اقامة معسكرات تدريب للعناصر المتطرفة والارهابية خاصة بمنطقة الحدود الباكستانية الافغانية، على غرار معسكر في منطقة (وانا) في مقاطعة وزيرستان الباكستانية تحت اشراف كوادر من حركة طالبان، ومعسكر في منطقة (كونار) بأفغانستان ومعسكر ثالث يقع في المنطقة الواقعة من كشمير الباكستانية إلى منطقة غزين جيانغ الصينية، الى جانب معسكرات بدول اوزبكستان وجورجيا والشيشان" الامر الذي يعني خطورة، حسب الدراسة" زيادة خطورة انتشار الارهاب والعنف في المنطقة العربية في الفترة المقبلة" ودليل الدراسة الحي هو "ازدياد حجم انشطة الجماعات السلفية للدعوة والقتال الجزائرية واعلانها الانضمام لتنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" والدليل الاضافي يتمثل في الاتي: "إن القاعدة في الجزائر نجحت في تجنيد المقاتلين الى العراق عبر شمال إفريقيا".
العالم كله يعرف بان افضل وسيلة لمواجهة الارهاب والحيلولة دون انتشاره هي مهاجمته في عقر داره ومساعدة ضحاياه على دحره .. اقول العالم، ونسيت بان اصحاب الدراسة بعيدون عن العالم.. لا اعني بالجغرافيا .

ـــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
ـــــــــــــــــــ

" حتى السمكة الميتة تستطيع ان تسبح مع التيار".
                                                         جون كرو