| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         الأثنين 13/6/ 2011

 

المالكي وعلاوي..
إصطدام حافـّات

عبد المنعم الاعسم 

في خلفيات التوتر الجديد بين معسكري رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس ائتلاف العراقية اياد علاوي ثمة حلقة رئيسية، مركبّة، حساسة، محشوة بالالغام، تتفرع عنها جملة من الاحتقانات والتوترات والصراعات، حتى يبدو للمراقب الموضوعي انه لا إمكانية للتقريب بين المعسكرين(إذا كان التقريب ضروريا) من غير تسوية تتغلب على تلك الحلقة او صفقة تسمح بتصريفها الى تهدئة مؤقتة تصل بالقارب الى موعد الانتخابات الجديدة.
اقول، ثمة حلقة رئيسية تقع في قلب هذا التوتر هي سلطة القرار بين كتلتين برلمانيتين (دولة القانون والعراقية) متقاربتين في عدد المقاعد، متباعدتين في الرؤى وتمثيل الشرائح وكاريزما الزعامة، قبلتا ان تكونا شريكتين في الادارة وان تتقاسما امتيازات هذه الشراكة بكفالة الكتل الاخرى، وبمشاركتها، وبمباركة الجانب الامريكي وحماسته، عبر تفاهمات واقنية اتصال صعبة وشديدة التعقيد، ومن زاوية يبدو انه لا مفر من هذا الهامش التوافقي لتجنيب العملية السياسية انشقاقا غير محسوب النتائج، وتعريض الكتلتين والزعامتين الى امتحان اثقل من قدرتهما اذا ما حسبنا القدرات بمعايير بلد يمر في حالة اضطراب وتدخل دول الجوار في خواصره.
لكن علينا ان نضيف القول بان جوهر التفاهمات التي تحققت بين الجانبين (اعلن بعضها وبقي البعض الآخر طي الكتمان) كانت ستعبر بالحكومة الى نوع من الاسترخاء لو ان الكتلتين منسجمتين في الحد الادنى من الايمان (الجدية) بتقسيم الادارة والقبول بالآخر شريكا بالمعنى الحقيقي، او في الحد الادنى من اجواء الثقة والعمل المنتج، او في الحد الادنى من التصوّر لتوظيف العلاقة بالجيران، ايجابيا لصالح البلاد، بدلا من الاستقواء بها في التنافس على السلطة، واخيرا في الحد الادنى من التضامن لمعالجة الملفات المطروحة وفي المقدمة منها الامن والفساد والخدمات وتطبيقات الدستور.
ما حدث، ان معسكر المالكي (وحزبه) ومنذ ان نجح في العبور من بوابة الترخيص في البرلمان وضع خارطة للادارة والمسؤوليات والاليات تتسم بالاستحواذ وتجاهل استحقاقات الشراكة، ما اثار حفيظة الشريك الاكبر، العراقية، والشركاء الآخرين بنسب متفاوتة، بل واحدث قطعا في شبكة التواصل المباشر بين فرقاء هذه الشراكة، وصار لقاء رأسين من رؤوسها المتنافرة بمثابة حدث له شأن، فيما رد معسكر علاوي على ذلك الاستطراد بالتشويش على منهج الحكومة والتأليب عليها وتحريك نوابض خلفية تتصل باسباب العنف والفتنة، والتحشيد لسد الطريق على أي نجاح يمكن له ان يسجل في رصيد المالكي، ودخل المشهد السياسي في محاذير دورة الفعل ورد الفعل.
وهكذا، ظهرت حافات خطيرة في المعسكرين تشحذ سكاكينها وتستعرض عضلاتها، وتروّج لخيارات التسقيط، والهروب الى لغة ما قبل الانتخابات يمضي فيها المالكي وعلاوي سريعا الى نقطة اللاعودة.. فلا الاول في وارد التخلي عن المساحات (السلطات. المواقع..) التي انتشر فيها، ولا الثاني مستعد للقبول بما يتاح له من هوامش خارج تلك المساحات.


ـــــــــــــــ
"أذا كان هذا يكيدك أنا أزيدك
"
                                  حكمة لبنانية


جريدة (الاتحاد) بغداد
 

 

free web counter