| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                                         السبت 13/8/ 2011

 

الازمة السياسية.. كرٌّ وفرّ

عبد المنعم الاعسم 

ما يحدث في كواليس السياسة والبرلمان والحكومة ومحافل مناقشة المواقف لا يعدو عن كونه، في التكتيك العسكري، كر وفر: هجوم وانسحاب، ثم هجوم وانسحاب، ثم تهدئة مؤقتة، مثلما يحدث على جبهات الحرب، بعدها، تنتقل المواجهة الى جبهة أخرى وملف آخر، وتعبئة جديدة الى ملف آخر مرشح لمواجهة قيد الاعداد، وفي هذا الحال من المستحيل للمراقب ان يحسب الخسائر، لانها في الواقع لا وجود لها بعد ان اصبح للمتشابكين مواقع حصينة. الخاسر الوحيد هو نحن(الملايين الغفيرة) الذين نتفرج على هذا العبث، ونتلقى شظايا المعارك، ونُحرم من الامن والكهرباء وفرص العمل والخدمات البلدية والتعليمية، وليس لنا في الحرب الدائرة ناقة ولاجمل.
ومثلما بدأت الازمة عقب اعلان نتائج الانتخابات بين قطبين، ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية، فانها لا تزال تدور بينهما، حتى الساعة، يعدّان لها من رباط الخيل ما يبدو انها ستحسم عن هزيمة او اتفاق(لا يهم) لكن مؤشرات جديدة سرعان ما تؤكد بان النفق طويل، طويل، ولا ضوء فيه، بل ولا يبدو أثرا للارهاق في صفوف المتحاربين الذين صاروا يغيّرون طواقهم لتجديد الدماء والحماسات والهمم بما يدفع المعركة الى ذرى جديدة والى كر وفر جديد.
طبعا، غير مسموح، كما يبدو، ان ينتصر احد الفريقين، وأنْ يلقى بالاخر الى خارج المعادلات. إجازة الانتصار، الممكن، ليس بايديهما، فالممكن لا تصنعه الرغبات والاهواء. هكذا هي السياسة، فن الممكن، وقل فن التحكم باتجاه الريح. الريح عاتية ومضطربة والسماء غير صافية. الممكن هنا في الحالة العراقية استعصاء مفتاحه بيد الكثير من اللاعبين الذين لا يثقون بنوايا بعضهم. مشكلة الثقة انها مثقوبة بالمحاصصة، ولا احد على استعداد لكي يعطي من حصته ويخلد الى الراحة، كان مترنيخ، مهندس الصفقات اللااخلاقية، يقول اعطوني ساعة واحدة أغـّير فيها مجرىالاقدار، لكن على السياسيين قبل ذلك(يقول) ان يخلدوا الى الراحة ويتركوا الساحة الى صفقات قد لا ترضيهم. فمن الذي يعلن انه سيأخذ بنصيحة مستشار النمسا الذي وصف في قواميس السياسة بالداهية؟ النصيحة باهضة التكاليف؟.
وماذا بعد؟.
ساحة المواجهة خرجت من آخر كر وفر حول قضية مفوضية الانتخابات لتدخل في معركة العقود “الكهربائية” مع الشركات الوهمية التي هدأت حين تدحرجت الكرة الى ملعب البرلمان، ثم، دخلنا في معركة مجلس السياسات الاستراتيجية، والكل يكرّون، والكل يفرّون، ونحن، المتفرجون، نتأسى على ما يحدث، ونخسر دماء ودموعا، والشبعان لا يدري بالجوعان، بانتظار معركة جديدة حول مقعد وزارة الدفاع، وكر وفر جديد.. وسمعة لا تُشرّفُ أحدا.
 

"إذا شبع المرء.. لم يجد للخبز طعماً"
                                              مثل اسكتلندي
 


 

 

 

free web counter