| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الخميس 13 / 6 / 2013


 

متى يحكمنا الفلاسفة؟

عبد المنعم الاعسم 

تستعد محافل اكاديمية وهيئات وورش تفكير في العالم للاحتفاء باليوم الدولي للفلسفة الذي سيحل في منتصف تشرين الثاني المقبل، وهو يوم اعتمد قبل تسعة اعوام من قبل منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة لتشجيع المجتمعات على احياء علوم وادوات الفلسفة في حل مشكلاتها.. وبمعنى آخر تشجيع الناس على التفلسف.

كانت رسالة المديرة العامة للمنظمة، عام 2009 ايرينا بوكوفا قد اكدت في كلمتها بالمناسبة "تقضي الضرورة أكثر من أي وقت مضى بأن يعاد التفكير في الأسس الحالية التي يقوم عليها التداول الحر للتنظيرات والممارسات".

إذن تعالوا نتفلسف في ازمتنا، على الاقل بهذه المناسبة، ونقتحم دهاليز الرطانات والاسلاك الشائكة والمواقف المثيرة للاستغراب، والقرف ايضا، فان بامكان الفلسفة، كما تؤكد مديرة اليونسكو في رسالتها "أن تساعد، جنباً إلى جنب مع العلوم الإنسانية والاجتماعية الأخرى، في تجديد النقاش بشأن طرائق مزاولة هذا الحوار" ولنُدخِل الاوكسجين الى الغرف المغلقة التي يجري فيها طهي الحصى، وانتاج الصفقات، وتقاسم الغنائم، في وقت، كما تقول بوكوفا "غدت فيه المجتمعات تتعلم أكثر فأكثر العيش في بيئات متعددة الثقافات".. و "بات ينبغي بالفعل أن نستجلي مدى قدرتنا على أن نستفيد معاً من إمكانيات الربط بين ذهنيات جماعية وذهنيات منفردة".

مرة اخرى، تعالوا نتفلسف قليلا، او نتحاور حول مأزقنا في رحاب الفلسفة وفضيلتها الذهبية ذات الصلة بالعقل ومبدأ الحوار، فان السياسة تأخذنا الى منحدر سحيق، وان بعض اللاعبين يستخفون بعقولنا، وبقدرتنا على ان نتفلسف، وان نقلب الطاولات، ونحتج، ونثير الاسئلة، وكما تشير السيدة بوكوفا فإن "إقامة حوارات فلسفية.. يعني أيضاً وقبل أي شيء آخر، أن توضع قضايا التنوع والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان في صميم جدول الأعمال".

كان حراس الحلقات الفلسفية الرومانية يمنعون السحرة من المشاركة بالجدال.. وكان اخوان الصفا والمعتزلة، قد سبقونا الى التفلسف في ما كان يستعصي حله بالسحر لنكتشف اننا (في العراق بخاصة) احوج ما نكون الى وصفة فلسفية لحالنا تتأسس على "التأمل" وهي الكلمة التي استهلت بها السيدة البلغارية رسالتها ذائعة الصيت، واضافت لها حشوة دسمة من الفروض، ستكون من عناصرها نصيحة ذهبية: لا ينبغي ان نسلم مقاديرنا لمن لا يعرفون احكام الفلسفة وقيمتها.. احكام استخدام العقل في حل المشلات التي تواجهنا.
فمتى يحكمنا الفلاسفة؟

**********
من النادر أن نفكر في ما بين ايدينا، بل نحن نفكر فيما ينقصنا”.
                                                                          شوبنهاور

 

free web counter