| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الأحد 12/8/ 2007

 


 

خطاب البطانة


عبدالمنعم الاعسم

لولا الاخطاء النحوية التي زادت على عشرة، لقلت ان ثمة "مثقف" وراء الرد عليّ من قبل شرطة الناصرية (نشر في مقال سابق) حول موضوع اوامر القبض على صحفيين في المدينة، ولم اكن متجنيا عندما وصفت حمية الدفاع عن قائد الشرطة ردا امنيا، ولم يغيّر من هذه الصفة مدخل الرد المتحذلق عن القطيع، واذا شئنا العودة الى بافلوف وتجاربه على الفئران، سيكون هذا النموذج في غير صالح صاحب الرد، في نهاية المطاف.
حتى هذه التهمة الموجهة للصحفيين المطاردين كونهم من القطيع يمكن التساهل ازاءها، منعا للدخول في جدل عقيم عمن يحتاج الى ان ينحني امام كرسي(قائد الشرطة) دون ان يفطن الى ان هذا المسؤول لا يجلس عليه في تلك اللحظة، وقد نتساهل ايضا بصدد الدرس المتأخر الذي القاه علينا صاحب الرد الاخ ناصر الماجدي عن الصحافة باعتبارها “مهنة المتاعب كما درسناها وتعلمنا أبجدياتها” وتحذيره اللبق لنا من "تضليل الراي العام" و"نسف التضحيات الجسام التي قدمتها قيادة شرطة ذي قار ومديرها اللواء الركن عبدالحسين الصافي" وعن تنكرنا للتسهيلات التي تقدم للصحفيين من قبل الشرطة “وابوابها مفتوحة” واصرارنا على تبني “الاخبار المزيفة والتجريح بالرموز الوطنية للمحافظة”.
اقول سنعرض عن كل هذه الحمية المشبوهة المستعارة من منطق: "كل شيء على ما يرام، وكل نقد تخريب" وسنعتبر حديث صاحب الرد عن "العقد النفسية" للذين ينتقدون شرطة الناصرية بمثابة زلة لسان، وان الاعلان عن ان المنتقدين "سوف ينالوا عقابهم الذي يستحقونه" من باب التهديد بالردع في جو ملبد بالتهديدات وغيرها من مفردات العنف، لكن الامر اللافت هو انتقال الرد من التعميم الى التخصيص، وهذه المرة ينال من كاتب المقال حصرا، بالقول المبطن، لكن المفضوح.. "اما من يتهكم على قيادة شرطة ذي قار وهو يتسول في بلاد الغربة فانها اكبرمنه ومن اذياله" وهو قول تفيض منه شتيمة بائسة لا تفيد قائد الشرطة في شئ، لأن للمقامات قياسات معروفة غير صالحة للعبث.
بيت القصيد: لا نستبعد ان يكون قائد شرطة الناصرية قد حقق شيئا لأمن المدينة من خلال وظيفته، لكن لن نقبل فكرة ان الخطأ او التقصير بعيدان عن دائرته، وللاسف، فان انحطاط السياسة والمصالح، في حالنا العراقي، بعد تصدع مشروع التغيير، وظهور مشاريع شيطانية في حقوله، خلق من بين اشياء كثيرة ما يمكن تسميته بـ”خطاب البطانة” وما كان يسمونه في لبنان "لغة الاستزلام" ويتمثل ذلك بوجود جوقة مسلحة بالنصوص الجاهزة، تغير على"العدو" استرضاء لصاحب النعمة، المسؤول، من دون ان تتمعن جيدا في ما هو حق او باطل من المعركة، وكنا نعتقد ان ثمة عقيدة اعلامية جديدة حلت محل عقيدة “المسؤول الضرورة” في العراق الجديد، وان خطاب البطانة اندحر مع اندحار الدكتاتورية، وان الاستزلام ولى مع تحول ازلام النظام السابق الى متاجرين بالمخدرات اوبالمتطوعين الخليجيين للانتحار في العراق.
ويبدو ان صاحب الرد لم يجد في ثقافته شتيمة مناسبة غير “يتسول في بلاد الغربية” وقوله ان قائد الشرطة “اكبر منه ومن اذياله” مما لا يستحق معه الرد مخافة اتساخ الجملة المفيدة، بالسفاهة من الكلام.
ــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ــــــــــــــــــــ
" شرار الناس الذين يبيعون الناس "
                                           ابو ذر الغفاري

جريدة(الاتحاد) بغداد