| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 12/11/ 2007



سد الموصل.. ما هي الحقيقة؟

عبدالمنعم الاعسم

بين ما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست الامريكية وعززه السفير رايان كروكر بان سد الموصل "يتعرض لخطر حقيقي بانهيار وشيك" و ان الحاجة ماسة "لبناء سد بديل عنه" وبين ما اعلنه مؤخرا مدير عام سد الموصل عبدالخالق ذنون من انه " لا توجد اي تصدعات في جسم السد، وهو سليم مائة في المائة" مسافة كبيرة جديرة بالتساؤل والقلق.. التساؤل عن هذا التعامل الامريكي الغريب مع ملف حساس يمس كرامة الدولة العراقية، بحيث بدا سد الموصل كما لو انه فضيحة من فضائح هوليوود التي يتسابق نحوها مغامرون وطلاب شهرة لتسجيل انفسهم في عداد الشهود.
اما القلق فيتبدى من سلسلة التصريحات الرسمية التي تنفي تماما وجود مشكلة في سد الموصل وكأن القضية ملفقة برمتها، ما يتعارض مع واقع الحال، ومع بديهية "لا دخان من غير نار" إذ نخشى ان تكون التطمينات قد اخفت كارثة مبيتة، في وقت شبعنا حد التخمة من الكوارث المتناسلة.
وحسنا فعل وزير الموارد المالية الدكتور لطيف رشيد في اعادة بناء حقيقة ازمة سد الموصل بطريقة مهنية مقنعة بتأكيده على "ان التقارير الاخيرة التي اصدرها الاميركيون كانت، نوعا ما، مبالغا فيها، ووضع السد ليس كما صوروه له وضخموه" وكان محقا في التذكير بان وزارته "هي من يأخذ قرار بناء السدود بعد اجرائها للدراسات المعمقة من كافة الجوانب، ووفقا لخطوات علمية جيدة، وليس وفق ما يراه البعض او ما يصرح به بعض السياسيين والدبلوماسيين او حتى الفنيين" وكان الوزير بمستوى المسؤولية في مصارحته الشعب بالقول"نعم، هناك بعض المشاكل الفنية في السد، وهي مشاكل قديمة وليست جديدة كانت قائمة قبل عملية بناء السد، وتتمثل في جيولوجية الارض التي انشئ عليها السد، وقد اتخذنا خطوات علمية هندسية ومشاورات من الفنيين في الوزارة واخصائيين عالميين وشركات اجنبية حول معالجة المشاكل" مؤكدا "ان عملية معالجة السد مستمرة الى ان يتم ايجاد حل جذري ونهائي للمشكلة".
ان الطريقة التي قدمت فيها الصحافة والدبلوماسية الامريكية مشكلة سد الموصل الى الجمهور والاعلام بعيدة عن اللياقة والامانة والمسؤولية، وتنطوي على فظاظة لا سابق لها في التعامل مع مشكلة عراقية حساسة ، فضلا عن انها اعطت للدعاية المناهضة لاستقرار العراق مادة اضافية لكي تدخلها في دورة التهريج والتحريض بالحديث عن قرب تدفق مليارات المكعبات من المياه دفعة واحدة واحتمال غرق ما يصل الى نصف مليون من العراقيين، بل تبرعت الجهات الامريكية المعنية طواعية بموضوع مناسب لاثارة المزيد من الهلع بين السكان الامنين وحملهم على الاستعداد للنزوح، بكل ما يترتب على ذلك من مشكلات امنية واقتصادية واجتماعية فوق طاقة الوضع القائم وخارج قدرته على احتواء التداعيات الناجمة عن مثل هذه الحماقات.
والاكثر من هذا وذاك، فان ازمة سد الموصل كشفت عن فضيحة اخرى يمكن قراءتها في دخول جهلة واميين ومهرجين سوق المناقشات من على الشاشات العربية الملونة حول موضوع هندسي وعلمي وجيولوجي.. وبعضهم لم يعرف الفرق بين اسم الموصل واسم الموصول.
ــــــــــــــ
كلام مفيد:
ــــــــــــــ

"
كن حذراً من الرجل الذي لا يرد لك الصفعة ".
                                              
 برنارد شو
 


 

Counters