| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 12/3/ 2007

 



مؤتمر للنيات الطيبة.. جداً



عبدالمنعم الاعسم

ليس ادمانا في الريبة والشكوك القول بان مؤتمر بغداد لم يحقق شيئا ملموسا لمعادلة الامن والاستقرار في العراق، والحق ان ثمة الكثير من المحللين والمتابعين استبعدوا منذ ايام ان يسجل المؤتمر اختراقا في مجرى الازمة السياسية الامنية العراقية، او انه سيقرب القوى المتنافرة من هامش معيّن للتعاون الميداني لاحتواء اعمال العنف والتسلل وتصدير الارهاب الى العراق ، لكنهم ايضا، لم يعدّوا هذا المؤتمر بمثابة خطوة ضارة، او انها مضيعة للوقت، بل انهم افترضوا ان اصداء ناقوس الخطر في العراق صارت تُسمع في الخارج جيدا، وتخيف الكثيرين.
لقد اجمع الكثيرون انه بمقدور هذا المؤتمر ان يساعد العراقيين حقا على انهاء دوامة العنف والتآكل واستئناف البناء إذا ما تخلت اطرافه الفاعلة عن تدخلها المنهجي في الساحة العراقية، او على وجه الدقة، إذا ما استخدمت هذه الاطراف تدخلاتها في الاتجاه الصحيح: كبح قوى العنف والارهاب والطائفية واحترام ارادة العراقيين في شكل مستقبلهم السياسي، وقد دللت الكلمات التي القيت في المؤتمر وفي كواليسه والنتائج التي اعلنت عنه على ان البحث لم يتركز على التقريب بين الاجندات والرؤى قدر ما كان يشدد على توصيف الحال والاعتراف بخطورة ما يجري في العرا، وهما بحد ذاتهما لا يكفيان لدرء الخطر، وربما لا يستحقان عقد مؤتمر وسط دخان التفجيرات.
النظرة الواقعية نحو المؤتمر تأخذ بالاعتبارالاهمية الاستثنائية للقاء ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا من جانب وايران وسوريا من جانب آخر، باعتبارهما طرفي معادلة الازمة، على الرغم من ان هذا اللقاء اتسم بمحاولات مسبقة لقراءة النيات او جس النبض او -وهو المهم- تبرئة النفس من تهمة اعتماد سياسة تصفية الحساب مع الاخرين على الساحة العراقية والقاء المسؤولية على الطرف الاخر، وقد يقال بان تبادل الاراء والنقاش حول المواقف، وإن كانت متنافرة ومتناقضة، هي مقدمة للوصول الى حلول وسط صالحة للتطبيق على الارض، لكن مواقف واراء الفرقاء كانت، في الواقع، معروفة قبل انعقاد المؤتمر، ومن العبث ان يعقد مثل هذا المؤتمر الخطير لغرض الاستماع الى اراء مكررة ومعروفة.
اما الحديث عن تشكيل لجان للامن والحدود والطاقة ومكافحة الارهاب والنزوح العراقي الى الدول المجاورة فان احدا لا يعوّل على فاعلية مثل هذه اللجان التي ستدخل قراراتها، كما هو متوقع، في اقنية حكومية وعسكرية للدول المعنية، وسيكون مصيرها مصير وعود وقرارات سابقة، إن لم تكن عرضة للخلافات والتراشق بالمسؤوليات، وادعاء كل طرف انه ليس مسؤولا عما يحدث للعراقيين، فيما الحقيقة تتمثل في ان الجميع مسؤولين عما يحدث، من دون استثناء، بالاضافة الى مسؤولية العراقيين انفسهم.
المتفائلون، او الذين صدقوا الكلمات الطيبة التي سبقت المؤتمر، كانوا ينتظرون من ممثلي الدول المتطاحنة في العراق ان يتحدثوا عن تعهدات والتزامات محددة لجهة مكافحة الارهاب والعنف والطائفية، ولمساعدة العراقيين في مجالات البناء والانتقال الى الظروف السلمية وان يبدوا الاستعداد اللازم للتكيف والتعاون مع بعضهم وإبعاد خلافاتهم عن الميدان العراقي، وقد اصيب هؤلاء المتفائلين بخيبة امل بعد ان تحدث الجميع بعبارة واحدة تقول: لقد قمنا بما يمليه علينا الواجب.
وكأن واجبهم يتمثل بتدمير العراق.
ــــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
ــــــــــــــــــــــ
“لكي نعرف حقيقة الاشياء علينا ان نحذر الاقاويل”.
                                                           غاليلو