| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الأربعاء  12 / 3 / 2014


 

السعودية هل هي مع الارهاب..
أم ضده ؟

عبد المنعم الاعسم 

من دون شك، الحكومة السعودية تحارب الارهاب، ومسمّاه القاعدة، وهذا واضح من سلسلة طويلة من المواقف والمواجهات والتفجيرات والمحاكمات، لكنها (انتباه) تحاربه على اراضيها فقط، وبخاصة حين يستفحل وينشط بالاتجاه الذي يضر بالمصالح التجارية والمالية والسياسية للحكم، فيما تدعمه في مستويين، الاول، في التسهيلات اللوجستية التي تقدمها الى الخلايا والافراد لكي تمارس نشاطاتها الارهابية خارج الحدود، وفي الدول "غير المريحة" للسعوديين حصرا، معبّرٌ عن ذلك في دفاع السعودية عن حمَلة جنسيتها الذين يقبض عليهم من قبل دول اخرى (غوانتانامو. العراق. باكستان. لبنان..) فتسعى بكل الوسائل الدبلوماسية والمالية والاستخبارية الى استعادتهم وفي كتاب وثائقي عنوانه "مقاتل مكة" ثمة وقائع مثبتة عن الاساليب التي كانت تستخدمها السلطات السعودية (بواسطة مشايخ او اجهزة امن) لإقناع الشبان السعوديين المتأثرين بفكر القاعدة بالقتال خارج الاراضي السعودية، بل وتسهل نقلهم وترعى عائلاتهم.

اما المسار الثاني، فيتمثل بالتمويل المالي السخي الذي تقدمه هيئات دينية ناشطة ومرتبطة بالسلطة الى منظمات الارهاب التي تقاتل في عدد من الساحات، ولم تعد هذه التمويلات شبهة او فرضية او اتهامات لجهة الرياض، بل انها موثقة في مراسلات وكشوفات بنكية وفضائح نشرت على نطاق واسع، ويمكن لفت النظر الى وثيقة نشرها موقع ويكلكس وتعود الى السابع من ديسمبر العام 2011 عن برقية لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تؤكد فيها على وجود محاولات لاقناع الجهات السعودية بمعالجة تدفق الاموال من مؤسسات سعودية الى الارهابيين، واضافت كلينتون ان من ابرز الجماعات التي تحصل على تلك التبرعات تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، وتنظيم "لشكر طيبة".

وفي برقية سرية دعت الدبلوماسيين الامريكيين الى مضاعفة جهودهم لوقف تدفق الاموال السعودية الى الجماعات المسلحة وذلك عن طريق" اقناع المسؤولين السعوديين بالتعامل مع التمويل الصادر من السعودية على انه اولوية استراتيجية بالنسبة لنا" وفي برقية اخرى ورد فيها ان جمعية خيرية باكستانية، وهي جماعة الدعوة، المتهمة بانها واجهة لجماعة "لشكر طيبة" الارهابية استخدمت شركة سعودية واجهة لها لتمويل نشاطاتها في عام 2005.

لكن التطور في هذا الملف يمكن ملاحظته في تعليمات زعيم القاعدة ايمن الظواهري في نوفمبر العام الماضي ويتضمن الالتزام بالامتناع عن مهاجمة انظمة دول تقدم "مساعدات" مختلفة لـ"المجاهدين".. ويعني السعودية ومن لفّ لفها.. إذ ردت القاعدة على تحية المملكة بهذا الصدد باحسن منها.

"دعونا لا ننسى أن من نقتلهم اليوم كنا ندفع لهم الأموال قبل عقود"
                                                                            هيلاري كلينتون


جريدة (الاتحاد) بغداد




 

free web counter