| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الأربعاء 12/12/ 2012

 

نائبة

عبد المنعم الاعسم 

نائبة برلمانية اختصت منذ زمن باطلاق التصريحات عن الاخطار التي تحدق بالعراق من اقليم كردستان والكويت، وتحرض الحكومة عليهما، وتزايد عليها، مع انها في صف المعارضين  وفي قوام المعارضة. مرة قالت ان الحكومة متواطئة مع اولئك وهؤلاء، ومرة اخرى ظهرت تلوح بملف انتهاكات حدودية مسجلة على الكويت، وشوهد نفس الملف، مرة ثانية، وهي تقلبه وتتحدث تحت قبة البرلمان عن خروج اقليم كردستان على “الانضباط  الوطني”.

لم يرد عليها الكرد، عفة منهم حيال سيدة لها مكانة ما على مقاعد البرلمان، او تقديرا على انها تتشوق الى الرد منهم لتبيعه الى كتلة “ضامنة” على قاعدة رغيف ابيض لليوم الاسود. اما الكويتيون فقد اكتفوا بعمود صحفي هابط المستوى اساء لها ولنا نحن العراقيين، وقيل ان البضاعة الكلامية الكويتية هذه غير صالحة للتسويق لفساد في الطعم والرائحة، وقيل ان زملاء للنائبة زعلوا على استطراداتها إذ اشتمّوا فيها رائحة غير طيبة وبعضهم حشرها في تأويلات وروايات، والجميع متفقون على انها تسعى الى ضمان مقعد لها في القبة القادمة عن طريق اثارة معارك بعضها يثير الشفقة.

قال لي مثقف من المدينة التي انتخبت عنها السيدة النائبة ان ناخبيها نسوها منذ زمن بعيد، فلم يكن احد يعرف انها دافعت مرة (ولو بالخطأ)عن عائلة منكوبة، او تبنت تعيين احد العاطلين، او اعانت ارملة على مشاق الحياة، او قادت عابر سبيل ليصل الى مكان يقصده، او سهلت لحي من الاحياء الحصول على الخدمات، بل ان الوفود التي التقتها وتحملت عناء السفر من البلدة الى العاصمة عادت خائبة بعد ان سمعت من االنائبة كلاما “خارج الصدد” وتساءل هذا المثقف (الذي اكتب هذه الكلمة بطلب منه وبعد تردد مني) عن مسؤولية النائب الدستورية، هل هي اطلاق التصريحات وخوض معارك بالنيابة، ومشاجرة دول(وهي مسؤولية الجهات الدبلومسية الرسمية) ام هي الرقابة على عمل السلطات والسعي الى خدمة اولئك الذين انتخبوها الى البرلمان؟.

على انه قبل عام كانت السيدة النائبة (اكرر: السيدة النائبة) قد انصرفت الى مهاجمة “مؤامرة” ايرانية وجيوش تزحف نحو العراق، ثم ، فجأة اوقفت مدافعها الثقيلة على الجبهة الشرقية لتنقل البندقية من هذا الكتف الى كتف آخر، والتصويب من الشرق الى الشمال والجنوب..

السيدة النائبة، عالية نصيف تجرب ان تعبر نهر المعارضة بدون تكاليف كما عبرت نهر الاجتثاث من دون كلفة.. وآخ من لساني.
 

"كل الطرق الآسنة تؤدي الى المزبلة"
                                                  زكريا تامر



 

free web counter