| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الأربعاء 12/9/ 2012

 

جملة مفيدة

تفجيرات الاحد
وتسمية الاشياء باسمائها

عبد المنعم الاعسم

/هوية تفجيرت الاحد الدموية، طائفية، بالمعنى السياسي والفقهي، والمسؤول عنها عصابات "الجهاد" الاجرامية من تنظيم القاعدة وفلول النظام السابق، بالقدر الذي يوزع المسؤولية عنها على كل الطائفيين وبناة الخارطة السياسية الطائفية وعار المحاصصة، فلو لم تتأثث هذه البيئة الطائفية السياسية في البلاد ما استطاعت شراذم من فضلات هذه المرحلة ان تفتح بركة الدم والاشلاء ومهرجان العويل والاسى لمواطنين عابري سبيل وآمنين.

/هذا في حال سمينا الاشياء باسمائها، فالتفجيرات الوحشية هذه ليست عمليات عشوائية، او محاولات استعراض القوة، او ارهاصات اجرامية عن احتضار تنظيمات القاعدة وفلول النظام السابق كما توحي تصريحات المسؤولين عن الامن، وليست -في كل الاحوال- من صنع جهة بلا امتداد اقليمي، تدخل في سباق محموم مع  سقوط النظام السوري، بل هي تمرين استباقي على تشكيل عراق آخر تتناحر فيه الطوائف وتشترك فيه وتغذيه اكثر من جهة داخلية وخارجية على اختلاف مقرداتها الطائفية.

/اننا لا نحتاج الى عملية “نمذجة” في خارطة ضحايا التفجيرات لنضع ايدينا على حقيقة  ان هذا التمرين الاجرامي  مرسوم بعناية كيميائية مركزة هدفها تمهيد الارض لدولة الحرب الطائفية وذلك بعد ان سقطت الخرقة القديمة عن مقاومة الاحتلال وظهرت معالم مشروع "الجهاد" على حقيقتها كفاصلة للردة، إذ تتولى مشاريع طائفية اخرى بناء استحكامات هذه الردة وتحويل العراق الى ساحة تصفيات وميدان تبادل الرسائل عبر مذابح واعمال تدمير منهجية.

/بعض إدانات التفجير  والتأسي على الضحايا تحمل منشطات للاحتقان الطائفي، إذ تفيض، من جهة، بزيف المشاعر الانسانية، بل وبالتشفي بالسلطات الامنية وشريحة الضحايا، ويكشف بعضها الآخر عن كراهيات تعصبية وانحرافات نحو الانتقام وتوسيع طعون المسؤولية عن الجريمة لتشمل اوسع دائرة من الابرياء.

/على مفترق هذا الطريق ثمة متفرجين يتابعون منافعهم مما يحصل من كوارث.. انهم اصحاب الازمة السياسية.


"عجبت لمن يفكر في مأكوله، كيف لا يفكر في معقوله"    
                                                       الامام الحسن بن علي

 

free web counter