| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm13mm@live.com

 

 

 

الأربعاء 11/3/ 2009

 

وداعا للخدمات.. اهلا بالتقشف

عبد المنعم الاعسم

تريد التصريحات التي تُطلق من كابينة رئيس الوزراء بصدد خفض موازنة العام 2009 من قبل مجلس النواب ان تقول لنا: لا عتب علينا في عدم ترجمة وعودنا بتلبية احتياجات المواطنين من خدمات، فان الحق يقع على مَن خفّض ميزانية الدولة، ولم يضع الاموال الكافية في تصرف الحكومة لكي تعالج مشاكل (وقل كوارث) شحة الكهرباء والبطالة وتردي الاحوال الصحية والتعليمية والسكنية.

وبمعنى آخر، فان علينا ان نودع آمالنا الكبيرة بدخول فصل صيف اقل معاناة مما سبقه، وان نشد حزام التقشف حتى آخر ثقب من ثقوبه، بل ان علينا (وهذا اخطر ما في تلك التصريحات) ان ننتظر دورة جديدة من العنف بوصفها النتيجة المباشرة لتقليص (تقليص!) الهوامش المالية لحركة السلطة التنفيذية، وإلا ما معنى هذا الكلام الذي جاء على لسان دولة رئيس الوزراء بقوله لمدراء الفضائيات العراقية منذ يومين: “إن خفض البرلمان موازنة 2009 يهدد جهود تعزيز الأمن عن طريق إعادة الإعمار وتوفير فرص العمل”.

نحتاج طبعا الى التذكير بان الموازنة وضعت بيد الحكومة اكثر من 58 مليار دولار، وفيها وجوه كثيرة لاعادة الاعمار والتنمية ودعم مجالس المحافظات، لكن تصريحات المقربين من كابينة رئيس الوزراء اثارت فزعنا وهي تقدم مسبقات عن شهور صعبة تنتظرنا “لا تتحمل الحكومة مسؤوليتها بل مجلس النواب”.

وحين نتملى المعلومات جيدا نعرف ان التخفيض شمل، كما صرح قيادي في حزب رئيس الوزراء “معظم الدوائر والقطاعات التابعة لمكتب رئيس الوزراء مثل: مخصصات مشروع المصالحة الوطنية، ومكتب القائد العام للقوات المسلحة، ومكتب مستشارية الامن الوطني، الى شبكة الاعلام العراقي” وقال ان ذلك التقليص “قيّد عمل الحكومة” واضاف (انتباه) ان” خفض الموازنة قد يعرقل جهود زيادة إمدادات الكهرباء عن طريق عقود توريد ضخمة وانتشال الزراعة العراقية، ثاني أكبر قطاعات الاقتصاد، من حالتها المزرية” وقال مقرب آخر، في نفس التقرير والسياق ان خفض الميزانية وحرمان الحكومة من حق “إصدار سندات إلا بموافقة البرلمان” تعتبر “محاولة لمعاقبة الشعب العراقي” (
النهار-8/3) .

يبدو ان المطلوب منا هو ان نعطي الحق لشكوى الحكومة، وان نقبل (عن طيب خاطر) التخلي عن الخدمات الانسانية التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر، وان نبقى عاطلين عن العمل وان نكف عن اللجاجة بالمطالبة بتحسين شبكات الكهرباء وبمستشفيات ومجمعات سكنية وفرص عمل، وهو حصتنا من العقوبات التي، كما يقال، فرضها مجلس النواب على الحكومة، وتفرضها، كما نقول، الحكومة على الشعب، ويفرضها الشعب، اخيرا، على نفسه.. بانتظار الفرج.

ـــــــــــــــ
كلام مفيد
ـــــــــــــــ
"
تمر العواصف بسلام على الأشجار التي تلين، وتقتلع الأشجار التي تعاند".
                                                                         فرانكلين


جريدة(الاتحاد) بغداد

 

free web counter