| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

الأثنين 11/2/ 2008



حكومة في عنق زجاجة

عبدالمنعم الاعسم

سِجلّ الحكومة العراقية الحالية.. حكومة نوري المالكي.. لا يشجع على التفاؤل انها تستطيع، بهذا المتاع الفقير، والتجاذبات والشائعات وسوء الظن، ان تعبر نهر الاسئلة الكبيرة المؤجلة طويلا الى ضفاف السلامة، الآن، او في المدى المنظور.
وقوام الحكومة، بعد "الفرار الجماعي" منها لا يساعد على النظر الى مستقبلها كحكومة مرحلة انتقالية، بشئ من الارتياح والثقة، ولا الى اكتافها على انها قادرة على تحمل مسؤولية واستحقاقات الشراكة الوطنية الثقيلة، والمتنافرة .
واعباء الحكومة، اذا ما احصيناها بالجملة والمفرق، لا تدع مجالا للشك في انها تتزايد وتتناسل بدل ان تتراجع، وبين ايدينا سلسلة طويلة من العناوين المشاكسة: كركوك. العلاقة مع اقليم كردستان. العلاقة مع المحافظات. الشراكة والوفاق. الدستور. الانتخابات البلدية. تهريب النفط. الفساد. الجيران. الامريكان. الاحتقان الطائفي النائم . الخ.
الحكومة.. حكومة المالكي.. حاولت ان تحقق شيئا فاخفقت، وانجزت - بصرف النظر عن المسؤول المباشر- كل صفات العجز. يكفي انها شكلت الكثير من اللجان الخاصة باحتواء الازمات لم تخرج ولا لجنة واحدة بنتائج.
وحكومة بمثل هذا الحال، لابد ان تفسح المجال لبدائل عنها، هكذا يقول المنطق، غير ان هذا ليس سوى استنتاج عاجل، وقد يجرّ الوضع السياسي الى دوامة جديدة فوق الدوامة التي يمر بها.
الشئ المهم، ان جميع الفرقاء المعنيين بصناعة الفرص الاخيرة اقتنعوا بوجوب بقاء رئيس الحكومة في موقعه، لفرصة اخرى، ولقطع الطريق على "حركة كيدية" كانت ستحسب رحيله انتصارا لها، وسقوطا مدويا لخيار الائتلاف الحكومي الانتقالي العريض. لكن الصورة تبدو شديدة الحرج من زاوية الحاجة الى ترشيق الوزارة، او تغييرها بوجوه جديدة، او اعادة بنائها خلاف مبدأ المحاصصة.. وهذا الموضع يسميه البلاغيون عنق الزجاجة كتعبير عن حالة الاستعصاء.
إذن، فان رئيس الوزراء، الذي حظي بثقة وتفويض اطراف العملية السياسية، سيكون امام مهمة مركبة، فمن جهة عليه إخراج حكومته من عنق الزجاجة الى الهواء الطلق، ومن جهة اخرى يحتاج الى خارطة طريق (رؤيا. قرار. جاهزية..) تمر في محطات الازمة ولا تتركها من دون حل.
على انه بين يدي المحلل الموضوعي، المتابع لازمة حكومة المالكي، القليل من المؤشرات على تحسن الانواء السياسية التي تحيط جهود اعادة هيكلة الحكومة، لكن فروض الامانة تملى القول بان رئيس الوزراء قدم افكارا وتعاطيات بصدد عدد من القضايا الملتهبة هي على جانب كبير من المرونة والواقعية، وإن جاء بعضها متأخرا عن وقته.
باختصار شديد، لا مفر من التغيير، وباختصار اشدّ، ليس ثمة متسع من الوقت للمناورة، واضاعة الوقت.. والوقت من ذهب.
ـــــــــــــــــ
كلام مفيد:
ـــــــــــــــــ
"
عندما اريد ان احقق الفوز الاكيد لفريق ما فإنني أبحث عن لاعبين يكرهون الهزيمة "
                                                                            
  روس روبرت


 


 

Counters