| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الخميس 11/4/ 2013

 

بلاد..
في المزاد

عبد المنعم الاعسم 

الصورة مفجعة، لكنها كوميدية ايضا.

انهم ينتشرون في العواصم في مهمة لبيع البلاد في مزادات السياسة. اللقاء التلفزيوني لوزير المالية السابق رافع العيساوي يكشف هذه المفارقة السوداء. الكل يسعى الى "دولة صديقة" ليجد كرسيا له تحت حمايتها وعطفها، في وقت لم يعد العراق ندا، بالنسبة لجيرانه وشركائه في الامن الاقليمي، او دولة ناجزة الاستقلال والحقوق، وهو حسبهم يحتاج الى الوصاية و"الأرشاد" والحِجر، ولم يعد، مثل بقية الدول الاعضاء في الامم المتحدة، متحكما في مصيره، وهو "دولة مشاكل" كما كتب عنه صحفي كويتي واضاف "يجب وضعه في غرفة العناية المشددة" او انه كما قالت صحيفة اخوانية مصرية (العدالة) خرج عن الانضباط ، فيما كشف روبرت فيسك كاتب الانديبندنت عن اتصالات تجري بين عواصم الخليج لبحث "تغييرات" في العراق.

الغيرة على البلاد هي نقطة حياء.. هذا في الاخلاق، أما في المصالح فانها ضمانة بان العراق دولة مستقلة، وليس ملكا مباحا لتفرض عليه مشيئات من الخارج.

اقول: في كل الاحوال، وقبل منع الدول المجاورة من ان تدوس بنعليها على ميثاق الاعضاء في الامم المتحدة وتأخذ لنفسها حق الوصاية على بلد مستقل كالعراق، يجب منع اهل العراق من الساسة والمتنفذين واللاعبين واصحاب القرار والكواليس، من الاستطراد في الشحادة باسم العراق، وساكون واضحا بالقول: ان الدول المجاورة تستضعف العراق ليس في حلقات قوته العسكرية او البشرية او الاقتصادية، وإنما في جوانب اخرى تتعلق بالسياسات والصراعات الداخلية التي لم تُرَشّد، وهي نفسها تفتح شهية الدول المجاورة في خيرات العراق.

وساكون اكثر وضوحا لاقول: نعم، ان العراق ليس ضيعة لأحد، ولا يجوز، في الظروف الطبيعية او في غيرها، ان تتعامل اي دولة، او اية جهة مسؤولة فيها، وكأن العراق معروض للبيع.. لكن (انتباه) سيكون كل هذا صحيحا لوا ان اصحاب الشأن والنفوذ تعاملوا مع العراق باعتباره عراقهم، وليس بلادا معروضة في المزاد.

***

"المنافسة تؤدي إلى أفضل المنتجات وأسوأ الأشخاص"          ديفيد سارنوف - رجل اعمال امريكي

 

free web counter