| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

malasam2@hotmail.com

 

 

 

 

الأربعاء 10 /1/ 2007

 

 

عاصفة غبار.. اردنية


عبدالمنعم الاعسم

نواب اردنيون طالبوا حكومتهم بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، أكرر: مع طهران، لأنها تتدخل(انتباه!) في شؤون العراق الداخلية، وليس في شؤون الاردن، وفي التفاصيل لأنها تتهرب من مسؤوليتها في اعادة النظام السابق في العراق، وفي تفاصيل التفاصيل، لأن ايران وقفت جنبا الى جنب مع الولايات المتحدة في الترحيب باعدام الرئيس (طبعا ليس رئيس الاردن!) صدام حسين. المطلوب، إذن، ان يقوم الاردن بمعاقبة دولة(ليش؟) لانها تتدخل في شؤون دولة اخرى!. هل هم رعاة غنم ام نواب؟.
وبصرف النظر عن طبيعة السياسة الايرانية في العراق، وبعيدا عن توصيف تلك السياسة، فان النواب الاردنيين، قفزوا بخفة متناهية من فوق خطوط المسموح به والمرخص له وفق معاهدات الدول، واخذوا لانفسهم وظيفة "مجلس قيادة الثورة" واستعاروا منه لغة التهديد و"الاقتدار" والعنجهية والغطرسة، وخرجوا على مالوف وادب واخلاق وقيم وتقاليد ونواميس السياسة والعلاقات بين الدول ووظائف مجالس النواب، بل انهم تحدثوا، عبر الشاشات الملونة ما لم يكن صدام حسين ليجرؤ ان يتحدث به. انهم جددوا لغة التجييش الفارغة، واطلقوا وصايتهم على العراقيين باعتبارهم شعبا قاصرا، واعطوا العالم فرصة للاسى على حال مرحلة عربية تنتج كل هذا الغبار الاصفر.
كان محقا ذلك الصحفي الاردني الذي جاءني صوته مرعوبا عبر التلفون وهو يتساءل: ماذا حل بعقول هؤلاء؟ ماذا صنع لهم صدام حسين؟ كيف اصبحوا عبيدا لفكرة باطلة ومهووسة؟ فذكّرته بما جاء في قصة (ماريو والساحر) لتوماس مان حيث يصرخ شيخ من روما بجيله: "ما كان باستطاعة موسوليني ان ينيمكم الى هذا الحد لو لم تكونوا تريدون ذلك". قلت له في محاولة لمسرحة الموقف: لا تستبعد، عزيزي، ان يطالب اصحابكم، النواب الاردنيون، غدا من حكومتهم سحب سفيرها من اثيوبيا لانها استجابت لطلب الحكومة الصومالية بالتدخل العسكري لمنع اقامة دولة طاليبان في مقاديشو، او اغلاق سفارتها في باريس احتجاجا على تأييد فرنسا لحكومة السنيورة في لبنان، او إعلان الحرب على دولة الكويت لأنها انتقدت الموقف الليبي من اعدام صدام حسين، او طرد سفراء استراليا وامريكا وكندا وبريطانيا احتجاجا على موقف دولهم من الملف النووي لكوريا الشمالية، او سحب السفير الاردني من مدريد احتجاجا على مقتل احد اعضاء منظمة ايتا على يد الشرطة الاسبانية.
قلت ايضا: لا تستبعد، اخي، ان يسطو مجلس النواب الاردني ، في سورة غضب، على صلاحية مجلس الامن الدولي فيتخذ قرارا، بالاجماع، يقضي باستعادة بلاد الاندلس وبلاد الاناضول والاسكندرون والاهواز والبلقان وطنب الكبرى وبلاد السند وجبل طارق ودول اسيا الوسطى وسبتة ومليلة بالقوة.. تحت البند السابع.
قال: لقد اخزونا.. اخزاهم الله.
ـــــــــــــــــــ
كلام مفيد:
ـــــــــــــــــــ
"
 أنعي لكم..
           كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمة..
"
                                                   نزار قباني
ــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة(الاتحاد) بغداد