| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الأثنين 10 / 6 / 2013


 

الشيء ونقيضه..
في تحالفات المجالس

عبد المنعم الاعسم 

ما اعلن حتى الان عن الاصطفافات لتشكيل الحكومات المحلية، والتجاذبات، والمزاد العلني للمقاعد، يعطي المؤشرات الكافية على ان الشعارات التي رفعتها الكتل التي ادارت وستدير غالبية مجالس المحافظات حول مكافحة الفساد وذمّ المحاصصة والتركيز على الخدمات ليست مطروحة للتطبيق، والمجادلة، والخلاف، وليست من ضمن القضايا الرئيسية التي تحدد المناصب واختيار المسؤولين لها، في حين تتناقل الكواليس معطيات "مسلية" عن صراعات شرسة داخل الكتل نفسها لمن يجري تنصيبه في مواقع الحكومة المحلية، وليس لما ينبغي ان يحققه ذلك المسؤول من مكاسب للسكان والناخبين.
قال النافذون واصحاب الحظوظ في دعاياتهم الانتخابية انهم سيكرسون جهودهم لتحسين اوضاع محافظاتهم، وسيسعون الى تحريك ماكنة الاصلاحات والعمل والاستثمارات والترميمات واستيعاب العاطلين عن العمل، فظهر، منذ البداية، انهم قالوا الشي، وينفذون نقيضه تماما: المنصب اولا، والمصالح الفئوية والذاتية والحزبية والعشائرية فوق مصلحة المحافظة وامنها واستقرارها، وعاطليها ومرضاها، وبعيدا عن معاناة سكان الاحياء الفقيرة والمهمشة والمقصية عن المدنية وابسط مستلزمات الحياة.
فاذا كانت البداية تؤسس لمنهج التحايل على الرأي العام، واستغفاله، والتعامل مع الوعود الانتخابية والتزامات الخدمة العامة كخرقة مسح، او تمارين للخطابة، فانه لا داعي للتساؤل عن النهاية، ومن حق المواطنين (كما اظهرت امرأة من على شاشة التلفزيون) ان يتشكى من شلل الادارات المحلية، وانشغال المسؤولين في توزيع المناصب، واعمال الزجر التي تزايدت على ابوب المسؤولين، وربما عن خيبة امل، اشار لها شاب عاطل عن العمل بقوله لمراسل تلفزيون "صدقنا وعودهم عندما قالوا انهم سيخدمون المحافظة فظهر انهم يخدمون جيوبهم".
ولم تكن هذه التعريضات والانتقادات المبكرة بمثابة استباق متعجل لما سيحدث، او رجما بالغيب عما ستكون عليه الاحوال، لكنها استشعار مبكر لعلل الحكومات المحلية التي يراد لها ان تقوم على صفقات فئوية لاختيار مسؤولين في مواقع الخدمة بدل ان تقوم على ضرورة تشكيل فريق من الخبراء والاكفاء واصحاب الايادي العفيفة والمجربين في احترافيتهم ومثابرتهم وغيرتهم على مصالح السكان، من داخل الكتل وخارجها، وهو الامر الذي توقعناه..وراهنا عليه.
ثمة، الى ذلك، مهزلة يجري توليفها بعناية، عنوانها (الاختيارات تجري في المركز) و"التحالفات تقرر في المركز"على الرغم من ان المركز يتخبط في الازمة التي انتجها.. وبضاعة المأزوم معروفة.
 


**********
الدجاجة هي أذكى الحيوانات، فهي تصيح بعد أن تضع البيضة”.
                                                                          ابراهام لينكولن

 

 

free web counter