| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                                               الثلاثاء  10/1/ 2012

 

شئ من هذا سيحدث..

عبد المنعم الاعسم

الازمة تراوح في مكانها. هناك ارادة للحل باتجاه المؤتمر الوطني، مقابل ارادات للتصعيد باتجاه الكارثة. والسباق جار بين الارادتين، والامر ليس سهلا طالما لم يبدِ اصحاب الازمة، حتى الآن، اي استعداد للتراجع عن المواقف الفئوية. المشهد يقف على حافة الانفجار وعلى مسار الحلحلة في ذات الوقت. هذا ما يسمونه مفترق الطرق، وفي هذا ينبغي ان نخاف. نخاف على العراق وعليهم ايضا.
حتى الآن لم تملأ طوابير النساء والاطفال المسبية الشاشات الملونة، ولم يظهر المسلحون، الطائفيون والارهابيون وفلول الجريمة المنظمة، وهم يقرأون معا، في المصحف والمناشير والفتاوى مدوناتهم بتشييع الوضع الامني، القلق اصلا، الى مثواه الاخير، وغير مأسوف عليه.
ولم تصل الملايين الثلاثين الى حالة من العطش وبين ايديها غزير الماء من نهرين يمكن ان يسقيان مئات الملايين من البشر.
ولم تتحول بعد خارطة البلاد وتشكيلتها ومكوناتها وثرواتها الى خرقة يتقاذفها اسياد الحرب الاهلية الطائفية، وتعلس خواصرها دول الجوار، ويختزلها العالم الى خاتمة من الكوابيس المثيرة، ويشير لها المؤرخون باعتبارها واحدة من المحفوظات او المخطوطات او الذكريات القديمة.
وحتى الآن لم تُغلق نهائيا خطوط الاتصال بين المعسكرات السياسية المتناحرة ، ولم تتكشف اسنان الضواري التي كانت تنفلت في الشوارع والحارات ومفارق الطرق العام عامي 2005 و2006
ولم تزحف الملايين العراقية الى الحدود ومنها الى المنافي وارض الله الواسعة، او الى الخيام او المستوطنات التي ترتزق من تبرعات المحسنين في الامم المتحدة وشفقات مشايخ المنطقة، وتسجل نفسها في وثائق العفو الدولية والصليب الاحمر الدولي كجماعات من غير وطن .
وحتى الآن، لم يعلن العالم انه عاجز عن ضبط تدهور العراق نحو الغابة والى احتفالات الابادة، وانه لا يملك قرارا بالتدخل او قرارا بالسكوت، او قرارا بالاحتفاء بما يجري كنهاية لصداع الرأس الطويل.
ولم يدق تجار النفط واصحاب الاسواق والناقلات والبورصات ناقوس الخطر حيال لما يحدث في العراق بسبب انشغالهم بما يحدث في بلدان تقع على مشارفه وهي شريكة له في الحرب والسلام، والامن والخراب.
كل ذلك لم يحدث حتى الآن، لكن شيئا منه سيحدث في حال هرب اصحاب الازمة من الدائرة المستطيلة الى دائرة النار.. وربما سيحدث كله، من يدري؟.
 

“ان اخطر فترة في حياة اي كيان سياسي هي الفترة التي يقرر فيها ان يكون واقعيا”.
                                                                                                        محمد حسنين هيكل

 

free web counter