| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبد المنعم الأعسم

mm14mm@yahoo.com

 

 

 

                                                              الخميس 01/11/ 2012

 

العراق والمحاور السورية

عبد المنعم الاعسم

يجمع المحللون الموضوعيون على ان محاور الصراع في المجتمع السوري (حكومة وطائفة، مقابل معارضة وطائفة) التي انتقلت الى حرب مكشوفة وشاملة جرّت وتجر معها المنطقة والقوى الدولية الى حالة صدام ومواجهة  لا احد يعرف نتائجها على الارض، لكن التقدير الواقعي  لاتجاهات الاحداث يشير الى تنامي تأثير الجماعة الخليجية في النظام الاقليمي، الامني والسياسي، لأمد معين في مرحلة ما بعد سوريا حتى تنكسر حلقة التوازن في الوقت والمكان للاطاحة بتلك المعادلة.

وإذ لا مفر من سقوط نظام الاسد، على نحو ما، فان اللحظات التاريخية التي تسبق سقوط هذا النظام ستدخل في سلسلة التباسات وتداخلات ومواجهات لا تقل شراسة عما يجري على الارض السورية، وذلك على الرغم من محاولات الدبلوماسية واناملها الناعمة ورسائلها الاخلاقية تلطيف قبح عمليات التدخل الى جانب هذا الطرف او ذاك.

لكن الحقيقة الاولى يجب ان تقال دائما وهي ان جميع تجارب نظام الحزب الواحد (العائلة. الفرد. الطائفة) في حال تستمر (وتتحَمّض) لعقود من الزمن، تحيل البلد الى مثل هذا المآل، وقد تحيله الى الاستقالة من الخارطة، وبين ايدينا امثلة عن بلدان وامم استقالت من التاريخ بعد ان حشرها الاستبداد المفرط في نقطة الانتحار.

الحقيقة الثانية تتمثل في ان محاور الصراع السورية (في الداخل والخارج) اخذت شكل جبهات حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فيما تضيق، اكثر فاكثر، فرص المناورة، والوقوف على الحياد، او انتظار ما تسفر عنه الحرب، وبخاصة بالنسبة للدول المجاورة والتجمعات السياسية (والدينية) الاقليمية.

الحقيقة الثالثة ان العراق من بين الدول الاكثر تاثرا بالصراع السوري ونتائجه، ولعل مشكلته تتمثل في ان مصلحته، ولوازم امنه واستقراره وسيادته تفرض (او تفترض) ان يكون محايدا، وعلى علاقات متوازنة مع جميع المحاور، غير انه لا السياسات الرسمية التزمت خط الحياد، ولا الجماعات السياسية ومكونات الراي العام نأت بنفسها عن الحريق السوري، وكل ذلك اظهر حالة الانقسام في المجتمع العراقي حيال الحدث السوري، بل واظهر ما هو اكثر فزعا، وهو ان العراق، كحكومة ومكونات سياسية ودينية وقومية، توزع على محاور الحرب السورية.

الحقيقة الرابعة ان الحرب السورية قدد تتوقف يوما، لكنها ربما ستستمر في العراق، إذا لم يعمل العراقيون على ترشيد مواقفهم من الملف السوري ويضبطوا التفاعل من تطورات الاحداث على اساس من النظرة "الوطنية" الى المستقبل، حتى لايدفعوا ثمنا باهضا للعجالة العاطفية.. كما في كل مرة

 

 "ويبقى العود ما بَقِيَ اللحاءُ".   -  ابو تمام

  جريدة "الاتحاد" بغداد
 

free web counter