| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمد علي الشبيبي

Alshibiby45@hotmail.com

 

 

 

 

الأثنين 28/8/ 2006

 

 


رسالة الى منظمة الحزب الشيوعي في مالمو ومن يهمه الامر
 

محمد علي الشبيبي

تمخض الجبل فولد فأرا! هذا المثل ينطبق على نشاط منظمة الحزب الشيوعي في مالمو للأسف. لا أريد ان اثير غضب احد، ولكن من حقي ومن حق ألاخرين ان نغضب ونتألم من نشاط اُعد له، فكان بائساً. كان بودي بعد خمسة سنوات اصبحت فيها قريبا من احد اكبر منظمات الحزب في السويد ان اتلمس التجديد الذي تم الحديث عنه كثيرا، ولكن لم المس شيئا، سوى توزيع صحافة الحزب الموجودة على صفحة الانترنت، وبعض اللقاءات المراهقة، والتي تذكرني بتحرك الشيوعيين ايام تموز الاولى، حيث كان بعض من يحب الظهور، ما ان يصل للمقهى التي يتجمع فيها الحزبيين والاصدقاء حتى تراه يبسبس بإذن احدهم ويخرج معه لبضعة دقائق ثم يعودا ليبسبس بإذن الاخر وهكذا، كان يحدث ذلك في المقاهي والان يحدث في الجمعيات. وهناك نشاطات روتينية، مثل ذكرى تأسيس الحزب، يوم الشهيد. اما هل قدمت المنظمة نشاطا جماهيريا لعرض سياسة الحزب؟ وهل حاولت ان تلتقي بجماهيرها لتسمع طروحاتهم؟ وماهي ملاحظاتهم على سياسة الحزب او على نشاط المنظمة وماهي مقترحاتهم؟ انا لم المس هذا؟ وربما غيري كثيرين ايضا.
يوم 24 اب اقامت المنظمة نشاطا واعلنت عنه قبل اكثر من اسبوع، والنشاط عبارة عن لقاء بأحزاب سيويدية، حزب اليسار والحزب الشيوعي، واحزاب اجنبية هما تودة والشيلي ومن تركيا. اولا الجلسة تأخرت مايقارب 45 دقيقة!! والسبب كما وضحه المتحدث عن المنظمة هو انتظار، حزب اليسار والشيلي والتركي، اي ان اكثرية المدعوين لم يحضروا؟؟ واوضح المتحدث انهم ارسلوا للجميع دعوات! كان المفروض ان تكون الدعوة اشمل، فنحن في ساحة سويدية، يتواجد فيها احزاب سويدية كثيرة غير الحزبين المدعوين، كما توجد احزاب يسارية اجنبية كثيرة، وهذه الاحزاب لحد الان لم تفهم موقف الحزب في الكثير من القضايا. وكان على المنظمة ان لاترسل الدعوات وتنتظر يوم اللقاء، وانما عليها ان تتابع دعواتها وتلتقي بالمدعوين وتحثهم على الحضور! استشفيت ذلك من حديث المتحدث الاول في اللقاء. طبعا كان المفروض ان لا تقتصر نشاطات المنظمة على الدعوات وانما كان من الضروري اجراء لقاءات دورية ومبرمجة وهادفة مع جميع الاحزاب والمنظمات المتواجدة على الساحة، ودراسة نتائج وتأثيرات هذه اللقاءات، وحتى مثل هذه اللقاءات ستكون غير منتجة اذا كانت روتينية والقائمين عليها غير قادرين على الرد على تساؤلات هذه الاحزاب او التفاعل مع نشاطاتنا. وانا اجزم لم تتم مثل هذه المحاولات، لأني لم ارى من قبل اي مشاركة بالنشاطات من هذه الاحزاب بأي نشاط اقامته المنظمة بالرغم من ندرة هذه النشاطات والتي اقتصرت على الاحتفالات.
ومع كل هذه النواقص، جاء نقص التحضير لهذا اللقاء. فالمتحدث الاول نسى ضيوفه وتحدث اكثر من ربع ساعة ارتجاليا، لايخلُ من التكرار وعدم الدقة، مستعرضا بعض مفاصل سياسة الحزب وبالعربي ونسي دور المترجمة وضيوفه الذين دعاهم ليوضح لهم سياسة الحزب؟؟؟ وكان السويديون وحزب تودة يتلفتون ولايفهمون شيئا، وحتى المترجمة لم تعرف دوره ولماذا حضرت. واخيرا تلافى المتحدث هذا الوضع بعد ان نبهه المستمعون. وكان المتحدث يتحدث ارتجاليا، والمترجمة كانت غير دقيقة بترجمتها وتختصر كثيرا في الترجمة. ولما سؤل المتحدث عن صحافة الحزب وعدد الاعداد التي توزع يوميا؟ احرج ولم يجد جوابا دقيقا، واضطر ان يجيب جوابا بعيد عن الصحة، اثار اعتراض وتعليقات المستمعين العراقيين من الحزبيين والاصدقاء، حيث اخبرهم ان ثاني صحيفة بالتوزيع في العراق هي صحيفة الحزب بعد صحيفة الصباح! كان المفروض ان لايتسرع المتحدث بالاجابة عندما يكون غير عارف بالجواب، او ان يرد بلباقة، وهذا هو الواقع، ان ظروف الحزب صعبة في الداخل بسبب الارهاب والطائفية وانه مستهدف، اضافة الى محاولة بعض القوى السياسية المساهمة بالعملية السياسية لعزله وكانت هذه سياسة هذه القوى حتى قبل السقوط، وهناك اسباب كثيرة كان يجب على الحزب دراستها، اما ان نعطي جوابا غير دقيق، ونحن نعرف عدم صدق اجابتنا، ومنافي للحقيقة سوف يفقدنا المصداقية امام الاخرين.
اما المتحدث الثاني للأسف هو الاخر لم يكن افضل من الاول، بالرغم من رؤوس الاقلام التي هيئها وكان فاشلا في الاستفادة مما دونه، وكرر اكثر من مرة ماذكره رفيقه الاول، حتى ان المترجمة لم تترجم ماتحدث به وعلقت اكثر من مرة ان هذا المعلومات سبق ان ذكرها رفيقك الاول!
كان على المنظمة ان تختار رفاقا متمكنين في تناول تساؤلات الاصدقاء الاجانب، كما كان من الافضل ان تقوم منظمة الحزب في السويد بجهد من خلال تلخيص اهم مفاصل سياسة الحزب بلغة سويدية جيدة مكتوبا، لتكن دائما مرشدا للمتحدثين والمتسائلين من اصدقاء اجانب. هل يصعب على منظمة الحزب ان تصيغ سياسة الحزب بأختصار شديد للإجابة على تساؤلات الاصدقاء الاجانب مثل: الموقف من الحرب، الموقف من المشروع الامريكي، دور الحزب في المشاركة في الاجتماعات التي اشرف عليها الامريكان قبل السقوط، موقف ودور الحزب بعد السقوط، الفرق بين المقاومة والارهاب وموقفنا، ملاحظات الحزب على الدستور ورأينا في الستقبل العراقي واسئلة اخرى يتم معرفتها من خلال لقاءتنا المبرمجة مع الاحزاب المتواجدة على الساحة كي نكون مهيئين للأجابة عليها.
التجديد ليس شعار يرفع، التجديد ممارسة وابداع، التجديد ليس تكتلات داخل المنظمة وتجمعات لوقوف البعض بوجه الاخر لتضعف امكانيات المنظمة، التجديد الاتصال بجماهير الحزب والتواصل معهم وسماع ملاحظاتهم والاهتمام بذلك ومناقشة سياسة الحزب وملاحظات الاصدقاء علنا وفي اجتماعات مبرمجة بدون ممنوعات او حذر وبثقة عالية، التجديد فسح المجال للأفضل، التجديد تمرين جميع اعضاء الحزب على المشاركة لا ان يحتكر البعض جميع النشاطات. التجديد العمل بنكران ذات وبدون انانية وحساسيات اتجاه الرفاق الاخرين. التجديد هو المنافسة النظيفة بين الرفاق لتقديم الافضل بعيدا عن الارتياحات والمساومات الشخصية المدمرة. التجديد هو العودة للوطن والنضال على ساحته لمد الحزب بالكادر المجرب والجيد لأعادة بناء الحزب وتجاوز اثار الغربة والابتعاد عن الوطن كل تلك العقود، هذه الغربة والهجرة التي كانت عشوائية وغير مدروسة بسبب اخطاء ارتكبت سبق وان شخصت بإستحياء.
هذه ملاحظات سريعة، قد تثير البعض وقد تريح البعض داخل المنظمة، لكنها تبقى ملاحظات صديق له تجربته في الحياة الحزبية، امل ان تستفاد منها المنظمة، فانا اعرف لايوجد عمل في داخل منظمات الحزب غير مبرمج، اما اذا كان النشاط المذكور غير مبرمج فهذا اسوء، وادعو المنظمة لعقد اجتماعات في السنة مرتين على الاقل لأصدقاء الحزب لسماع ارائهم وملاحظاتهم، او حتى استعراض بعض تقارير اللجنة المركزية وبلاغاتها لنقاشها معهم، اما كلما تحدث احدهم نرد عليه اكتب ملاحظاتك وابعثها، بينما هنا تتوفر امكانيات جيدة من اجل الاجتماع بالاصدقاء وسماع كل مايجول في اقكارهم بسعة صدر وبدون حساسية، كما يمكن للشيوعيين القيام بإتصالات بالجالية العراقية وهي بالالاف لتقديم المساعدة والمشورة لها وكسب ثقتها واحترامها، وهذا مالم يحدث للأسف، لأني لم المس ذلك مطلقا وقد شكى الكثيرون من هذا التقصير، والتحشيد للأنتخابات اثبت ذلك.
ارجو ان تفهم ملاحظاتي بحسن نية، وانا ان انشرها لأني مقتنع انها الاسلوب الافضل لتناول النواقص والاخطاء، وهو نوع من تحريض واثارة للمنظمة لدراسة وضعها بصدق وجرءة، واعتقد هذا ينطبق على المنظمة القيادية في السويد. هذا واتمنى لكم التجديد والتقدم الفعلي.