| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

محمد علي الشبيبي

Alshibiby45@hotmail.com

 

 

 

 

الجمعة 23/2/ 2007

 

 

اُمك
مرثية للراحل علي الشبيبي لأخيه الشهيد حسين الشبيبي


محمد علي الشبيبي

مازلت أتذكر جدتي، والدة الشهيد حسين الشبيبي، جيدا وأتذكر كيف كنت أرافقها وعمتي وسيلة طيب الله ثراهن، الى أعماق مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف لزيارة قبر الشهيد حسين (صارم). ولم تبخلا بزيارة حسين (حسب تعبيرهن) أبداً ، شتاءً كان أم صيفاً، وكانت عمتي أثناء سيرنا الى وادي السلام تحدثني عن الشهيد ونضالاته ومن ثم أستشهاده. عندما كانت تحدثني ،كان عمري حينها ( 9 - 13)، والدموع تنهمر من عينيها والحسرات والاهات تخرج من صدرها دون أستأذان، وكنت أنا الآخر تنهمر دموعي متعاطفا معها لهذه المأساة. وعلى القبر كنا نقرأ الفاتحة ونوزع ماجلبته جدتي من معجنات وأحياناً فاكهة، وكان هذا ديدنهن طول عقود حتى أصبحن عاجزات ولم يعدن قادرات على الحركة. أرتدين السواد ولم يخلعنه، وكانت جدتي دائما تقول: تريدونني أن أبتسم وأخلع السواد وحسين تحت التراب، أبداً هذا! أما عمتي شقيقة الشهيد هي الآخرى كانت تعيش على ما تركه شقيقها من ذكريات، فتتذكر رفاقه، الخالد فهد، حازم، محمد علي الزرقه، سالم عبيد النعمان، محمد حسين أبو العيس، ألصيدلي أبراهيم ناجي، كما كانت تتذكر وتلعن أسماء بعض أيتام العهد الملكي أمثال نوري السعيد، بهجت العطية، نايل عيسى وووو....... ومع هذه الذكريات الحزينة رفضت عمتي أن تتزوج وبقيت في حلة السواد ، لتأكيد حزنها ووفاءها لأخيها، حتى فارقت الحياة في أوائل السبعينات قبل أن تتوفى والدة الشهيد بأشهر. وكان أبي يتألم لحزن أمه وشقيقته، ولم تنفع معهن المحاولات للأستسلام لواقع فراقهن للشهيد وأصبح بيت جدي يلفه الحزن، وهذا ماعكسه والدي في مرثيته ( اُمك ) التي نضمها في أواخر عام 1949 ، وكأنه كان يعرف أن أم الشهيد سيلفها الحزن ما دامت حية وفاءً لمحبته وبطولته.


اُمـك

للراحل علي محمد الشبيبي
3/12/1949

أمـك ياحسن علاها السـأم...........وأصبحت تشكو الضنا والسقم
قـد عـضها الـدهر بانيابه...........وحـفها البؤس بشـتى الظُُلم
أعمى البـكا أعينها من أسىً...........وصـوتها بُـح لـفرط الالم
تـذكر الـماضي فـتهفو له...........وكـيف قـد مرّ كمر الحـلم
تلك الليالي البيض عادت لها...........ظـلماء سـوداء كحبر القـلم
امـالها ضـاعـت والامها...........ضاعـفها الحـزن لما قد ألـم

يابـدر لـيل غـاله خسـفه...........لما أسـتنار الافـق فـيه وتم
نـورك كم مـزق ظـلماءها...........وكشَـفَ الخـائن في المزدحم
ياقـائد الشـباب في غـمرة...........ظـن الطغاة الشعب مثل النعم
والجـازر السفاك سنَّ المدى...........ضمـآن جـوعان للـحم ودم
أنـت الذي فضـحت مابيتوا...........فانـهار ماقـد شـيدوا وأنهدم
نم يافـتى العـلياء نـم هذه...........عيونـنا عـن ثأركم لـم تـنم