| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

الأربعاء 8/9/ 2010

 

ربط انتاج وتصدير نفط البصرة مع نفط كوردستان

د. مؤيد عبد الستار

قرأت وسمعت وشاهدت المسؤول الاول في وزراة النفط العراقية يعترض على العقود والاتفاقات التي تبرمها حكومة اقليم كوردستان مع الشركات العالمية من اجل استخراج النفط والغاز وتصديرهما. وليس سرا ان مكانة وزير النفط السيد الشهرستاني تحظى لدينا باعلى تقدير لنزاهته ومقاومته لنظام صدام ولا ننكر انه احد الوزراء المخلصين في عراق اليوم الذي يصعب العثور فيه على رجال حكم تجتمع فيهم صفات الاخلاص والنزاهة والوطنية .

ولكن اعتراضه على ما
تقوم به حكومة اقليم كوردستان من استخراج للنفط وتطوير لانتاجه وتصديره يلقي بضلاله على علاقة الاقليم بالحكومة المركزية ، ويجعل الاقليم في حالة ارتباك ان اتبع تعليمات وزارة النفط العراقية ووزيرها السيد الشهرستاني ، لان ما ينتجه الاقليم من نفط ما زال لا يرقى الى ما تنتجه اصغر دولة عربية مثل الكويت او قطر او الامارات ، ومع ذلك مطلوب من اقليم كوردستان ان يتقاسم ما يحصل عليه من موارد مع الخزينة المركزية العراقية وابقاء جزء يسير من ما يحصل عليه ليستثمره في تطوير صناعته النفطية التي مازالت تحبو في عالم صناعة النفط ، اضافة الى تطوير الاقليم الذي عانى الامرين على ايدي الحكومات الدكتاتورية التي حكمت العراق واخرها حكم الطاغية صدام الذي لم يترك شبرا من ارض كوردستان لم يخربه تخريبا تاما ، والشواهد مازالت شاخصة ، اتمنى ان يزورها السيد الشهرستاني باقرب وقت ليطلع بنفسه على مدى الخراب الذي تركه النظام الصدامي سواء في حلبجة او برزان او كركوك او جبل قنديل ، وان صعب عليه ان يطلع على مدى الخراب ميدانيا فحبذا لو يقرأ مذكرات المناضلين العرب من الانصار الذين استجاروا بجبال كوردستان لتحميهم من جرائم النظام الصدامي الذي لم يتوانى عن ملاحقتهم في اقصى الكهوف بمختلف الاسلحة من طائرات هليكوبتر وطائرات سوخوي واسلحة كيمياوية حتى استشهد من استشهد منهم وهرب من استطاع الهرب الى الدول الاوربية والاتحاد السوفيتي سابقا بحثا عن علاج لمعاناته من الاسلحة الكيمياوية او من الامراض والتشوهات التي لحقت به جراء القنابل العنقودية والنابالم.

وما ذلك الا غيض من فيض ، الى جانب الدمار المبرمج الذي لحق بالمدن والقرى والتعريب والتنكيل بالمواطنين العزل والفلاحين .

ان تلك الجرائم التي خلفتها عقود من الاضطهاد والخراب بحاجة الى ثروة هائلة لمعالجة اثارها ، بالضبط مثلما حدث للبصرة الفيحاء من ويلات وخراب ، سواء خلال الحرب الظالمة على ايران او الكويت او خلال الانتفاضة المباركة .

والمفرح في الامر ان حكومة اقليم كوردستان استطاعت بتلك الموارد القليلة ومن باكورة انتاجها للنفط والغاز ان ترفد ميزانية الدولة العراقية بالاموال وان تستفيد من حصتها القليلة في انشاء وتشييد وبناء مطارات ومنتزهات وفنادق واسواق وتبليط شوارع واقامة مشاريع اصبحت شاهدا على حركة اعمار واسعة في كوردستان يتحدث بها ابناء العراق جميعا وقد وصلت اخبارها الينا في الخارج ، وسمعنا المديح والاطراء للمشاريع من العرب قبل الكورد ، حتى ان احد ابناء اخوتنا من مدينة الحلة اخبرنا انه حين زار كوردستان لاول مرة قبل شهرين شعر انها بلد اخر يختلف تماما عن العراق ، لانه شاهد التطور والمشاريع والمصا
ئف والفنادق والاسواق وكأنها في اوربا .

انه لمما يسر الفؤاد ان يتطور اقليم كوردستان بهذه السرعة ويستطيع معالجة المشاكل المستعصية التي تركها النظام الصدامي المقبور ، ونتمنى ان يتطور العراق عموما وياليت تجد محافظة البصرة وسيلة للتآخي مع مدينة اربيل ، او توأمة المدينتين مثلما متعارف عليه هنا في اوربا ، كي تستطيع ربط مديرية نفطها وغازها مع نفط وغاز اربيل وتنهض باقتصادها وتساعدها ادارة اقليم كوردستان في معالجة مشاكلها المستعصية من نفط وغاز ومحروقات وكهرباء .اقتراح عسى ان يجد اذانا صاغية لدى السيد وزير النفط السيد الشهرستاني لتنطلق البصرة الفيحاء في عالم التقدم والتطور اسوة بالمدن القريبة منها مثل الكويت والدوحة والمنامة ودبي وجدة وعبادان وكان الله يحب المحسنين.


 

free web counter