| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

 

 

 

الأثنين 4/1/ 2010

 

وداع مبكر للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي

د. مؤيد عبد الستار 

الانتخابات القادمة ستأتي بوجوه قديمة تحت لحاف جديد ، فالخارطة السياسية تدل على تغير التحالفات وتخلي أقرب حلفاء حزب الدعوة عن مؤازرة شريكهم السابق ، وسأم الكرد من المماطلة في تطبيق المادة 140 وحل اشكالات المناطق المتنازع عليها وتراكم قضايا عديدة ليس اقلها الاختلاف على عقود النفط او رواتب البيشمركة ، لذلك سيتخلى الكرد أيضا عن دعم المالكي وحزبه - الدعوة - ولا مناص من القول ان تلك الاشكالات والفشل في وضع الحلول لها ، لا تقع على عاتق المالكي فقط ، وانما تقع على عاتق جميع القوى المشاركة في الحكومة ، وقد ساهم التيار البعثي ورموزه في الادارة والهيئات الحكومية في عرقلة اي اجراء مفيد لابناء الشعب العراقي دون النظر ان كان لصالح العرب او الكرد او غيرهم ، فالمهم لديهم وضع اكبر عدد من العصي في عجلة الحكومة كي تبدو عاجزة لا تستطيع القيام بمهامها ، وساعدهم في ذلك ايضا ضيق افق بعض القيادات المتخلفة التي أغرقت المؤسسات الحكومية بأتباعها الاميين الذين يجيدون فنون التمسح بأذيال رجال الدين ولا يعرفون من فنون الادارة شيئا متعكزين على مقولة ان اتباع نظام صدام كانوا ايضا جهلاء لا يفقهون ومع ذلك استطاعوا ادارة دفة الحكم لثلاثة عقود بالتمام والكمال .

اكتملت دورة الاطاحة بحكومة المالكي ما اظهره فريق عمله من نواقص كبيرة تمثلت بإتهام بعضهم بالاحتيال ، واتهم البعض بتلقي رشى والتهمة الاكبر التي تلقاها وزير التجارة من لجنة النزاهة ومغادرته الى دولة اخرى ، كل ذلك يعد من أسباب ضعف ثقة الشارع بجدوى وجود مثل هذا الفريق في قمة المسؤولية ، مع اننا لا ننكر وجود بعض المسؤولين من الكتل الاخرى اتهموا صراحة بالصوت والصورة بالاحتيال ايضا ، ولا ادل على ذلك مما جاء في الصحيفة الدانمركية اكسترا بلاذت التي نشرت صور واسماء العديد من المسؤولين العراقيين الذين كشفت احتيالهم وفساد ذممهم والتحايل على القوانين الدانمركية من اجل كسب غير مشروع ، الا ان ذلك لا يعفي فريق الحكومة الذي يدير دفة رئاسة الوزراء ان يضم فاسدين اتهمتهم لجنة النزاهة علنا .

اما ثالثة الاثافي التي قوضت اركان حكومة المالكي فهي التي جاءت بسبب ضلوع بعض المسؤولين في الاجهزة الامنية في تفجيرات الاحد والثلاثاء الداميين ، وقد راح ضحية تلك التفجيرات المئات من المواطنين الابرياء ، ولما كانت تلك التفجيرات قد حدثت في قلب الحكومة - المنطقة الخضراء - فان ايدي المشاركين بتلك التفجيرات لا يمكن ان تكون بريئة من الجهات المسؤولة عن امن المنطقة ، وبينت جلسة مجلس النواب في استضافتها لرئيس الوزراء والمسؤولين الامنيين الى حدوث اتهامات بين رئيس الوزراء ووزير دفاعه ورئيس جهاز المخابرات ، مما يدعو الى الظن بأن الجهات التي تريد التخلص من المالكي اقرب اليه مما نتصور وليست بعيدة عن المنطقة الخضراء التي يجلس وسط مرابعها .

اما التصريح الغريب الذي ادلى به أمين لجنة الاعلام في الحزب الوطني المصري الدكتور علي الدين هلال يوم امس - الاحد - بشأن محادثات تجري بين الولايات المتحدة الامريكية ومصر من أجل إحلال قوات – مصرية وتركية – محل القوات الامريكية على أن تمولها السعودية ، فان تلك القوات ستكون مقدمة لنقل السلطة الى اتجاه اخر بعيد عن سيطرة الائتلاف بكافة الوانه واطيافه سواء أكان مجلس اسلامي أعلى أو كتلة صدرية أو دعوة أو غيرهم . إن نقل السلطة سيتم ربما ليس بهدوء ، ستنقل الى قوى تستطيع تلبية انسحاب القوات الامريكية وضمان المصالح العربية والامريكية في العراق ، وربما مواجهة ايران من جديد ان استمرت على سياسة نجاد النووية .

وفي هذا السياق لا يسعنا الا ان نودع المالكي فله اجر المسعى على ما حاول أن يقوم به من اعمال وانجازات في خدمة العراق والعراقيين ولكن الظروف السياسية وتعقيد الخارطة العراقية والمصالح العربية والامريكية تقاطعت مع ما رغب في اتمامه ، وستكون تلك هي الفرصة التي ضيعها الائتلاف واضاعها اولي الامر من قادة ورجال لم يكونوا بمستوى المسؤولية .




 

free web counter