| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

الأربعاء 3/8/ 2011


 

جـريـدة الشرق الاوسط تسـتـغـفـل الـقراء

د. مؤيد عبد الستار

تعد جريدة الشرق الاوسط احدى الجرائد العربية واسعة الانتشار ، ولها موقع كبير على الانترنيت يتصفحه يوميا الاف القراء العرب .
الشرق الاوسط تمتلك تمويلا كبيرا يؤهلها لاستقطاب العديد من الكتاب والصحفيين والمحلليين السياسيين والاقتصاديين العرب والاجانب ، وعمل فيها عدد من الصحفيين العراقيين ايضا وما زال بعضهم يشغل مواقع معروفة فيها .

ومن حق الشرق الاوسط كونها وسيلة اعلامية لا تخفي السعودية امر تمويلها ، ان تدافع وتساند القضايا التي تشغل الساحة السعودية بما يخدم مصلحة الجهة الممولة لها، الاسرة السعودية الحاكمة ، وان تغفل نشر ما يكشف المعضلات التي يطالب الشعب العربي في المملكة العربية السعودية ايجاد حلول لها ، مثل مشكلة العمالة والبطالة ، ومشكلة الجلد وقطع الرؤوس والايدي التي تدعي انها تنفذها استنادا الى الشريعة الاسلامية السمحاء ، وهو ما يتناقض مع وصفها بالسمحاء ، لان السماحة لا تعني التوسع باحكام قطع الرؤوس والايدي في العصر الحديث الذي تحرص فيه المجتمعات والحكومات على وضع الحلول العلمية لمشاكل المواطنين كي يتجنبوا الوقوع في براثن الفقر والسرقة والبغاء والجريمة ، لا قطع ايديهم ورؤوسهم على رؤوس الاشهاد ، واخيرا وليس اخرا مشكلة الفتاوي الخارجة عن منطق العقل والتاريخ ، مثل فتوى تحريم سياقة المرأة للسيارة.

ان خطورة الاعلام تكمن بجنوحه عن طريق الصدق والحقيقة ومحاولته التدليس والكذب المغلف باحابيل الكلمات المنمقة التي قد تنطلي على القراء ، ولكن اغلب القراء من ذوي الضمائر الحية لا تنطلي عليهم تلك الاكاذيب الرخيصة التي تحاول فيها وسائل الاعلام استغفال القراء ، وبذلك تفقد وسيلة الاعلام صدقيتها وتصبح احدى الوسائل الرخيصة في عالم الاعلام ، وهو الذي يجعل القراء يطلقون عليها تهكما الصحف الصفراء وهي الصحف التي تفتقر الى الصدق مثلما يفتقد الوجه الاصفر الى الدماء التي تمنحه الصحة .
كثيرا ما تطلع علينا صحيفة الشرق الاوسط بمقالات مغرضة واخبار عارية عن الصحة ، في محاولة للنيل من العراق بعد سقوط النظام الصدامي ، بينما لم تكن تنبس ببنت شفة ضد نظام صدام القبور الذي اذاق العراقيين وشعوب المنطقة الامريين .

واخر ما طلعت علينا به بتاريخ 2 آب/ اغسطس مقالا بعنوان : قيادي في التحالف الوطني يكشف للشرق الاوسط عن دعم مالي عراقي لسوريا .
المقال مليئ بمغالطات واضحة الاهداف ، ويجافي اصول الامانة الصحفية ، فعلى سبيل المثال يستند المقال الى قيادي في التحالف الوطني دون ذكر اسمه ، ويزعم المقال انه اتصل بها هاتفيا من بغداد ، فاين هي المصادر الموثوقة التي يستند اليها مقال جاءت فيه معلومات سرية هامة ، لاتعدو كونها من نوع الكذب الصريح.

يقول المقال / الخبر: ان المالكي دفع 10 مليار دولار لدمشق !!!
فهل من يصدق ان المالكي يستطيع دفع مثل هذا المبلغ الكبير من ميزانية العراق الى دمشق دون ان يكون هناك من يعترض من وزراء معه مثل الوزراء الكورد والقائمة العراقية والقوائم الاسلامية وغيرهم ، علما ان المبلغ يزيد على خمس ميزانية العراق السنوية ، فهل يستطيع اي مسؤول عراقي من رئيس الجمهورية الى وزير المالية دفع مثل هذا المبلغ لدولة من الدول ، ولمن ؟ لسوريا التي اصبحت على قائمة الاعلام العربي والدولي وعقوبات الامم المتحدة والاتحاد الاوربي ....الخ
ويضيف الخبر ان القيادي من التحالف الوطني ( الذي يضم احزابا شيعية مدعومة من ايران !!!) تصور ان الاحزاب شيعية ومدموعة من ايران ، وهذا اول اتهام للاحزاب العراقية التي تمتد جذورها لاكثر من اربعة عقود معروفة في نضالها وكفاحها الدامي ضد نظام صدام البوليسي وقدمت قوافل الشهداء ومازالت عشرات المقابر الجماعية تضم رفات ابنائها وابناء العراق الابرار ، جعل المقال من هذه الاحزاب الوطنية العراقية احزابا شيعية فقط ومدعومة من ايران ، فاية فرية دنيئة اكبر من هذه ؟ لا احد ينكر ان ايران تتعاطف مع منظمات واحزاب وطوائف عراقية ودعمتها في معركتها ضد النظام الصدامي مثل دعمها لجميع الاحزاب العراقية التي ناضلت ضد صدام ، من شيعة واكراد – سنة وشيعة – واحزاب اسلامية – سنة وشيعة – وحتى صابئة ونصارى العراق وجدوا لهم ملاذا في ايران ابان الحرب العراقية الايرانية وغزو العراق للكويت .
كما يورد المقال : ان القيادي في التحالف كشف : ان السفير الايراني نقل رسائل شفوية من المرشد الاعلي خامنئي و الجنرال سليماني الى قادة التحالف الوطني كل على حدة ...) والسؤال البسيط الذي يتبادر الى الذهن كيف استطاع هذا المصدر الاطلاع على تلك الرسائل الشفوية العديد ة التي نقلت الى القياديين وماهي الدلائل التي يستطيع اقناع القارئ بها !!. هل كان هذا القيادي يعمل مترجما للسفير الايراني ، علما ان السفير الايراني لايحتاج الى مترجم لانه يجيد العربية واللهجة العراقية بالذات .
وامعانا في استغفال القراء فان المقال المدبج بطريقة لئيمة يحاول اضفاء بعض الصدقية من خلال تبرئة الصحيفة من نقل الكذب على اساس انها تلتزم الحياد والمهنية ، فتذيل المقال برأي السيد خالد الاسدي الذي ينفي فيه ما جاء في المقال والخبر ولكن بعد ان تكون الجريدة اشبعت المقال كذبا وتضليلا .
والمؤسف ان بعض المواقع والصحف العراقية التي نعتز بها نقلت المقال – الخبر الملفق – على صفحات مواقعها وكأنه خبر اكيد لا يقل صحة عن اي خبر موثوق جاء مسندا بالاسانيد الصحيحة .
ان نقل مثل هذه الاخبار والمقالات دون تمحيص لمصادر الخبر يجعل قراء تلك المواقع يشككون في صدقية تعاملها مع الاخبار والوقائع ، ونأمل ان لا ينطبق عليها قول العامة : كلام جرائد، فتفقد بذلك موقعها المتميز لدى القراء.

ملاحظة : رابط المقال في الشرق الاوسط
http://www.aawsat.com//details.asp?section=4&article=633888&issueno=11935
 

 

free web counter