| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

                                                                                     السبت 30/4/ 2011


 

مفقسة الارهاب ... امراء و زعماء

د. مؤيد عبد الستار

منذ سنوات ، وعلى الاخص بعد سقوط نظام الطاغية الصغير صدام ، نعيش مع الارهاب وملحقاته من مفخخات ولاصقات وقنابل هاون ... التي لم تسلم منها حتى المنطقة الخضراء، حتى ان رئيس الوزراء السيد نوري المالكي تحدث في وسائل الاعلام المرئية بصراحة عن تعرض منزله للقصف المتكرر . اما لمن يتهم الامريكان بتدبير ذلك فقد سمعنا بسقوط الصواريخ على السفارة الامريكية ايضا مما يبعد الشبهة عنهم، والله اعلم .
بعد اللتي واللتيا ، وهداية عناصر الصحوة - والله يهدي من يشاء - ووضع الحواجز الكونكريتية ( الصبات ) بين الاحياء وتقطيع اوصال العاصمة بغداد ، تراجعت الهجمات الارهابية ، لربما بسبب سيل الاموال الموزعة يمينا ويسارا ، لا بسبب الاجهزة الكاشفة عن المتفجرات التي ثبت بالبرهان الملموس انها مغشوشة ، على اساس ان كل شيئ في العراق مغشوش ، بدء من العـَرق الذي اشتهر باسم عرق هبهب ، حتى اجهزة الكشف عن المتفجرات، ونتمنى ان لا تكون ارغفة الخبز مغشوشة مثلما كانت في زمن الطاغية صدام حيث اشتهر طحين الحصة بخلطه بنشارة الخشب وغيره من المواد الضارة .
ربما يعود تاريخ الغش في العراق الى ما قبل زمن الطاغية الصغير صدام ، ففي زمن صاحبه بالرضاعة احمد حسن البكر اوائل السبعينات من القرن الماضي وفيلسوفه ميشيل عفلق (عليه شآبـيب الرحمة – تلتبس علي احيانا كلمة شآبـيب بكلمة شـبشـب المصرية حين يجري ذكر ميشيل عفلق ربما لالتباس انتمائه الحزبي والديني -) وزعت الدولة حنطة معـفـرة بالزئبق على الفلاحين في الوسط والجنوب دون اعلام المواطنين بانها حنطة سامة ، وحين افتضح الامر وكشف الاطباء ان وفاة العديد من المواطنين كانت بسبب الزئبق الذي عثروا عليه في الحنطة ، اسقط بيد حكومة البعث ، وادعت بانها استوردت الحنطة لغرض الزراعة وليس لغرض الخبز والاكل ، في محاولة للتهرب من الفضيحة التي تصوروا - لغبائهم - انها لن تـُكتشف ، واعتقد ان تلك العملية كانت اول محاولة بعثية في العراق من اجل الابادة الجماعية لسكان الوسط والجنوب ، ولكنها باءت بالفشل وافتضح امرها ( وبهذه المناسبة اطالب بفتح التحقيق في تلك الابادة الجماعية وتحديد المسؤولين عنها لكشف خيوط تلك الجريمة للتاريخ ) فاخترعوا وسائل اخرى للابادة الجماعية ، منها الحروب في كوردستان و التي استمرت طوال حكم البعث – ثلاثة عقود- والحرب مع ايران – استمرت عشر سنوات- وحرب الكويت التي اتـت على الاخضر واليابس. اضافة الى المقابر الجماعية وغير ذلك من اساليب قتل واغتيال وتجريف الاراضي الزراعية وقطع الانهار بواسطة السدود ، وتجفيف الاهوار ، ورمي المدن بالاسلحة الكيمياوية مثل حلبجة ، واربعة الاف قرية كوردية اخرى ... الخ
مع ذلك يعيش شعبنا العراقي انطلاقة جادة نحو المستقبل دون حزب بعث ودون دكتاتور صغير او كبير ، فقد ولت تلك الايام العجاف دون رجعـة ، ولكن الذي نلاحظه كثرة امراء الارهاب وزعماء القاعدة وكأنهم يتكاثرون بمفقسة دجاج محفوظة في اماكن معـينة ، فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن اعتقال امير من امراء الارهاب او زعيم من زعماء القاعدة هنا وهناك وكأن جامعة او مجموعة جامعات ومعاهد على غرار جامعة اوكسفورد او هارفرد تخرج هؤلاء الزعماء والامراء ، بينما لا نسمع بامراء للارهاب في كوردستان او في الوسط و الجنوب ، وكأن الجامعات التي تخرج الارهابيين مقصورة على مناطق معينة في العراق ، ولذلك نرى الاستقرار في العديد من محافظات كوردستان والوسط والجنوب ، عدا ما يتردد هنا وهناك من انفجار لغم صناعة محلية ، او لاصقة ، مجهولة المصدر والصناعة ، وان كان الاعلاميون في قناة الشرقية يؤكدون على ان مصدرها ايران او المجوس على عهدة قناة المستـقـلة التي كانت تعتاش على دراهم طيب الذكر الزين بن علي ، وشلنات الدكتاتور المهزوز المتربع على عرش بلقيس اليمن.
ولما كانت اعداد هؤلاءالامراء والزعماء وقادة الارهاب بهذه الكثرة – والغريب ان ليس فيهم اميرات ، كلهم امراء اجلاف - فيا حبذا لو يطرح مجلس النواب على اعضائه مشروعا يلزم كل نائب باعتقال عشرة امراء من امراء الارهاب خلال مائة يوم ، وان لم يستطع تنفيذ المهمة يعد نائبا فاشلا ، ويستبدل بنائبة من بنات حواء على شرط ان تنفذ نصف ما كلف به زميلها النائب لان شهادة امراتين تقابل شهادة رجل واحد . اي ان للمرأة نصف ما للرجل من واجبات بناء على ذلك . هذا اولا .
اما الامر الثاني فهو ان تعرض وزارة الاستثمار او المقاولات او المشاريع الزراعية او الكهربائية او النفطية ، او اية مؤسسة عراقية لها علاقة بطرح المشاريع واستلام الاموال حلالا زلالا كعمولة – كومشن – دون ان تنفذ ، ان تتقدم بعرض مشروع استثماري هو انتاج امراء ارهاب مخصيين ، على غرار الطواشين في عصور الخصيان ، وتطلب من شركات العلوم الطبية والصيدلانية وبنوك الاخصاب، انتاج امراء عنينين ، يعني امراء ( هاب بياض – مصطلح مقتبس من لعبة الدومينو - ) ، مثلما انتجت الشركات الاوربية مؤخرا بعوضاعقيما لا ينتج بيوض الملاريا ، وهو الذي سيقضي على مرض الملاريا ، لذلك احسن وسيلة للقضاء على الارهاب في العراق هو انتاج امراء مخصيين واعتقد ان هذه المهمة ليست من واجبات مجلس النواب وانما من مهام الحكومة .

 


 

free web counter