| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

الأربعاء 30/11/ 2011


 

سلطة الفساد أقوى من سلطة البرلمان

د. مؤيد عبد الستار

سوف لن نتهم  السيد أمين العاصمة  بالفساد رغم خضوعه  للاستجواب  يوم الثلاثاء الماضي  في مجلس النواب العراقي  للتحقيق معه بسبب عقود مريبة وهدر اموال .... الخ  وانما سنعده  (مشكوكا بامره او بأدائه ) وهي ليست جريمة ولكنها تهمة بحاجة الى تحقيق وتدقيق وبحث واستقصاء حتى يثبت الامر ، فان كان الشك يثبت  ويتحقق التقصير او التلاعب بالعقود والاموال حين ذاك يصبح السيد امين العاصمة مدانا بجريمة الاختلاس او التقصير او غير ذلك وللقضاء ان يقول كلمته فيه .

 وان ثبت بطلان الاتهام وعدم صمود الادلة امام التحقيق والمسائلة في مجلس النواب ، فسيكون السيد امين العاصمة بريئا براءة الذئب من دم يوسف ، و سيعاد لمنصبه ووظيفته معززا مكرما ، وعلى دائرته وحزبه الاحتفال ببراءته ونزاهته وحرصه على انجاز الاعمال والف مبروك مقدما .

ولكن الذي يثير التساؤل هو حال السيد امين العاصمة في المجلس ، فرغم كونه خاضعا للتحقيق والاستجواب في قضايا خطيرة ، مازالت قيد التحقيق ، شاهدناه ضاحكا باسما ، وكأنه في مجلس أنس وطرب ، فاذا كان هذا حال المتهم الذي يخضع للتحقيق في مجلس النواب فما هو حال الجالس في محكمة عفج  او خرنابات  !!

كيف تسنى لمسؤول مثل امين العاصمة ،  يحمل فوق اكتافه  المهام الجسيمة ، وهي بحاجة لجهد  جهيد وتفكير عميق أن يتخلص من صعوبة الموقف ، وهو أمام مجلس يضم نواب الشعب العراقي ، فيستطيع الاستهزاء  بما يطرح عليه من استفسارات حول هدر الاموال والعمل مع شركات في القائمة السوداء وحجته ان التعاقد مع الشركة كان قبل وصول كتاب التخطيط له بيوم  او ايام قليلة ولذلك فالتعاقد معها لا غبار عليه .

ان التعامل مع شركات في القائمة السوداء ليس له سوى تفسير واحد هو ان الشركة غير نزيهة وان التعامل معها  يدل على ان في الامر شبهة ، ورحم الله من دفع الشبهة عن نفسه .

ليس غريبا ان يضحك الواثق من نفسه على اتهام باطل يقع عليه ، ولكن النقاش مع المطلوب للاستجواب لم يكن على اساس اتهام باطل وانما على اساس الوثائق والبيانات والعقود والهدر الواضح  الذي قد يكون صعبا على النائب اثباته ولكن ما قدمه يكفي لان يجعل المستجوَب يخشى الفضيحة إن لم يدرأ عن نفسه التهم بكل وضوح ، فما زال هناك خيط من الشك تبقى معه  سمعة امين العاصمة في ميزان العدالة والقضاء حتى بعد رحيله من المنصب والوظيفة ، ولذلك يحرص الناس على براءة ذمتهم  لئلا تلحقهم  سبة الى يوم الدين .

للسيد أمين العاصمة ان يضحك على السيد النائب الذي استجوبه او على النواب جميعا وحتى على السيد رئيس مجلس النواب بجلال قدره ، ولكننا نتمنى عليه ان يضحك حين تثبت براءته من التهم التي  وقعت  عليه .

للسيد الامين أن يضحك حين نلمس الصدق والامانة بكل تجلياتها البهية امامنا ، للسيد الامين أن يضحك حين   يضع انجازاته الكبيرة  أمام الناس، مثلما وضعها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم امام انظار الملأ ، حين شيد الاف الدور وشق قناة الجيش وبنى عشرات المدارس والمستوصفات بميزانية لا تعادل  نصف ميزانية السيد امين العاصمة ،   للسيد الامين ان يضحك و سنضحك معه أيضا  حين يرى المواطن بأم عينيه  نظافة دار السلام  التي عجزت الامانة عن تنظيف شوارعها فاستعانت بشركات تركية  لتقوم بذلك ،  شركات  لا تملك سوى  بضعة  سيارات  لحمل الازبال وعشرات العمال من بنغلادش الفقيرة ، ولتستحصل مقابل ذلك ملايين الدولارات .

 

 

 

 



 

     


 

 

free web counter