| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

الأربعاء 2/6/ 2010

 

حكماء يختارون رئيس الوزراء

د. مؤيد عبد الستار

اخر ما تفتقت عنه عبقرية الاحزاب المختلفة على تسمية مرشح لرئاسة الوزراء هو لجنة من الحكماء تستطيع اختيار او ترشيح رئيس وزراء للدورة المقبلة يقود الحكومة العراقية التي لا تجد من يقودها.

ولو دققنا في مصطلح الحكماء سنجد انهم مجموعة من الناس يزعمون حمل  مشاعل الحكمة ويستنيرون بايات الصدق والنزاهة ويحكمون عقولهم في ما يختلف فيه الناس ، ومن اشهر حكماء الدنيا افلاطون  وصن يات صن وورقة بن نوفل  وابن سينا والفارابي وسقراط وعمر الخيام  وغيرهم كثير  ومن المحدثين برتراند راسل وغاندي و نلسون مانديلا ومن العرب ( الشيخ زايد ) ومن بغداد حسون امريكي  الذي  بزغ نجمه في ستينات القرن الماضي ونعتذر عن تعداد المشاهير الاخرين من الحكماء وهم كثر، واشهر الرموز التي اتصفت بالحكمة الساخرة هو الشخصية الشعبية جحا الذي كان يصوغ الحكم باسلوب ساخر ومضحك ، وشاعت حكمه وسخريته بين اوساط الناس وذهبت حكاياته واقواله مثلا سائرا .

واشهر ما شاع من قصص جحا ويدعى ملا نصر الدين قصة رهانه مع العجوز التي راهنته على  حكمته وذكائه فترصدته في طريق عودته الى داره مساء وهو يحمل ما اشتراه من السوق من شاي وسكر ، فجرى بينهما الحوار التالي :

اي ملا نصر الدين ، يقولون انك عارف حكيم لديك جواب لكل سؤال وتمتلك كنزا من المعرفة والحكمة ، فهل لك ان تراهنني على سؤال اسألك اياه .

قال الملا نصر الدين : نعم ولكن ما الرهان ؟

قالت العجوز: اسألك سؤالا واحدا فان اجبت عليه اتزوجك دون مهر ، وان اخطأت في الجواب تعطيني ما تحمل من شاي وسكر .

ضحك الملا وقال حسنا اسألي ما تريدين ، وارتسمت على وجهه النوراني ابتسامة ساخرة دلالة على احاطته بعلوم الاولين والاخرين ، فما الذي تعرفه هذه العجوز .

تنحنحت العجوز ونظرت اليه بمكر وقالت بابتسامة خفيفة على محياها : اخبرني ايها الملا الحكيم اين موقع فرج المرأة ،  امام المرأة ام خلفها !!!

قهقه الملا نصر الدين عاليا ، ومسح على لحيته . نظر اليها نظرة ثاقبة وقال لقد خسرت الرهان يا أمة ، فرج المرأة امامها قطعا وحكما لا يقبل الشك وما توفيقي الا بالله .

ضحكت العجوز  من قلة معرفته و ضحالة علمه ، وقالت له : اخطأت يا ملا نصر الدين ، ان فرج المرأة خلفها ، فدارت امامه واعطته ظهرها وكشفت له عن عورتها وقالت انظر اليس هو في الخلف يا ملا نصر الدين ، هات ما تحمل من شاي وسكر .

ارتبك الملا نصر الدين وقال يا ويلي ، يا لجهلي ، كل هذا العمر وانا سادر في ظلامي وسذاجتي ، كيف فاتني ان اعرف اين يقع فرج المرأة وقد تزوجت اربع مرات واكملت ديني كما اكمل دينه خير الرجال المسلمين ، الا تباً لي من جاهل . ولكن لا بأس خذي ايتها العجوز ما احمل من سكر وشاي جزاء المعرفة التي فتحت عيوني على ما كنت اجهل .

اعطاها الملا نصر الدين الشاي والسكر ومضى الى البيت خالي الوفاض مستعدا لمعركته القادمة مع  زوجاته الاربع  حيث ينتظرن شرب الشاي مع الملا نصر الدين بعد وجبة العشاء .

وهكذا كانت الخسارة العظيمة التي تحملها الملا على امل ان يستفيد من المعرفة الجديدة التي زودته بها العجوز في المستقبل .

ولم تمض اسابيع حتى التقى الملا نصر الدين العجوز مرة اخرى ، وكان هذه المرة يحمل بطيخة كبيرة ، فتوجهت اليه بالسلام وطيب الكلام وقالت له :

ايها الملا الحكيم هل لك بالرهان على هذه البطيخة ؟

قال لها الملا وهو يتحين الفرصة ليتغلب عليها ، ما السؤال الذي تريدين الرهان عليه ايتها العجوز ؟!

قالت وهي تبتسم بخبث : نفس السؤال السابق ايها الملا نصر الدين يا سيد الحكمة والمعرفة. اين هو فرج المرأة ، امامها ام خلفها؟

قال ولكن تراهنا سابقا على هذا السؤال واعرف جوابه وستكونين خاسرة قطعا وحكما لا يقبل الشك .

قالت العجوز : لا ضير ، ان الحكمة بحر لا ينضب و المعرفة كنز لا يدرك  ، هات ما لديك من جواب وان فزت ستربح مهري وتنال ما تشتهي ، وان خسرت سأحصل على البطيخة فقط وهذا رهان لصالحك ان حزرت وفزت بالرهان.

سرح الملا نصر الدين بصره في الافق ، وقلب الامر مع نفسه ، وقال ان كان السؤال السابق نفسه  فاني رابح لا محالة ، وسأنتقم لخسارتي ، سأوافق على هذا الرهان الذي يبدو به الفوز الى جانبي منبلج انبلاج ضوء القمر ، وساطع كنور الشمس .

قال الملا نصر الدين هات سؤالك يا امة ، واتكلي على الله .

قالت العجوز هو عين السؤال السابق ، اخبرني اين هو فرج المرأة امامها ام خلفها ، فان اصبت لك مني ما تريد ، وان اخطأت تدفع البطيخة جزاء للخسارة .

قال : لن تفلتي هذه المرة ، لاني رأيت متاعك سابقا واعرف اين هو ، انه في الخلف  كما شاهدته بين فخذيك ووراء ظهرك ، واقسم اغلظ الايمان على ذلك  .

قالت هل هذا هو جوابك التي تبغي به الفوز يا ملا نصر الدين ، لقد اخطأت هذه المرة ايضا .

وقفت امامه ورفعت ثوبها فكشفت عن ساقيها وبانت عورتها امامها .

والان ما تقول يا ملا نصر الدين ، الم اقل لك ان المعرفة كنز لا يدرك ، هات البطيخة .

اسقط بيد الملا نصر الدين ، فناولها البطيخة وهو يدمدم ، كيف لي ان افوز وفرجك مثل دولاب الهوى ، اينما شئت تديره يدار .

الا لعنة الله عليك ايتها العجوز التي سلبتني متاعي ، وضحكت على عقلي وكشفت قلة حيلتي .

الى هنا واخشى ان يكون حكماء الاحزاب لهم من العلم ما للملا نصر الدين من حكمة وما للعجوز من حيلة ويجعلوا منصب رئيس الوزراء مثل دولاب الهوى يدور ويدور ولا احد يعرف مكانه !!!!!

 


 

 

free web counter