| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

الأربعاء 27/7/ 2011


 

الحكومة تسير ولا يهمها نباح الكتاب

د. مؤيد عبد الستار

يرواد المواطن سؤال مثير مفاده هل الحكومة القائمة ذات اهلية تستطيع من خلالها التصرف بمقدرات البلاد وفق الحق الانتخابي الذي جرى في انتخابات مطعون بشرعيتها وشرعية مفوضيتها التي خضعت للمساءلة وفشلت في الدفاع عن نفسها فشلا ذريعا في مجلس النواب ؟
وكيف لحكومة ان تحصل على صك حكم البلاد والعباد وهي لا تستطيع تسمية وزير دفاع ولا وزير داخلية ولا مدير امن ولا مدير استخبارات !!!!
نظرة بسيطة على الاداء الحكومي تكشف اداء يمثل قمة الفشل ، تشيع فيه الرشوة الى حدود غير مسبوقة حتى في سجلات غينيس المثيرة ، وقد وصل الحال بالعراق الى اسفل درك في العمران والتطور لدرجة نرى مدينة مثل البصرة غنية بالنفط والغاز ، لم تتقدم قيد انملة في اي مضمار سواء عمراني او رياضي او غنائي او فني وهي المدينة التي عرفت بمينائها الشهير منذ قصص السندباد الذي كان يركب البحر نحو آفاق السند والهند ، البصرة التي عرفت باشهر الرياضيين في الملاكمة وكرة القدم ، المدينة التي اشتهرت بالوان الغناء والرقص ، من رقصة الهيوة الى اوبريت بيادر خير ، وهي التي عرفت بسمك الصبور والروبيان ، و اشتهرت بتمورها وشركة بيت اصفر لتصدير التمور الراقية والثمينة ، فاين اعادة اعمار المدينة التي لم تحصل على اي شي ء رغم مضي ثمان سنوات على التحرر من سلطة المقبور صدام الذي يعود له عار تدمير بساتين النخيل وتجفيف الاهوار وتخريب المدينة !
واذا كان هذا حال المدينة الغنية بالموارد النفطية فما هو حال المدن الفقيرة مثل عفك وعكركوف والشنافية والمدحتية والصويرة والكفل وعين التمر وتل عفر وسنجار والقائم والسماوة ومندلي وبدرة وجصان وبلد والسعدية وطوز خورماتو والبعاج وسامراء .... الخ الخ
ان عدم حدوث تطور عمراني و سكاني يدل على فشل الحكومة رغم تشدقها بانها تمثل المواطنين ، فالحقيقة ان المواطنين لم يحصلوا من الحكام الذين يدعون الوطنية سوى السرقات المليونية والمشاريع الوهمية التي يطمع كل مسؤول فيها الحصول على اكبر قدر من الارباح ليدسها في جيبه الخاص وجيوب زبانية المقاولات الذين لم يتعلموا في مرابعهم سوى سرقة المواطنين والاستيلاء على المال العام ونهب بيت مال المسلمين واليهود والنصارى والصابئين .
لقد دبج الكتاب مئات المقالات النقدية بحق المسؤولين واظهروا عجزهم وجهلهم وسرقاتهم ولكننا لا نرى اية نتيجة ايجابية سوى استمرار السراق والجهلة والاغبياء في دست الحكم حتى ان ( مستشارا سابقا للامن) صرح قبل ايام قليلة الى جريدة الشرق الاوسط قائلا :
(الفساد المالي مخترق أجهزة الدولة العراقية عرضا وعمقا، عموديا وأفقيا، ومستشر بشكل «مقرف» .....
وفي معرض سؤاله :
هل الحكومة عينت جهلة؟
- نعم هناك جهلة ولصوص وطائفيون ..... البلد لا يمكن أن يبنى من أميين وجهلة.)
فهل هذه هي الحكومة التي انتخبها الشعب ؟
الا يحق لنا ان نتساءل عمن يقف وراء اغراق الحكومة بالجهلة واللصوص والفاسدين والمرتشين ؟
ارى ان على مجلس النواب اخذ المبادرة في فتح ملفات المساءلة التي يجب ان تبدأ بشكل نزيه باعضاء مجلس النواب انفسهم اولا ، وطرح السؤال الشهير من اين لك هذا ؟ ومن ثم التدرج بمساءلة الاخرين ؟
وان لم يستطع مجلس النواب اخذ زمام المبادرة ومساءلة الللصوص والجهلة عليه ان يحل نفسه عسى ان ياتي بعده من هو خير منه ، ونتمنى ان لاياتي اليوم الذي نجد فيه مجلس النواب يشرع قانونا يبيح تزوير الشهادات والسرقات والخيانة واكل اموال اليتامى والمساكين وابناء السبيل ....!
قبل سنين مضت كان نشر مقال في جريدة الراي العام او البلاد او الاهالي يهز الحكومة ويجعل شوارب رئيس الوزراء تهتز يمينا وشمالا ، اما اليوم فان مئات المقالات والوثائق الدامغة لا تجعل شعرة في مفرق اصغر مسؤول في الحكومة تهتز يمينا اويسارا ، لانهم اصبحوا من الطواويش الذين لايعرفون سوى اكل السحت الحرام والنوم على التخمة وجاراتهم غرثى يبتن خمائصا.
لذلك من الاسلم للكتاب ترك الكتابة والبحث عن وسيلة جديدة تصلح لتغيير الحكومة و الخلاص من الحرامية والجهلة ، ولربما سيشيع بين الناس بدلا من المثل السائر : القافلة تسير ولا يهمها نباح الكلاب مثل جديد هو : الحكومة تسير ولا يهمها نباح الكتاب .
 

 

free web counter