|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة 25/5/ 2012                                  د. مؤيد عبد الستار                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العراق ... مفتاح المفاوضات النووية الايرانية

د. مؤيد عبد الستار

شاع في الاونة الاخيرة تفاقم الخلافات  بين القوى  السياسية والاحزاب المشاركة في  الحكومة الى درجة بات فيها التهديد في سحب الثقة من رئيس الوزراء خبرا يتداوله الصغير والكبير .

وبغض النظر عن الوقوف الى جانب اي طرف مشارك في العملية السياسية ، نستطيع القول ان الحكومة العراقية خلال العام الاخير سجلت بضعة خطوات سديدة  اهمها كانت ملف ادارة القمة العربية بنجاح نسبي ، مما وضعها على خارطة العالم العربي الذي يعيش بدوره تطورات متسارعة نجم عنها سقوط وتغيير عدة رؤوساء ابرزها التغيير الذي حدث في مصر وزوال الدكتاتورية الفرعونية التي تربعت لسنوات طويلة على عرش القاهرة.

اما الخطوة التالية فهي انعقاد مفاوضات مجموعة الدول 5 + 1 وايران ببغداد ، وهو مؤشر على حصول العراق على دور  يتجاوز محيطه العربي ليصبح مؤثرا في محيطه الاقليمي مثله مثل تركيا التي أدارت ملف المفاوضات بين ايران ومجموعة الدول الغربية الخاص بالملف النووي .

ان هذه المؤشرات والانجازات على صغرها تؤكد ضرورة أخذ زمام الامور بمسؤولية أكبر ، سواء من قبل رئيس الوزراء وتحالفه الوطني أو من قبل القوى الاخرى التي تعلن عن رغبتها الاطاحة به واستبداله بشخص آخر من بين أعضاء تحالفه ، لان هذه الانجازات تظهر ان رئيس الوزراء يتقدم الى أمام في محاولة جادة  لوضع العراق على سكة محيطه  العربي والاقليمي .

كما نؤكد على  واجب التحالف الوطني ورئيس الوزراء  في ضرورة البحث عن نقاط توافق وتفاهم مع القوى الاخرى وتقديم التنازلات المؤلمة لضمان عبور هذه المرحلة الملبدة بالغيوم الى ساحة أكبر فسحة تسمح التعامل بيسر  مع الاخر والبحث عن قواسم مشتركة لتطوير قدرات العراق ليكون أكثر فعالية  في محيطه العربي والاقليمي مما يمنحه امكانية ارساء نظامه السياسي الديمقراطي  الجديد الذي يلقى معارضة قوية من أبرز جيرانه .

إن عقد القمة العربية ببغداد قبل أشهر قليلة أسهمت في فك عقدة  العلاقات العراقية الكويتية ، وقد يستطيع البلدان تحقيق انجازات أكبر والتعاون على إنجاز موانئ البلدين بشكل لايؤثر على علاقاتهما ويجنبهما أية أضرار قد تنجم عن إنشاء ميناء مبارك الكويتي او ميناء الفاو العراقي ، إضافة الى إنجازات اخرى لا مجال لتعدادها  ولكنها لا تخفى على المتابعين لشؤون العالم العربي .

اما عقد المفاوضات حول الملف النووي الايراني ببغداد وحضور مجموعة الدول الاوربية مثل  فرنسا ، المانيا ، الصين ، روسيا وبريطانيا إضافة الى الولايات المتحدة الامريكية فيعد اجتماعا هاما آخر نجحت الحكومة  في اقناع الدول المعنية  لعقده ببغداد ، طبعا بمباركة  طهران التي تحسب العراق  صديقا حميما  في  خضم منافستها لدول المنطقة التي تأبى الاعتراف بعلاقات وطيدة  مع بغداد وبعضها يرفض حتى لقاء رئيس الوزراء  العراقي السيد نوري المالكي .

إن تطورات الملف النووي الايراني المتسارعة واحتمال نجاح المفاوضات التي تعقد ببغداد ستقدم صورة مشرقة للعراق واعتراف بجهود الحكومة على نجاحها .

 طبعا لا نستطيع الاغراق بالتفاؤل والتأكيد على نجاح المفاوضات مسبقا ، فهي مفاوضات صعبة ومعقدة وفيها من العقد ما يصعب تفكيكه باجتماعات اولية ، ولكننا نستطيع الاستناد إلى ما أعلنه السيد امانو الذي زار ايران  مؤخرا ونجح في عقد  اتفاق بين وكالة الطاقة الذرية وايران على تفتيش المفاعلات النووية الايرانية ، لنجد  فيه ما يكفي من دلائل تشير الى احتمال نجاح مفاوضات بغداد ، هذا اذا اخذنا بنظر الاعتبار جهود اوباما لسحب القوات الامريكية من افغانستان وقرارات الناتو سحب قواتها من افغانستان قبل  عام 2014 وقرب الانتخابات الامريكية التي يحرص فيها اوباما على تحقيق نتائج ايجابية ملموسة تنفعه وحزبه في نيل اصوات الناخبين ، جميع هذه الدلائل تشير الى احتمال كبير في نجاح اولي في مفاوضات ايران النووية مع الدول الكبرى ، وهذا ما نأمله .

 

 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter