| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

                                                                                     الأثنين 20/6/ 2011


 

شجاعة المرأة السعودية .....دعوة لنصرتها

د. مؤيد عبد الستار

تعرضت المرأة السعودية الى ظلم فادح طوال القرون الماضية استنادا الى حجج واهية وجدت لها في القرآن والسنة  تفسيرات واضافات ما انزل الله بها من سلطان ، تسلط رجال اميون ادعياء على رقاب الناس في المجتمعات ووجدوا لهم سندا في حكام فاسدين تواطؤا معهم في تبادل للادوار ، السلطان يغدق بالاموال على مجموعة طفيلية من الفقهاء الظلاميين ، و الفقهاء يشرعون له استعباد الناس على اساس إطاعة ولي الامر واجبة حتى لو كان ظالما !!

 اصعب ما فرض على المرأة السعودية وبالتالي على المرأة المسلمة هو الحجاب والنقاب والقيود التي تقيد حريتها وتجعلها دمية تلتزم المنزل ، حتى قسمت  الدار الواحدة للاسرة الى قسمين، احدهما  للرجال  والاخر للنساء ، وشاع منزل النساء الخاص لدى الامراء والملوك والسلاطين في جميع المجتمعات الاسلامية من المغرب الى اندنوسيا وهو ما اصبح يعرف بدار الحريم ، حتى غدت مفردة الحريم شائعة في جميع الحواضر الاسلامية واصبحت مظهرا من مظاهر اللهو الحرام في اغلب الاحيان، وعارا على المجتمعات الاسلامية تميزها عن غيرها من المجتمعات .

في زيارة لي الى احدى القلاع الاسلامية لاحد سلاطين الهند المسلمين ، شاهدت كيف تميز منزل النساء عن منزل السلطان ، شاهدت منزل الحريم – زنانة منزل – اوطأ بابا من باب منزل السلطان – مردانة منزل - ،  واوطأ سقفا في محاولة لفرض عدم المساواة ابتداء من عتبة الدار . كما شاهدت كيف كان منزل الحريم في القلعة في استنبول وكيف قسمت غرفه وطريق السلطان  المؤدي اليه .

في السنوات السابقة لم تكن المرأة  السعودية تعرف ما الفرق بينها وبين النساء الاخريات في العالم ، لان وسائل الاتصال كانت صعبة ، اضافة الى ان المجتمع الذكوري عزل المرأة عن العالم بانواع الستائر والحجب والنقاب الجسدي والفكري ، فكان ممنوعا على المرأة التعلم وكانت مقولة ان المرأة تتعلم حد كتابة اسمها هي القاعدة في تعليم المرأة لا تتعداها الا استثناء ، لذلك كانت المرأة المسلمة تغط في سبات عميق ، ولكن مع بزوغ عصر النهضة والتطور الذي اصاب المجتمعات العربية في القاهرة ودمشق وبغداد ، في اوائل الخمسينات ، تمكنت المرأة من الحصول على بعض حقوقها في التعليم والتوظيف والخروج من المنزل .

اما في السنوات الاخيرة فكانت ثورة الاتصالات والعولمة نافذة اطلت منها المرأة بشكل خاص والمجتمعات العربية والاسلامية بشكل عام على التطور في العالم وسباق المعرفة والتكنلوجيا الذي اصاب المجتمعات الحديثة فظلت الدول العربية والاسلامية بمعزل عن اسباب الحضارة والتقدم تغرق في ظلام القرون الوسطى.

جاءت قضية قيادة  المرأة للسيارة ومنعها من حق بسيط تمارسه جميع النساء في العالم عدا السعودية لتثير حركة نسوية شجاعة تتمرد فيها المرأة على هذا الظلم الذي لم يسن له قانون وانما الزم به فقهاء الظلام المجتمع من خلال فتاوى جاهلة حاقدة على المرأة ، تعدها عنصر اغواء وجنس فقط ، بينما رجال المملكة يصولون ويجولون في بقاع الارض بحثا عن الاجساد المعروضة في سوق النخاسة والرقيق الابيض.

ان المرأة السعودية اثبتت من خلال تمسكها بحقها في قيادة السيارة وكسرها للمنع المضروب عليها ، شجاعة تستحق من الرجال في العالم الوقوف الى جانبها ونصرتها .

وبما انه من الصعب ممارسة اي احتجاج داخل المملكة السعودية ، بسبب قوانين الجلد وقطع الايدي والرؤوس، لذلك نقترح اجراء احتجاج بسيط في الخارج ، في جميع دول العالم التي توجد فيها سفارات سعودية ، نقترح الوقوف  بالسيارات امام السفارات السعودية كل يوم  خمس دقائق على الاقل  في وقت محدد واطلاق صفارات السيارات احتجاجا على قانون منع المرأة من سياقة السيارة  ومساندة للمرأة السعودية في نضالها لنيل حقوقها وعرفانا لشجاعتها .

 

 

 


 

free web counter