د. مؤيد عبدالستار
muayed1@maktoob.com
السبت 1/10/ 2011
مذكرات حمار الرئيس .... ترشيق الوزراء
د. مؤيد عبد الستار
خلال الاجتماع العاصف الذي حضره السيد الرئيس مع القيادتين ، هددهم جميعا بضرورة اداء اعمالهم على وجه الدقة والا ستتخذ الاجراءات بحقهم جميعا ، واضاف عليكم ان تخففوا اوزانكم ، وان اي عضو في القيادة يجب ان لا يزيد وزنه عن سبعين كيلوغراما .
ما ان انفض الاجتماع حتى ارسلت الموازين المخزونة لدى التجهيزات الى بعض المؤسسات .
اسرعت وزارة التجهيزات الى طلب استيراد مجموعة اخرى من الموازين على وجه السرعة بعد ان نفذ ما في المخازن منها . وصلت بالطائرة صناديق محملة بها واسرع وزير التجهيزات بنفسه لاستلامها وتوزيعها على المؤسسات الحكومية لوزن الموظفين ، وبسبب نقص الموازين تقرر البدء اولا بوزن الموظفين الصغار ، وما ان وضعوا اول ميزان في ساحة المؤسسة العامة للنقل وصعد عليه اصغر موظف في المؤسسة وكان سائق شاحنة ، حتى انكسر الميزان وانشطر الى نصفين . ضج الحضور في الضحك وانهالوا على سائق الشاحنة بالتقريع لوزنه الثقيل الذي ادى الى كسر الميزان .
وقف رئيس النقابة وصاح :
- نحن نعرف انك فعلت ذلك عمدا ، لانك لست من اعضاء الحزب ، نتهمك بانك تعمدت الضغط بكل قوتك على الميزان كي تكسره وتستهزئ بنا .
امتقع وجه السائق وبلع ريقه بصعوبة وردد
- لا والله ، لا اعرف لماذا انكسر الميزان ، يبدو انه من تنك وليس من حديد .
تدخل صديقه المساعد في محاولة لانقاذ الموقف وقال لرئيس النقابة
- استاذ ، هذا الميزان مغشوش ، ماركة تقليد .
اجتمعت النقابة مع مدير المؤسسة ورفعوا مذكرة يتهمون فيها السائق بعمل تخريبي ويطلبون موازين يابانية بدل الموازين التقليد .
بعد ايام قليلة امر الرئيس عقد اجتماع عام للوزراء .
حضر الوزراء دون ان يعرفوا سبب عقد الاجتماع ، ولكنهم شاهدوا حمارا انيقا عليه ملابس مزركشة ، يرتدي بنطالا وقميصا من نوع هاواي ذي الالوان البراقة .
وقف الحمار وسط قاعة الاجتماعات والى جانبه وقف اثنان من سياس الخيول الرئاسية .
بعد ان جلس سيادة الرئيس وتنحنح ووضع السيجار الكوبي في طرف فمه ، سارع كبير الوزراء الى اشعال السيجار بكل عناية وحذر .
امرهم الرئيس باخذ اماكنهم باشارة من يده .
جلس الجميع ورؤوسهم باتجاه الرئيس ورقابهم مستديرة نحوه بخشوع وفي عيونهم نظرات الخوف والاستكانة.
قال الرئيس بصوت كئيب :
شوفو وزراء ، ابتداء من اليوم يحضر هذا الحمار اجتماعاتكم حتى تعرفون شنو قدركم ، ما اريد واحد يفك حلكه ، هذا الحمار يفهم احسن منكم ، اكللو روح يروح ، اصيحو تعال يجي … وانتم لا تعرفون تروحون ولا تعرفون تجون.
من باجر كل واحد يعرف مكانه ، تجلسون جنب الحمار سوية، انتم وهو في مجلس الوزراء ، افتهمتم .
- نعم سيدي … صاح الجميع بصوت واحد
اضاف سيادته :
وانت عبد ، تجتمع بيهم اليوم وتفهمهم كيف يعرفون الاصول ، وما يشربون الشاي مرة ثانية قبل ما يشرب الريس .
- نعم سيدي .
ثم قال الرئيس كلمته الاخيرة :
ما اريد اشوف واحد يزيد وزنه على 70 كيلو ، الجميع يخفف وزنه ويدخل برنامج الترشيق ،
يالله من اليوم العبوا رياضة ، طيح الله حظ ها الشوارب.
نهض خارجا دون ان يودعهم ، وتبعه الخادم الامين عبد وسط ذهول الوزراء ، الذين احتاروا ماذا يفعلون ، فتحلقوا حول الحمار ينظرون اليه بود واحترام .
اخبرني صديقي القاضي الفاضل انه كان يركض يوميا في حديقة المنزل كي يخفف وزنه .
ابلغهم سكرتير الرئيس فيما بعد ان عليهم ممارسة الرياضة وتخفيف اوزانهم التي يجب ان لا تزيد على 70 كغم وهو وزن الرئيس ، ومن يفشل في ذلك تقع عليه مسؤولية العناية بالحمار حتى يحقق الوزن المطلوب .
ايضاح : نشرت مذكرات حمار الرئيس ابان العهد الصدامي المقبور في العديد من الصحف والمجلات العراقية المعارضة ، وظلت بعض مسودات الحلقات غير منشورة .
بعد سقوط النظام ارتأينا العودة اليها ونشرها تباعا كلما اقتضت الضرورة .
رابط للاطلاع :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=5256