كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

الخميس 16/12/ 2010

علماء النجف الاشرف في حوار مع البرلمان الفرنسي خطوة نحو انفتاح النجف على العالم الجديد د. مؤيد عبد الستار زارت مجموعة من العلماء الافاضل العراقيين يمثلون مراجع النجف الاشرف البرلمان الفرنسي مؤخرا وفتحوا حوارا مع النواب الفرنسيين واطلعوهم على ما يحملون من افكار . وقد لا نأتي بجديد اذا قلنا ان دور النجف العلمي كان مغيبا طوال عقود ماضية بسبب حجر النظام البائد على رجال العلم والادب في العراق عامة والنجف خاصة من الاتصال باوربا او الدول الغربية ، وكان يفرض على من يريد الحوار مع الغرب ان يمر عبر قنوات النظام الدبلوماسية التي لم تكن سوى بؤر مخابرات موبوءة يأنف العلماء الاجلاء المرور من خلالها نحو العالم ، اضافة الى الاجراءات البوليسية التي كان يتبعها في منع ابناء العراق الكرام من الاتصال بالعالم خوف كشف جرائمه والاعيبه ، لذلك كان العالم الغربي لا يعرف الكثير عن منارات العلم والادب والثقافة في العراق ومن بينها اعظم منارة ادبية وعلمية وثقافية كانت ترفد العالم الاسلامي على مر القرون بالعلماء الافاضل بصمت وصبر وهدوء رغم جميع العقبات والاعمال الهمجية التي كان يمارسها النظام الصدامي ضد ابناء النجف حيث كانت اعواد المشانق وساحات الاعدام تغص باعلام النجف وما تصفية السيد محمد باقر الصدر واخته بنت الهدى ، واعدام كوكبة كبيرة من العلماء من بينهم العالم الجليل عارف البصري في اواخر السبعينات من القرن الماضي ،وتصفية اعلام اسرة آل الحكيم الا امثلة ساطعة على همجية النظام الصدامي الذي لم يألوا جهدا في ارتكاب الموبقات والجرائم المتتابعة بحق افاضل العلماء . وبعد السقوط المدوي للنظام الصدامي انفتحت الابواب الواسعة لاخذ زمام المبادرة فنأمل ان تستفيد المدن العراقية التي تزخر بالعلماء ورجال الادب والثقافة والعلم من هذه الظروف المواتية وتعقد لقاءات موسعة مع مؤسسات البلدان المتقدمة لشرح رسالتها السلمية ورؤيتها في الحوار بين الاديان والمذاهب والاقوام ، ونظرا لما تكتنزه مدينة النجف من غنى في العلوم والادب والثقافة اذ كانت منارا يشع الرحمة و المودة والتآخي والسلام ،اقترح ان يصار الى تشكيل مجلس السلام والحوار النجفي يضم نخبة من علماء النجف الكرام ليتعاونوا مع ابناء العراق الذين يعيشون في بلدان المهجر من علماء وادباء ومثقفين وفنانين كي يساهموا في اطلاع دول العالم والمجتمعات الغربية على منجز النجف الحضاري في الحوار والفقه والعلوم الانسانية الغنية التي ترعرعرت ونمت من تربة امام المتقين علي عليه افضل الصلاة والسلام لما يمثله من حالة متقدمة على عصره على الاخص في حقوق الانسان والعدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروة والمحافظة على بيت المال العام بما تجمع عليه المؤسسات المعنية بالعدل والسلام والمساواة والنزاهة . ان المطلوب من النجف الاشرف ان تشمر عن سواعد ابنائها وتستثمر الظروف المؤاتية والانفتاح على كل جديد في العالم ، علما ان الاخذ بالجديد لا يعني الانترنيت فقط ، وانما تطوير استخدام وسائل الاتصالات الجماهيرية الاخرى مثل الفضائيات واستخدامها استخداما يليق بالواقع العالمي الجديد ، والاستعانة بالوسائل الفنية الحديثة من سينما و مسرح وقاعات عرض للفنون المختلفة وملاعب للرياضة بانواعها ، وفسح المجال امام المرأة النجفية لتظاهي الرجل بعلمها وادبها ، وتشييد معاهد ومؤسسات علمية اسوة بالمؤسسات العلمية في الدول المتقدمة، وتشذيب الشعائر الدينية وتخليصها مما علق بها من ممارسات لا تناسب العصر ، وكشف الوجه الناصع للعلم والادب الذي يكتنزه تاريخ النجف العريق .