| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

الثلاثاء 16/8/ 2011


 

 طبول الحرب على الحدود بين العراق وايران

د. مؤيد عبد الستار

ما من عراقي استطاع ان ينسى  سنوات الحرب الطويلة مع ايران ، تلك الحرب التي عرفت باسم قادسية صدام . سنوات قاسية تجاوزت سنوات يوسف السبع العجاف ، فلم يبق بيت او اسرة في العراق لم يتضرر من تلك الحرب المشؤومة التي كان سببها توقيع  صدام اتفاقية شط العرب مع شاه ايران  في الجزائر عام 1975 ، وبدلا  من اصلاح  الامر عن طريق الحوار وعقد اتفاقية جديدة ، اشعل فتيل الحرب مع الثورة الايرانية التي اسقطت الشاه عام 1979.

نذكر كيف كانت بداية الحرب العراقية الايرانية مناوشات صغيرة  على الحدود الممتدة مئات الكيلومترات . احيانا تبدأ بقصف مدفعي على القرى الحدودية ، ثم تطور الامر الى غزو مفاجئ ودخول القوات العراقية الى المحمرة لتدميرها ونهبها . كان ذلك اليوم هو اليوم الاول لاعلان الحرب رسميا مع ايران عام 1980.

اليوم ترد الانباء عن اندلاع اشتباكات بين حين واخر على الحدود الايرانية / العراقية  في اقليم  كوردستان ، ويسبب معسكر اشرف جرحا نازفا في العلاقة مع ايران لايستطيع العراق معالجته، كما تاتي قضية  حبس مياه نهر الوند وغيره من روافد تاريخية بين العراق وايران سببا مضافا للتوتر مع الجارة ايران، وهناك  قضايا فرعية مثل ترسيم الحدود التي ظلت محل جدل وتوتر منذ معاهدة زهاو – زهاب -  عام 1639 التي عقدت لرسم  الحدود العثمانية الفارسية  وعلى اساسها وضعت معاهدة ارضروم الثانية التي عقدت في 31 اذار1847 ، وفيما بعد تتالت الاتفاقيات والمعاهدات وترسيم الحدود،  بالضبط مثلما يجري اليوم بين العراق و الكويت ، وكانت اخر اتفاقية حدود مع ايران هي التي ابرمها النظام  الصدامي المقبور مع شاه ايران في الجزائر عام 1975 التي قسمت شط العرب حسب خط التالوك بين ايران والعراق ،  وكانت على حساب الثورة الكوردية وحقوق الشعب الكوردي المشروعة .

 النتائج المأساوية لتلك الاتفاقية المشؤومة  معروفة  للجميع وهي التي كانت تمهيدا لحرب استمرت ثماني سنوات اتت على الاخضر واليابس في العراق ، وما زال العراق يعاني من اثارها المدمرة حتى اليوم .

ان عدم اطفاء نقاط الالتهاب على الحدود الدولية ، مثلما يحدث بين العراق وايران ، والعراق والكويت ، يمثل تهديدا جديا للسلام بين العراق وجيرانه. لذلك يجب ان تبادر الجهات المعنية في الدخول بمفاوضات جدية ووضع حلول عملية ومنطقية لا تكون على حساب اي من الاطراف المتفاوضة ، ولا بأس من اشراك الامم المتحدة واية منظمات  دولية اخرى  في حل النزاعات ، وايقاف جميع مظاهر العنف والمناوشات العسكرية على طرفي الحدود.

ان القضية الكوردية ستبقى  تقلق البلدان التي يشترك فيها الشعب الكوردي مع الشعوب الاخرى ما لم ينل الشعب الكوردي كامل حقوقه القومية المشروعة ، كذلك ستبقى الحدود الكويتية العراقية ملتهبة ما دامت هناك اشكالات تسبب قلق احد البلدين .

 لذلك يجب عقد المعاهدات المتكافئة بين الطرفين بحيث لا يشعر احد بغبن وتجاوز على حقوقه لانه لا يستطيع التهديد بالقوة  لسبب من الاسباب ، فمن لا يستطيع اليوم الدخول في معركة عسكرية ربما يستطيع ذلك بعد سنوات ، وهنا  تكمن خطورة عقد اتفاقيات او معاهدات غير متكافئة مثلما حدث بين صدام وشاه ايران في اتفاقية الجزائر عام 1975. 

 




 

 

free web counter