| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

                                                                                     الأثنين 13/6/ 2011


 

 اياد علاوي ... القائمة العراقية وضرورة التغيير

د. مؤيد عبد الستار

حصلت القائمة العراقية في الانتخابات الاخيرة على نسبة جيدة من الاصوات منحتها فرصة ان تتصدر مجلس النواب بعدد كبير من النواب مواز لعدد نواب التحالف الوطني ، وهذا بحد ذاته يعد انجازا في صالح القائمة العراقية ، في الوقت الذي شغل الكورد نسبة من المقاعد تؤهلهم لان يكونوا في صدارة المجلس يمثلون المكون الثاني قوميا والثالث نيابيا .
واذا نظرنا الى اسس العملية السياسية والدستور والانتخابات ، سنجد فيها العديد من النواقص التي تحتاج الى اعادة صياغة ، فاسلوب المحاصصة في الحكم اسلوب لا يرقى الى الطموح الديمقراطي ولكنه شر لابد منه في هذه المرحلة على أمل اجتياز عقبات الطائفية وضيق الافق القومي والشوفيني في المستقبل القريب والمراهنة على نمو روح المواطنة الحقة لدى الجميع ، وهو ما يحتم على جميع المكونات وكتلها داخل مجلس النواب العمل بشكل علمي ، سياسي وطني لا بشكل اناني ، طائفي ، كي تستقيم العملية السياسية في اسرع وقت ، ويبلغ العراق مصاف الدول التي استطاعت السير في طريق الديمقراطية مثل بولونيا وبلغاريا وجيكوسلوفاكيا... الخ
كان بامكان القائمة العراقية لو توفرت لها قيادة سياسية دبلوماسية، مثلما توفرت للكورد قيادة سياسية دبلوماسية نجحت في تحقيق احترام كبير لكتلتها، ان تحصل على ذات الموقع الفعال والمحترم في مجلس النواب بدلا من ان تلجأ الى تصرفات صبيانية منذ الوهلة الاولى التي شاهدنا فيها انسحاب مجموعة اياد علاوي من مجلس النواب ثم عودة رئيس المجلس عضو القائمة السيد اسامة النجيفي الذي ادرك بسرعة خطل تصرف قيادة قائمته المتمثلة برئيسها اياد علاوي، فصحح موقفه وعاد ليجلس على كرسي الرئاسة فحاز احترام الجميع بما فيهم اعضاء الكتل الاخرى التي لم يرق لها تصرف السيد اياد علاوي الذي بدا تصرفا لا يليق بالمجلس النيابي .
توج السيد علاوي مسيرته السياسية المعروفة بخطاب القاه قبل ايام قليلة لا يقل صخبا عن خطابات طيب الذكر احمد سعيد المشهورة من اذاعة صوت العرب ! الظاهر ان شهر حزيران له علاقة باستعارة ذات اللهجة الصاخبة التي لن يحصد منها العرب سوى الويلات والخراب .
ان اية ازمة سياسية تعصف بالبلاد بحاجة الى رجال اكفاء يعرفون طرق ادارة الازمات ، لا خطابات تشحذ السكاكين استعدادا لمعركة القادسية .
كما ان الخلاف القائم في الساحة العراقية ، بين المالكي وعلاوي ، وازمة مجلس السياسات الاستراتيجية الذي لم يستطع علاوي الحصول على رئاسته ، يجب ان لايؤجج الخلافات مع دول الجوار التي نحاول اتقاء شرها .
الجميع يعلم ، وقد نوه اغلب السياسيين بالدور الايراني وزاد الراعي الامريكي للعملية السياسية في العراق في الشعر بيتا وصرح اكثر من مرة ان النفوذ الايراني في العراق كبير وان وجود القوات الامريكية يحد من ذلك النفوذ، فهل المالكي هو سبب هذا النفوذ ؟ واذا احتاج المالكي الى دعم ايران ليحصل على رئاسة الوزارة كما يدعي علاوي ، ألم يلمح السيد علاوي مرارا بانه مستعد للتعاون مع ايران من أجل الحصول على رئاسة الوزراء، وأرسل وفدا من قائمته الى طهران والتقى مع جهات سياسية ودولية مهدت له الطريق الى الحوار غير المباشر مع ايران ، على الاخص اللقاء الدمشقي المعروف.
ان دول الجوار بما فيها تركيا وايران والسعودية كان لها وسيكون لها نفوذ في العراق ، وهل نسينا ان الاسرة الهاشمية السعودية تسلمت الحكم منذ نشوء الدولة العراقية عام 1921 لغاية سقوطها عام 1958.
والملاحظ ان اداء السيد اياد علاوي تميز باثارة النزعات العدائية في الحياة السياسية العراقية منذ اليوم الاول لمشاركته في العملية السياسية ، ولم نلمس منه اية اشارة ايجابية تدل على رغبته في تحقيق السلام الاجتماعي في العراق الموزع على مختلف الولاءات الدينية والطائفية والقومية .
لذلك نرى ان على القائمة العراقية ان تحل هذه الاشكالية بمعالجة بسيطة وعاجلة ، عليها ان تجتمع باسرع وقت و تقرر اختيار بديل للسيد اياد علاوي يقود مسيرتها في هذه المرحلة الحرجة ، ان تختار من يستطيع التفاهم مع الاخرين بلغة الحوار لا بلغة التهديد والوعيد والويل والثبور ، ان تختار من يستطيع بناء علاقة ثقة مع الكتل الاخرى ومع دول الجوار سواء أكانت ايران او السعودية او تركيا او الكويت ، فعراقنا بحاجة الى من يمد يد الصداقة الى الجميع لنتجنب الكوارث التي انهالت علينا بسبب شرور سياسة صدام ونهجه ان كان له نهج يتبع .



 

 


 

free web counter