| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

                                                                                     الثلاثاء 12/4/ 2011


 

المالكي ... لا رأي لمن لا يطاع

د. مؤيد عبد الستار

يمتاز المشهد السياسي في عراق اليوم بارتباك كبير ، فلا نعرف هل رئيس الوزراء يحكم البلد ام رئيس الجمهورية يترأس البلاد ، ام حزب الدعوة يقود الوزراة ، ام تحالف احزاب او شركاء يحكمون العراق ؟ مشهد كبير يبدو احيانا كوميديا حين يصرح المطلك نائب رئيس الوزراء ان رئيسه يحكم لوحده وان من الصعب العمل معه ، ويصرح مدير مكتب في رئاسة الجمهورية ان لا احد يستجيب لمكتبه ، ويصرح الشريك العتيد علاوي انه لا يشارك في الحكومة ما لم يصبح رئيسا لمجلس السياسات الاستراتيجية – وكأن لديه سياسات استراتيجية – والجميع يعلم ان حكومتنا وشعبنا ووزراءنا وحماياتهم وكلابهم البوليسية وسياراتهم المدرعة ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع لا يستطيعون حماية مبنى محافظة من مجموع محافظات لا يزيد عددها على اصابع اليدين – فما الذي سيستسرج له مجلس السياسات من ستراتيجيات ! والناس ما زالوا يبحثون عن وظيفة توفر لهم رغيف الخبز ، واليتامى والارامل يبحثون في القمامة من اجل الحصول على ما يسد الرمق ، وملايين العراقيين ما زالوا يدعون ليل نهار على وزير الاسكان الذي وعدهم بتوفير ملايين الوحدات السكنية ولكنه خان الوعد والعهد ومازال يظهرعلى شاشة التلفزيون في ازهى حلة واحلى طلعة مزوقة باخر الدهون الفرنسية المصنوعة في معامل شانيل ومدام روش ، ويجلس منتفخ الاوداج على مقاعد مذهبة ربما ورثها من قصور العوجة !

اما الصرعة الجديدة التي نسمعها في كل مكان فهي ان الجميع يريد اسقاط المالكي ، وبما اني لست من انصار المالكي ولا من اتباع حزبه والحمد لله ، وقد نشرت مقالا سابقا ، وقبل ان يستلم الوزارة الثانية بعنوان : وداع مبكر للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي
راجع الرابط اسفل الصفحة – الا انني ارى اليوم ان من المعيب القاء تبعات جميع السلبيات على شخص رئيس الوزراء الذي حرمناه من اية عناصر قوة ، فالاخوة الشركاء يريدون أكل كل شيئ من كعكة العراق الدسمة المنقوعة بالنفط الاسود والابيض ، في الوقت الذي يساعدون فيه اللصوص في نهب الممتلكات والاموال وعقد الصفقات المشبوهة ، والاخوة في الدين والحزب والدولة يريدون الحصول على اصوات الناس في الانتخابات القادمة مقابل بطانيات وصوبات علاء الدين فقط ، في الوقت الذي يأكلون فيه الزرع والضرع ، والاحباب ابناء المحافظات البيضاء يحكمون محافظاتهم بكامل الاستقلال بينما يمتنعون عن اقالة محافظ اتهمه ابناء محافظته بعدم صلاحيته لحكم المحافظة و يطالبون رئيس الحكومة باقالته ، ولكن حين يقيله رئيس الوزراء (المالكي ابن المالكي) ينبري له اخ المحافظ الذي يشغل ارفع منصب تشريعي ، برفض هذه الاقالة لانها موجهة الى اخيه من امه وابيه ، وربما لو كانت موجهة لاخيه بالرضاعة من احد اتباع قائمة نينوى المتأخية – لا من قائمة الحدباء - لكان سرعان ما يدعو الى تنفيذها دون قيد او شرط ، ولكن حين يتعلق الامر باخيه فان دون ذلك خرط القتاد لان المالكي لا يحكم المحافظات البيضاء وانما يحكم المحافظات السوداء فقط وهي تلك التي صنفها طاغية العصر تحت خط الفقر ، وسمى ابناءها الغوغاء ... اولاد الملحة وقود حروبه .

اما ابناء حزب المالكي ومن ملك في الارض منزلا – دبل فوليوم – من موروثات العهد الصدامي ، وتنعم بقصور عزت الدوري وقصور رخامية من اشباه قصر السجود وقصر الركوع وقصر الخضوع والخنوع ، فهؤلاء وجدوا لحظة يستأسدون فيها على الحمل ليأكلوه مع اعدائهم وخصومهم تطبيقا للمثل المشهور اذا سقط الجمل كثرت سكاكينه .

الجميع يطالب اليوم برأس المالكي عسى ان يرث من بعده الوزارة ، ولكن لو ذهب المالكي – رغم معرفتي انه ليس الاعلم بين ابناء حزبه – فمن لديهم يرفعوه الى كرسي الحكم لكي ينفذ لهم مايريدون ، من الذي يستطيع توفير السكن لملايين العراقيين المحرومين من السكن لعشرات السنين، من الذي يستطيع توفير الكهرباء للمساكين في صيف تموز ، من الذي يستطيع توفير الماء الصافي للملايين الذين يعانون من عدم توفر المياه منذ تأسيس الدولة العراقية على يد المسز بل رحمها الله ، من الذي يستطيع توفير الامان للعراقيين الذين يعانون من الرعب والارهاب والمفخخات والقنابل العنقودية والنابالم منذ تسلم العقيد عبد السلام عارف (رحمه الله ) دفة الحكم في العراق وحكم باسلوب طائفي بغيض ، من الذي يستطيع توفير مفردات البطاقة التموينية التي كان يوزعها النظام الصدامي مغموسة بدماء الالاف من ضحايا حروبه المقدسة يمينا ويسارا؟؟؟ ومن ومن ....

اذا كان في العراق شخص واحد او عدة اشخاص يستطيعون توفير او حل عـُشر ما ذكرت من مشاكل ساكون اول من يوقع على تنصيبه رئيسا للدولة والحكومة والبرلمان .

واذا لم يكن مثل هذا الشخص متوفرا في الاسواق الداخلية والخارجية فالاجدر بنا البحث عن حلول مناسبة اخرى ، ولربما افضلها هو التعاون مع الرجل او مع من يقوم مقامه، والاولى فيما بيننا جميعا من اجل عراق يعالج امراضه ومشاكله بهدوء وبحلول علمية وبمساعدة كوادر متخصصة ومراكز بحوث ورجال دولة ، لا رجال دجل واحتيال وسرقة بلا ذمة ولا ضمير.

وداع مبكر للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي
http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20100104-82895.html



 


 

free web counter