| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. مؤيد عبدالستار

muayed1@maktoob.com

 

 

 

الأربعاء 10/8/ 2011


 

كـهـربـاء .... آه ويـلاه يا كـهـربـاء

د. مؤيد عبد الستار

السؤال المنطقي الذي يتبادر الى الذهن هو: لماذا لا تنهب وزارة الكهرباء ملايين الدولارات !!
اذا كان النائب ينهب رواتب ومخصصات مليونية ، والموظف يسرق المواطن ولا ينجز معاملته الا برشوة ، والقاضي لايحكم الا برشوة ، والسجان يهرب الارهابيين برشوة دفاتر من الدولارات ، والوزير ينهب الملايين والمفوضية لم تسرق سوى مليارين دينار حسب الفتلاوي وتصريح الجلبي الذي يقول فيه انه مبلغ تافه قياسا الى سرقة الف مرة ضعف هذا المبلغ سرقته وزارة التجارة !! والرئاسات الثلاث تستوفي رواتب ومخصصات بالملايين ، ونحن في انتظار رئاسة رابعة هي المجلس السســتــتـررراتــتـيـيـجــجي والحبل على الجـرجـرجـرجـــار ....
لماذا لا تنهب وزارة الكهرباء بعض المليارات ؟ !

ان مقارنة العقود الوهمية الاخيرة وقيمتها مليار دولار - احم احم - تعد مبلغا تافها قياسا الى ما فقد من ميزانية الدولة العراقية خلال السنوات الاخيرة والتي تتجاوز 40 مليار دولار حسب تصريح رئيس مجلس النواب . فما قيمة مليار دولار تافهة لعقد وقعته وزارة الكهرباء، مقارنة بمليارات الدولارات التي ضاعت دون ان يعرف وزير المالية او مدير البنك المركزي العراقي بها ( بالمناسبة البنك المركزي ايضا مؤسسة مستقلة مثل مفوضية الانتخابات .... وعندكم الحساب ).

ولكي لا نثير النكد على المواطن المسلوق في حر الصيف ، نقترح على الحكومة الاتفاق مع احد المنجمين الذين يظهرون في القنوات الفضائية ليبحث عن المليارات التي ضاعت ، وحبذا لو تتعاقد الحكومة مع احدهم عسى ان يعثر عليها ( عثرة بدفرة ) على ان تعطى له حلاوة نصف المبلغ !
او البحث عنها بطريقة الملا جابر ، الذي كانت جدتي تذهب اليه كلما ضاع احد الاطفال فيأخذ لها خيرة ، ويخبرها بمقولته الشهيرة انه :
بعيد على قرب .......... قريب على بعد
كانت جدتي الكوردية لا تستطيع فك شفرة هذه الاحجية فتستعين باحد الافندية ليشرح لها مقولة الملا جابر .

ومن المستحسن ان تحيل الحكومة جميع العقود الى الملا جابر كلما اراد احد الوزراء توقيع عقد بمبلغ يزيد على المليون دولار عسى ان تنفع الخيرة التي يستخيرها بمسبحته السوداء ذات 101 حبة المرصعة بالفضة في ايقاف النهب والسرقات ومعرفة العقود الوهمية من غيرها مهما كانت بعيدة على قرب او قريبة على بعد .

اما البنك المركزي ( المستقل ) فعليه ان يكشف عن مسؤوليته عن تحويل المبالغ المليونية من الدولارات ويخبرنا ان كانت تتم عن طريق البنك المركزي ام عن طريق صرافين يحولون الدولارات - جوه العباية - الى الحبايب في الشرق والغرب ؟ وان كانت تتم عن طريق الصرافين ، اليس من الافضل ان تتم عن طريق شركة صيرفة وكيل وزارة الداخلية الذي صرح ان لديه شركة للصيرفة في الدنمرك ، على الاقل نكون قد امنا تحويل المبالغ عن طريق شخص موثوق يعمل في الداخلية ، عسى ان يكون اكثر امانة من امين صندوق البنك المركزي او امين صندوق صديقة الملاية طيب الذكر صبري افندي، صندوق امين البصرة .

ان قضية العقود الوهمية لوزارة الكهرباء تكشف دون ادنى ريب مدى الفساد المستشري في اوصال الحكومة ، و صعوبة استئصال هذا الداء العضال ، ولا ارى اي خيار امام المواطنين سوى تشديد المطالبة بالدور الرقابي الجماهيري وفسح المجال امام منظمات المجتمع المدني لتراقب سير ومجريات اعمال الحكومة وعدم تضييق الخناق على الصحافة كي تستطيع كشف التلاعب والمتلاعبين والمفسدين ، والسماح في التظاهر العلني للضغط على المسؤولين المتنعمين بالكهرباء ليل نهار في معالجة ملف الخدمات ، من اجل ان لا تخرج الجماهير غدا في مسيرة مليونية مشيا على الاقدام تندب وفاة الكهرباء ....



 

 

free web counter