| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

لطيف روفائيل

 

 

 

الأثنين 29 /3/ 2010



تبريرات خجولة للخاسر من قوائم شعبنا

لطيف روفائيل

اصعب ما في الامر عندما لا يستطيع الانسان مقاومة الفشل حينها يلجأ الى تبريرات خجولة فيها مسحة من الاكاذيب والتشويه وشيئا من الاسقاطات على نشاطات الاخرين متهما اياهم باللاخلاقية.
تنغرس هذه التصورات في عقله عندما لا يتمكن من تشخيص اسباب الفشل ويظل مصرا على البحث عن كبش فداء يحمله خطايا الفشل .
حين تقرأ ما يكتبه البعض من مدافعي القوائم الكلدانية تتوضح على الفور تلك الصورة امامك حين يربط الفشل بتجاوزات الاخرين على القانون الانتخابي او سلوكهم الطريق اللاأخلاقي في دعايتهم الانتخابية.
هذا الربط الذي يمكن تسميته بالمزيف, يرسمه الكاتب ليبتعد عن ارضية الواقع متعمدا في قلب الحقائق هو جزء من التشوهات التي يروجها, مصدقا نفسه وداعيا الاخرين الى تصديقها كأنما الناس فقدوا ديناميكية العقل واصيبوا بالشلل الفكري, ومهما كانت ضخامة تلك الترويجات فان نسبة الاصوات التي دخلت جعبتهم لا تتناسب بالمطلق ما يروجون له .

ففي بعض البلدات العراقية والدول لم يحصدوا سوى اصوات بعدد اصابع اليد كنموذج شقلاوة و برطلة ولندن واستراليا ولبنان .. الخ

ان قوائم شعبنا حددت لها خمسة مقاعد وسواء انتخب فرد واحد او مليون فالمقاعد لا تزيد ولا تنقص وصراع قوائم شعبنا لا يتعدى على الخمسة مقاعد .فالتباكي على الاصوات التي حرمت من الانتخاب لا جدوى منها, واصرار البعض على ان ذلك كان يسعفهم للوصول الى القاسم الانتخابي لهو محض خيال..
فمن ذا الذي يضمن ان تلك الاصوات ستكون لقائمته؟

مما يؤسف حقا, بدلا من البحث عن اسباب الفشل واسميه الفشل لان نسبة الاصوات التي حصلوا عليها لا تتناسب والتزمير والتطبيل لنسبة الثمانين بالمئة من شعبنا وثالث قومية في العراق من حيث النسبة السكانية, فانه يبحث عن كبش فداء ولا يجد امامه سوى قنينة الغاز وصفيحة النفط وبطانية ومدفاة نفطية ليحملهم مسؤولية النكسة.
لقد سمعنا بتوزيع المدافيء والبطانيات وماشابه من وسائل الاعلام ومن الاصدقاء في الداخل
ولكن حصل ذلك في المحافظات الجنوبية وليس في قرانا.

اما تحميل المسؤولية للقانون الانتخابي , فلقد عانت منه اغلب الاحزاب العراقية وما يخص الضرر الذي اصيبت به قوائم شعبنا لا يضاهي الضرر لبقية الاحزاب العراقية كون ان العراق كان دائرة انتخابية واحدة لقوائم شعبنا.. وهنا يفاجئنا السؤال .
اين مليون ونصف المليون كلداني في ارض الوطن والخارج كما يصرح به البعض ؟ هل تحولوا الى اشوريين ؟

لا يمكننا ان نتفق او نتصالح مع هذا الموقف الذي يقدمونه لنا لان فيه مرض اسمه نقص الواقعية . هذا الموقف فيه نوع من الخلخلة الفكرية والخوف المستقبلي لذا فهم يحملون مظلاتهم ويمشون خوفا من سطوع الشمس .
الغريب انه هناك من يعتبر الان العزف على وحدة شعبنا(وترا ميتا) ويتهم الذين ساروا خلفهم بالبسطاء اي اللامثقفون او السذج وبمفهوم اوضح ( جاهلون بتاريخ شعبنا ). اما المثقفون والداركين لتاريخ شعبنا فيتهمون بانهم انساقوا وراء الدولار ..
انه المضحك المبكي في آن واحد , من بقي من الشعب اذا ؟
من الطبيعي كل شعب مقسم الى بسطاء والى نخبة ( المثقفين ) ولكن ماذا نسمي الذين لم ينساقوا ، انصاف البسطاء ام انصاف المثقفين ؟. .

انهم لازالوا يتمسكون بمقولة ( خاطبوا الناس على قدر عقولهم ) ولقد فاتهم ان للناس اليوم عقولا تتحداهم ولم تعد تنساق وراء الشعارات البراقة والهيجان الفارغ .
لقد ولى زمن الكبس على العقول باشكاله واليوم الناس لها المقدرة على التفكير واتخاذ القرار والاختيار فلم تعد هناك اناس من شعبنا تسير عقولهم بضعة مفردات محملة بشعارات براقة.

يا للهذيان عندما تصل الحمى اعلى درجاتها , عندما نسوق الفشل الى ايام بريمر ذلك الرجل الذي ارسلته امريكا ممثلة برئيسها ومجلس شيوخها معبئا بالمؤمرات ومخططات خبيثة لضرب الكلدان .. كأنما الكلدان امة عاجلا ام اجلا ستقضي على الامبراطورية الامريكية في عقر دارها حين عجز الاتحاد السوفيتي واوربا بقدراتهم الهائلة من الوقوف بوجهها.

يا للسذاجة عندما نصدق اوهامنا . لقد قطع بريمر الالاف الاميال متناسيا ما انتجه الاحتلال من فوضى واشكاليات ليثقل كاهله بتعليمات تشق الصف الكلداني الاشوري لانهم الخطر المقبل على المصالح الامريكية اكثر من الاحزاب الشيعية الموالية لايران والارهاب السني .
حتى ان بريمر والاحتلال هو الذي استحدث التسمية القطارية كما يحلو للبعض ان ينعتها ..

انه التقاطع بعينه .. فهو يستحدث تسمية قطارية ومدلول التسمية هو التوحيد لابناء شعب واحد وفي ذات الوقت جاء ليمارس لعبة فرق تسد بشق الصف الكلداني الاشوري..
كيف يحدث هذا في آن واحد ؟.
امة لم يبقى منها الا الاسم , واذا استمر النزوح بهذا الشكل الجنوني والوقائع تشير بانه سيتعاضم هذا النزوح فلن يبقى لهذه الامة سوى التاريخ وستذوب بين الامم المنتشرة على الارض ..
اقول على الكاتب وان كان هاويا ان يكون على قدر من الكفاءة في اختيار المفردة تلك المفردة التي تعطي انطباعا حسيا بصدقية التحليل. لا ان يستسلم للاضطرابات التي يعاني منها بعد الهزيمة فيفقد القدرة على التقييم الصحيح ويبتعد عن الحقائق والعلمية فيغرد باناشيده غير المنسقة لحنا وكلمة .
الكاتب المتزن فكريا لا يمكن ان يتهم من لم يصوتوا لقائمته بالخونة واهتزاز قيم الرجولة عندهم بسبب الدولار واعطائهم الحق على فعلتهم في آن واحد, انه التناقض الصارخ.
يقال ( من صارع الحق صارعه ).واقول لا يمكن الخروج من اسوار الحقيقة حتى وان كان هذا الفرد متعصبا او متعاطفا او منتميا لجهة ما .
من هي الحركة الاشورية التي ادمعت عيون البعض باستيلائها على اصوات الناخبين من ابناء شعبنا ؟
اليست جزءا من الحركة القومية لشعبنا والمناضلة من اجل احقاق حقوقه.

انا على يقين ان فوز الحركة احزن البعض القليل طبعا اكثر من فوز قوى اسلامية في العراق , رغم اليقين بان هذه القوى الاسلامية لن تقدم للعراق عامة ولشعبنا خاصة سوى التخلف والجهل والتراجع عن كل ماهو حضاري وعصري .

خلافا لما سطره البعض من كلمات لا قيمة لها ومتهما الكلدان بالخونة وبفقدان الرجولة ارى ان شعبنا وصل اليوم الى مرحلة الوعي الحقيقي في الاختيار والمقارنة ولم يبقى الا القليلون والذين لا يمكن اتهامهم بقلة الوعي كما يستمتع البعض ان يتهم يمينا ويسارا ولكنهم بالتأكيد لازالوا تحت مرحلة اختبار النفس والبحث عن التاريخ وعندما يتجاوزن هذه المرحلة سيجدون ذاتهم في الموقع الصيحيح.

هذا الوتر الميت ( التسمية القطارية ) الذي يعزف عليه المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري هو الذي منحه الاصوات التي مكنته من الحصول على مقعدين رغم حداثة عهده

ويا ريتكم ايتها الاحزاب الكلدانية قد عزفتم على هذا الوتر الميت لانه كان سيحييكم ..
الا زلتم تصمون اذانكم عن صوت الشعب الصارخ الى الوحدة .
من هنا بدأت انتكاستكم وليس كما تنسبونها الى البطانيات و صفيحة النفط وقنينة الغازوو..
لازلنا نتذكر تصريحات المسوؤل الاول في الاتحاد الديمقراطي الكلداني , السيد ( ابلحد افرام ) بانه سيقاتل قتالا مستميتا من اجل تثبيت القومية الكلدانية في الدستور العراقي وكان هذا قفزا على رغبات شعب يصرخ بان يكون له صوت موحد .ناهيك عن ادبياتهم التي تصر على الثقافة الاحادية الجانب والتي ترفض اي صلة من قريب او بعيد ببقية ابناء الشعب .

ان كان ذلك يأخذ حيزا من الاهمية لدى الناس فالتالي ليس فقط من الاهمية بل من الخطورة.
كيف للناخب ان يعطي صوته لقائمة الغالبية من مرشيحها , بالامس مزقت حناجرهم هتافا ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ).واليوم بقدرة قادر يتحول الى مناضل كلداني .
ففي ذلك الزمن الذي اخترق صوته اذاننا ولازال يطرق مسامعنا هاتفا للوحدة العربية تجده اليوم لا يهتف لوحدة شعب يمتلك كل مقومات الوحدة ..

عندما كانوا يتراقصون على انغام الوحدة العربية كانت الحركة الاشورية تقدم التضحيات منهم مقاتلين في جبال كردستان واخرين في السجون تحت التعذيب والاخر مشرد في بقاع الارض .

انني لم امنح صوتي لاي قائمة من قوائم شعبنا ,ولم اكن يوما من مناصري او محبي الرقص على انغام وبرامج وادبيات الحركة الاشورية لانني باختصار ارى وجهتي السياسية والاجتماعية والقومية بشكل اخر. ولكن لو جاز لي الاختيار لوهبته للمناضلين من الحركة الذين عانوا في زمن الطاغية دفاعا عن قضايانا القومية وليس للذين كانوا يتمتعون بنعمه ويغدق عليهم هداياه وهم يقدمون له اغلى الهدايا , حيث القلم والورقة وفي اعلى الصفحة امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ... البعث طريقنا .م – تقرير وعليك ان تتخيل التالي ..
حتى الذي كان يصر على كلدانيته كان له نصيبا من ذلك التقرير المشؤوم .
التزامهم اليوم للهوية الكلدانية لن يغير ما في جعبتنا عن ماضيهم .. فالايام الماضية لا يمكن ان تمحى من ذاكرتنا بهذه السهولة.
الاستقامة هي عنوان الانسان المؤمن والملتزم والثابت على القيم والمبادىء وليس الذي يتحايل عليها ويلونها بلون الزمن عندها تتجذر لدينا المصداقية والثقة به .
ان كان هناك كافرا .. انه الزمن .. حيث يسمح للفرد ان يتحول من عربي هاتف باسمها ومدافعا عنها وعن وحدتها الى مناضل كلداني.
انا على يقين بانني سوف انال نصيبي من لسعة المتعصبين كما ناله غيري وسأنال نصيبي من التهجم والشتم ولكني كتبت ولست نادما .. لانني التزمت الحقيقة . وعندما تفقد روحية الحقيقة فانك هنا تبتعد عن اخلاقيات التحليل الواقعي.
من السهل ان تعكس الحقائق وتقدم تبريرات عرجاء ولكن من الصعب ان تلقى اناسا يقتنعون بما تقدمه الى موائدهم .. فما بالك بالذين يحاولون اراحة انفسهم قائلين وغير مقتنعين باقوالهم لانها من السذاجة بما يكفي .. مقيما ان ما حصلت عليه الحركة الاشورية من الاصوات اليوم لا يقارن بما حصلت عليه في الانتخابات السابقة وهنا فهو لا يقفز على الحقيقة فحسب بل يتوارى عنها متغاضيا بعمد بان الالاف من الناخبين لم يتمكنوا من الادلاء باصواتهم لاسباب معروفة ولو قدر لهم ووصلوا الى صناديق الاقتراع ,, انني اجزم بان اكثر من 70 بالمئة من هذه الاصوات لكانت لصالح الحركة .
لو استوعب هؤلاء ما ينتجه الواقع لخفت حدة زعيقهم واقتنعوا بان ذلك خيار الانسان ..
لماذا نعتدي على خيارت الاخرين وننبذهم ونصفهم بالمهتزين ونطعنهم باحاسيسهم ...






 

Counters