| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

لطيف روفائيل

 

 

 

 

الجمعة 16/2/ 2007

 

 

الخطة الامنية الجديدة ..درب المحرقة ام درب الامان ؟؟
( 1 )

 

لطيف روفائيل

1- هل الخطة الامنية استمرار للعملية السياسية ؟؟
كثرت الاحاديث والتصاريح عن الخطة الامنية الجديدة او خطة امن بغداد التي ستقضي على الارهاب والقتلة وتوقف نزيف الدم العراقي المتزايد في الاشهر الاخيرة بشكل لايستوعبه العقل كانما لاوجود لحكومة او جبش او اجهزة امنبة .
وفور ابتدأ المسؤولين بالحديث عن الخطة الامنية التي ستنهي مفعول المفخخات والعنف الطائفي وصلتنا البشائر الاولية لها وحتى قبل البدء بتطبيقها .. مزيدا من الدماء , فبعد ان كانت جثث الضحايا الابرياء معدودة اصبحت هذه الايام تعد بالعشرات بل المئات .
بداية من ذا الذي سيقود الخطة الامنية ؟ بوش يدعي انه خطط لها واوعز بها الى المالكي وسيتابعها يوما بيوم والمالكي يعتبرها من ابتكاره وسيقودها الجيش والاجهزة الامنية العراقية وسيكون الجيش الامريكي عاملا مساعدا . لناخذ بالاعتبار بتصريحات المالكي من ان الخطة الامنية سيقودها الجيش العراقي الذي لايملك من السلاح مايمكنه الدفاع عن نفسه امام القوة الارهابية المتنامية عدة وعددا بل انه لم يقدّر قدرة الجيش والاجهزة الامنية المخترقة من قبل الارهاب والمليشيا المتنفذة في انجاح الخطة الامنية ؟
ان اول الطريق في انجاح الخطة الامنية يكمن بتطهير الجيش والاجهزة الامنية من العناصرالتدميرية اتباع الارهاب والطائفية . فاكثر من 50% من الجيش والاجهزة الامنية لاتملك الولاء للوطن وهذا ليس افتراءا بل هي حقيقة فالميول موزعة مابين الارهاب والتيارات الطائفية .. وعندما اقول ليس افتراءا فذلك مسند بالمتابعة اليومية للانباء التي تؤكد هذا الاختراق . فكم من قادة الاجهزة الامنية وعناصرها اكتشف على مدى السنين الماضية ارتباطاتها بالارهابين وبالميلشيا وفرق الموت ؟ بل تعدى هذا الاختراق ليصل الى كبار مسؤولي الحكومة ومجالس المحافظات واخيرا وهو ليس اخرا وكيل وزارة الصحة. والايام القادمة ستكشف كم من المسؤولين لديهم ارتباطات بالجهات التي تعمل على تدمير البلد وبوسائل مختلفة . فعندما يقود جيشا خطة امنية يجب ان يكون نقيا ووطنيا بمعنى الولاء الكامل للوطن والشعب وان لايكون ولاءه الى تيارت واحزاب وطوائف لكي لاتتسرب اسرار الخطة الى جهات تدميرية ويسبقها الفشل.. وهذا الانتماء ليس متواجدا اليوم عند القوات العراقية .
ولكي تنجح الخطة الامنية يجب ان تكون ذات افق واسع وشامل لتشل كل السبل والوسائل التي تؤجج الصراع وان يبتعد مقرري و منفذي الخطة عن الذهنية الطائفية التي لازالت ملاصقة لهم بحيث ان تاجيل تنفيذ الخطة الامنية كان بسبب الخلاف على المناطق للبدء في تنفيذها , وكما هو معلوم فان اصرار منفذي الخطة من المسؤولين في الحكومة على بدءها في المناطق التي غالبية ساكنيها من السنة يعزز استنتاجنا على العقلية الطائفية التي تسيطر على القياديين في الحكومة فهل يمكن اعتبار فرق الموت والمعروف منشئها وارتباطاتها والميليشا المتنفذة اقل خطورة من ارهابي المفخخات , فالكل يمارس القتل والتدميروكل له وسائله فهناك من يمارس القتل على الهوية وهناك من لايهتم بالهوية ويزرع المفخخات في طريق كل العراقيين. .
كما ان البدء بتنفيذ الخطة الامنية تتطلب ايقاف الحرب الكلامية الطائفية التي تجاوزت حدودها ودخلت اروقة البرلمان ومن خلاله يتم تغذية الصراع الطائفي في الشارع العراقي الذي يعزز من القتل والدمار .
وهذا يعني ان الخطة الامنية ليست فقط رفع السلاح وانشاء الحواجز وتفتيش المنازل والبحث عن السلاح وبناء نقاط تفتيش على الطرق وانما القضاء على المغذين للحرب الطائفية من خلال الكلام المبطن كاشارة الى الشارع لتتحول الى حرب مسلحة تقود الى الموت وهذا الذي يحدث اليوم . والا ماذا يعني ومن اين هو الايعاز لفرق الموت والميليشا وجيش محمد والاخرين لتنتقل من حي الى حي وتقتل الابرياء في داخل منازلهم والقصف والتفجير المتبادل للاحياء التي تسكنها الغالبية الشيعية او السنية .
مايهم العراقيين الان هو الامن و نجاح الخطة الامنية احدى الوسائل لاستباب الامن وكان الافضل قبل انشاء الحواجز وتفتيش المنازل وقعقة السلاح وحظر التجوال هو اسكات الافواه التي تؤجج هذا الصراع الطائفي حتى وان كان باستخدام القوة وان كانوا اعضاء برلمانيون فالذي انتخب وحصل مقعدا في البرلمان ليس لاجل ان يتباكى ويدافع عن طائفته بل من اجل ان يدافع عن مصالح كل الشعب العراقي .

يتبع