| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

لطيف المشهداني

 

 

 

السبت 31 / 8 / 2013



منطق التعاون والعداء الى اين يفضي ؟

لطيف المشهداني

اضطررنا في زمن الدكتاتورية البغيضة الى الرحيل وعشنا المنافي على اختلاف مشاربها بعد معاناة عشناها معاً في العراق تحت ظل النظام المقبور. انا لا اريد في مقالتي هذه ان اتبارى مع الأخوة الأخرين وخاصة الأخوة في حزب الدعوة بحجم المعاناة ولا بعدد الأعتقالات في زمن الأمن والمخابرات ولا بما قدمناه في خارج الوطن وداخلهِ، وانما اريد التحدث عن مبدأ التعاون الذي كان قائماً في الغربة ومبدأ العداء الذي حصل اليوم في العراق.
لقد عدت الى العراق كما هم عادوا بعد غربة لي قاربت الثلاثين سنة في الدنمارك بلد الرفاه والعدالة الأجتماعية. البلد الذي وفر لنا الحرية والحياة الحرة الكريمة التي كنا نحلم بها لعراقنا القادم. كنا نحن والأخوة في المعارضة العراقية في الدنمارك نعمل معاً كأخوة ويداً بيد من اجل عراقنا الحبيب المبتلى بالدكتاتورية ومن اجل حرية شعبنا وانعتاقه من نظام الأستبداد.

هل ينسى الأخوة في التيار الأسلامي وخاصة الأخوة في حزب الدعوة البلد الذي عشنا فيه وكيف وفر لنا حرية التنظيم لنوادينا الثقافية واماكن العبادة وحرية التعبير الديني والسياسي وضمان كافة حقوق المواطنة ( على الرغم من كوننا اجانب ولسنا من المواطنيين الأصليين ) في بلد يحترم حقوق الأنسان ويلتزم بكافة الشرائع والمواثيق الدولية.

ليس من المستغرب ان نختلف في كثير من القضايا السياسية والأقتصادية والأجتماعية الا ان الشيئ المستغرب هو تنكر الأخوة عن البديل الديمقراطي الحقيقي الذي كنا نحلم به بعد ازاحة النظام الدكتاتوري القمعي الدموي السافر في العراق.واقامة نظام ديمقراطي مدني عصري ومن اولوياته احترام حقوق الأنسان، متأثرين على اقل تقدير بالتجربة التي عشناها معاً في الدنمارك.

انا لا انطلق من مصالح شخصية ضيقة ولا اطمح بمنصب كما ناله الأخوة رفاق الدرب في الدنمارك عدنان الأسدي وعقيل الطريحي وعلي العلاق ولا انتقص من قيمة اي منهم  ، بل انطلق من حلم كنا نعمل من اجله وهو عراق ديمقراطي يؤمّن حرية وحقوق الأنسان وكرامتهِ وترفع فيه راية المواطنة والأنتماء للوطن عاليا ً. وان كل ما اطمح له هو حريتي كمواطن عراقي في التعبير والأمن والخدمات وسقف الوذ بهِ ( لوذ الحمائم بالطينِ ).

انا لا اريد ثمناً لمواقفي التي يعرفها جيداً الأخوة في حزب الدعوة وما كنت اقوم به من نشاطات مختلفة ضد نظام الطاغية صدام في الوقت الذي نجد فيه الأخوة يعملون من اجل مصالحهم الشخصية ويديرون اعمالهم من اجل جمع المال.ولا علاقاتي السياسية الواسعة مع الأحزاب الدنماركية لفضح النظام المقبور ولصالح قضيتنا المشتركة. بل كل الذي اريده اليوم واطالب به اخوة الدرب هو حريتي وحقوقي الأنسانية التي يريد الأخوة اليوم استلابها مني وقمعي كما جرى وحدث زمن الدكتاتورية المقبورة فهل يريد الأخوة اعادتها ؟. وهذا تغيير واضح في موقف الأخوة من مفهوم الديمقراطية والبديل الديمقراطي والا ما تفسير ما يجري من التفاف على الدستور وخنق الحريات ومحاربة اي صوت يطالب بحقوق الأنسان وبالأصلاح ومحاربة الفساد المالي والأداري المستشري في كافة مفاصل الدولة ... وما هو تفسير اخوة الدرب بما قامت به قواتهم وتحت اشرافهم في ساحة التحرير واعتقال الشباب والشابات وتعذيبهم وكما كان يفعل نظام صدام المنبوذ مع الأخوة في حزب الدعوة وقوى المعارضة في اقبيتهِ السرية !!!.. وماذا يقولون عن مقتل مدرب نادي كربلاء وهو الذي عاد للوطن كما عدت من اجل خدمتهِ ... وماذا عن الموقف من تظاهرة 31 آب والأجراءات التي ابتدأت بمنع التظاهرة الى الوسائل التي مارستها سلطة أخوة الدرب من التهديد والترغيب ... الا نتعظ من التاريخ وصدام ونظامه اقرب مثل ام ماذا !!!؟

السؤال الذي يطرح نفسه .. هو الى اين سيفضي منطق العداء يا اخوة الدرب سابقاً ؟؟؟

 


 

free web counter