| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

لطيف المشهداني

 

 

 

الثلاثاء 29/4/ 2008

 

ما أشبه اليوم بالبارحة يا أشباه الرجال

لطيف المشهداني

بمناسبة انعقاد مؤتمري البحرين والكويت
[ أحببت الناس حتى العبادة وصليت للأرض الكئيبة وصرخت في الصمت المطبق يا أسياد العرب...تضحون بالنعاج فوق عرفات قربة لله تعالى.....ونضحي بأفضل الشباب وخير العرب، قربة للأرض، قربة للرغيف نضحي، والكتاب والدواء......أضحياتنا الآن قربة للوجود البشري وللبقاء العربي.........أرض الأضحيات مَهلك ما عرفناكِ الا عنيدة، فمنذ وجودنا عاشرنا الهم وعايشناه والتحفنا البؤس رغماً عنا .
واندلعت النيران لتشوي لحمنا فأطفأناها بأيدينا وما أحترقت الأيدي الصابرة......صبرنا عن الهم الطويل، وخاب ظننا الذي راهنا عليه.
أعرفتم أن بعض العرب والعربان والمستعربين هم اليد القوية لعدونا.....أآمنتم بالله...........؟
لكني أقول لكم......والله بأنكم كفرة.......عرب......مئة وخمسون من الملايين المعذبة......راهنا على العدو وخسرنا الرهان مع القذائف النازية، وأنفجارات الحقد الدموية........كنا نتذكر الملايين الكثيرة من طينة قحطان وعدنان.......أسمعوا أرأيتم جثة تأكلها النيران وتتلضى، أو لحم أنسان تطاير التصق بالجدران وعلى أغصان الشجر.......أسمعتم بالبتر، والحروق والتذويب بماء النار........... معبد الكرامات والصحو والأولياء .........يدخله الناس ويخرجون منه كبارا .
صامت وتراه صائتاً.......صمته درس وصوته فعل.........درس تعجز عن أستيعابهِ النفوس الضعيفة الخانعة الضائعة خلف تلال الحقد والكراهية، وفعله أستجابة لنداء المعذبين الحالمين برغيف خبز وعالم الحرية والمساواة..........وبعض الأمة يركض للخلف في الليل المسـود........والبشرية تتقدم في النور ......وتتقاتل الأمة.هكذا الرب يريد، والعم سـام هكذا يملي الشروط قاتلوا بعضكم بعضاً وأنسو العدو.
وجاء العيد يحمل هداياه ........ هدايا الأطفال في العيد سكاكين من شظايا ......... وينام الليل في هذه العيون الساهرة ويعود مع خيط الأمل النازف الحالم بالأشراق وبحوض الورد.......الرعب يدب والخوف القادم مع كل الغام السفلة ....... ونداوي الجرح بشكل رسمي بلقاء نعقبه بالتصريح، وبصورة تأخذ ........ تأخذ موقعها في صدر الصفحة الأولى.......لا شيء جديد.
الخطر لا يزال يداهم ويطرق الأبواب يا عرب، ونبلسم الجرح بشكل شعبي بالبقاء تحت الريح وتحت القصف........في عيون الشمس نزرع حبنا للأرض، للناس ونعلم الشمس البقاء السرمدي. ونرد الصاع صاعين لأعداء الحياة، ونبقى شجرات باسقة.......... نطفئ النار وبالنار نجيب.........هكذا نبقى على أرضنا.](1)

هـذه القطعة الرائعة كتبت في السبعينات وأراها تنطبق بالتمام والكمال على ما يمرُ بهِ العراق وشعبهِ وكأنها فصلت وبدقة لتعبر عن حال وموقف العروبجية الذين ابتلينا بهم، ويريدون أن يكون العراق والعراقيين قرباناً لعروبتهم ومذبحاً لهزائمهم.
فاليوم نرى أعداءنا التقليديين يقفون معنا ( في الظاهر ) ويناجون أشقائنا بالوقوف معنا ومد اليد لعوننا. فالمؤتمرات تعقد وزيارات كوندوليزا رايس مستمرة وسيدها مستر بوش يضغط........يضغط على من ؟ ولأجل من ؟
أمعقول هذا الذي نشاهده ونسمعه. فأكثر الدول الغربية والأسكندنافية وروسيا والصين ووووووو لها سفاراتها، وأيران ( العدو ) لها سفارتها وقنصلياتها، وأكثر هذه الدول أعفت العراق من ديونهِ وهي دول مانحة ايضاً. فماذا فعلتم يا أشقائنا أبناء قحطان وعدنان يا من تذرفون دموع التماسيح وصراخكم أعلى من مآذنكم حرصاً على عروبة العراق. فأي حرص وأنتم تساهمون بدمارهِ وقتل أبنائهِ بفضائلكم من أنتحاريين وتمويل وأعلام ومواقف.

هل نسيتم مواقف العراق وأبنائهِ أتجاه قضاياكم !!! هل نسيتم هبة العراقيين أبان العدوان الثلاثي ، وحرب حزيران وأكتوبر وبيروت
هل ذاكرتكم اعماها الدفاع عن مواقعكم وهل نسيتم الآلاف من طلبتكم الذين تخرجوا من الجامعات العراقية وماذا عن الملايين من عمالكم. ياسادة ، العراق باقٍ وشعبه باقٍ وحكامه الأرذال وأن رحلوا فهو باقٍ ، وهذه القطعة الرائعة شهادة لمواقفكم ايها العربنجية وستبقى شهادة تاريخية في سجل تاريخكم الأسود........ وسيبقى العراق باسقاً مضللاً بأطيافهِ ومكوناتهِ قوياً منيعاً ، وسيأتي اليوم الذي ترون فيهِ أنفسكم أقزاماً أمام عظمتهِ.

ختم الحديث......
الما يسوكه مرضعه......... سـوك العصى ما تنفعه
                                                  مثل عراقي



(1) هذه القطعة الرائعة كتبت أواسط السبعينات ، وجدتها صدفة بين أوراقي الكثيرة ومكتوبة بخط يدي لا أتذكر كاتبها

كوبنهاكن 24 نيسان 2008


 

Counters