| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

لطيف المشهداني

 

 

 

الجمعة 26 /10/ 2007



أن لم تتجرأوا فأجرعوا السم

لطيف المشهداني

الوضع في العراق لايحسـد عليه، فأصدقاء العراق الحقيقيون وهم قلة يتألمون وبحسـرة على ما يجري فيه. أعداؤه يشمتون بهِ كل على طريقتهُ الخاصة، منهم من يذرف دموع التماسيح ومنهم من يتصيد الشاردة والواردة ليصب جام غضبه على العراق والعراقيين ليس من منطلق الحرص عليه بل تشفياً وشماتة به وبهم.
دول الجوار وما أدراكَ ما دول الجوار، فتدخلاتها الفظة بشأنه الداخلي أصبحت أكثر من مفضوحة، وأخيراً........ والمأساة ليس لها آخر!! هو قرار البرلمان التركي بالموافقة على أجتياح العراق على قاعدة ما فيش حـد أحسن من حـد ( لا زال الجندرمة الأتراك يعتقدون أن العراق ولاية من ولاياتهم، وليش لا ؟ أذا شعيط ومعيط وجرار الخيط يتلاعبون بالعراق ويقسمونه على هواهم ) ليؤكد أن الأتراك لا زالوا يحلمون بأعادة السيطرة على ولاية الموصل وأن الأضطرابات فيها وكما كان عليه الحال قبل مئة سنة تستوجب أرسال الجندرمة لأخماد الفتنة .
كما أن أيران وعبرَ جيوشها المتعددة وعلى رأسها جيش المهدي وقوات بدر التي لا تختلف كثيراً عن جيش المهدي وأحزاب إيران العراقية !! ووكلاء إيران العراقيين !! هؤلاء جميعاً ينهشون نهشاً في الجسد العراقي، ولا يريدون له الأستقرار ويعملون لجعل العراقِ ساحة صراع للدفاع عن نظام طهران وجنون قادتها للحصول على السلاح النووي ومد نفوذهم .
أما سـوريا فحدث ولا حرج، عن موقفها العروبي المشرف !! ودعمها للمليشيات السنية وقوى الأرهاب والصداميين حقيقة لا يمكن حجبها بمنخال .
والسعودية والأردن والقائمة تطول ولكن يمكن أختصارها برئيس ما يسمى بالجامعة العربية ( كما يسميه أحد أخوتنا الأكراد عُمرَ مو سي يعني لاشيء ) المعروف بمواقفه غير النزيهة تجاه العراق رغم التغليف المبرقع بالحرص على وحدة العراق وسيادتهِ الوطنية، وصراخه المتواصل والذي أستغلتهُ الفضائيات ليكون مادة دسمة لتبث سمومها وتصب الزيت على النار بالضد من أرادة العراقيين الذين لا ينشدون سوى الحصول على أبسط مقومات حياة الأنسان وهو الأمان .
كما أن قوات الأحتلال وبالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية وساستها ومنظريها قد أجهضوا ماتبقى من الدولة العراقية. فقرار بريمر السيء الصيت بحل الجيش وكافة قوى الأمن وتدمير مؤسسات الدولة من وزارات ومعامل ومؤسسات أنتاجية وخدمية، أضافة الى ما قام به النشامة الغيورين في حملتهم الحواسمية المشهورة من سرقة ونهب وحرق ليقضوا على ما تبقى من الدولة العراقية.
وهنا يتبادر الى الذهن سؤال وجيه ومهم ، ترى ما العمل لأعادة الدولة ومؤسساتها شكلاً ومضموناً ؟ ومن يدافع عن سيادتها وحدودها ؟ ويعيد لها هيبتها الأقليمية والدولية ؟
الجواب وللأسباب المذكورة هو، لايمكن الرهان لا على القوى المحتلة ولا على دول الجوار ولا على الدول العربية والأسلامية التي لها من المشاكل ما يكفيها . وبالتالي هيَ مسؤولية العراقيين أحزابا ومنظمات وأشخاص وبالخصوص القوى التي تقود البلد نحو مصيره المجهول فأما أن تقودهُ هـذه القوى نحو الهلاك أو نحو بر الأمان .فشعبنا العراقي وقواه الخيرة الحريصة على مستقبلهِ يتحملون المسؤولية التاريخية فالجرأة والصراحة هي رهاننا لحلحلة الأوضاع وأصلاحها. يجب أن لا نُخدع أنفسنا والآخرين، يجب أن لانخفي أخطائنا وأخفاقاتنا وبحجج واهية. يجب أن نصارح شعبنا ونراهن عليه.
كفاكم الأدعاء بالحرص على العملية السياسية وهناك قوى تعمل من داخلها لعرقلتها وخنقها، كفاكم الأدعاء بأن الأمن مسستتب والأرهاب أنخفض ولدينا أكثر من أربعة ملايين مهجر نتيجة العنف الطائفي والأرهابي، كفاكم الأدعاء زيفاً بمحاربة المليشيات وأنتم تمولونها بالمال والسلاح والبشر، كفاكم خداعاً للنفس توقفوا ولو لمرة واحدة لمواجه الحقيقة المرة لكي تعترفوا بكل أخطائكم التي أوصلت العراقالى ما هو عليه اليوم، كفاكم أوهامَ تحقيق النجاحات والمنجزات والعراق العائم فوق بحيرة نفط محروم من النفط والغاز والكهرباء ووووووووو ومصنف من البلدان الأكثر فقراً.
اليوم وليس غـداً عليكم أن تتحلوا بالجرأة وتتحملوا المسؤولية ، لن ولن يصلح أحداً بيتنا العراق. المسؤولية مسؤوليتكم. البيت المتصدع، والمملوءة سقوفهِ وجدرانهِ بالشقوق لا يتم أصلاحهِ بصبغ البنتلايت كما يقول العراقيين لتلميع صورتهِ.لأنهُ لاسامح الله معرض في أي لحظة للأنهيار.
الجرأة يا سادتي هي المطلوبة اليوم لأصلاح بيتنا، الجرأة بأتخاذ القرار مهما كان ، ما دام لمصلحة العراق والعراقيين .
الجرأة بفضح قوى التقسيم الطائفي والقومي ، وأصحاب مشاريع الأقاليم وأهدافهم وأجنداتهم.
الجرأة بفضح المليشيات وقياداتها...الجرأة بفضح الفساد والنهب وتبديد الأموال ( مليارات من الدولارات والعراقيين يقفون بالملايين طوابير لآستجداء لقمة عيشهم !! آلاف مؤلفة من نسائنا في سوق النخاسة وبأرخص الأسعار) وبدون عموميات لأظهار الحقيقة، الجرأة بفضح ما يجري من مهازل في البرلمان وفي الحكومة ( منذ خمسة أشهر لم يعين رئيس الوزراء بديلاً للوزراء المنسحبين من الوزارات )، الجرأة بفضح ما يجري في كردستان وفي دولة السليمانية ودولة أربيل والتعصب القومي الذي لايخدم القضية الكردية ولا الحقوق التي تحققت لشعبنا الكردي ،فضح المافيات ( الجحوش الذين بدلوا أسرجتهم ) والأغوات وما يعانيه الشعب الكردي من وضع أقتصادي مزري بالعكس من أصحاب الملايين المنعمين والمترفين. لابد من الوقوف مع الشعب الكردي الذي ضحى بالكثير، وفضح كل الممارسات التي تعيق تطوره الأقتصادي والأجتماعي التي تنعكس على المستوى المعيشي والحقوقي له.
الجرأة بتحمل المسؤولية عن ما يجري وعدم نشر غسيلنا كما تعودنا على حبال الاخرين ، الجرأة بالنشر وبالتظاهر والأعتصام، الجرأة بنشر الحقيقة للناس وعدم أخفاء الحقيقة من منطلقات الحرص على العملية السياسية وعلى الوفاق الوطني. والرهان على شعبنا وقواه الخيرة الحريصة على مستقبلهِ.
اليوم لن ينقـذ العراق سوى الجرأة ، إذ بدونها... أقرأوا على العراق السلام. والساكت عن الحق شيطان أخرس

ختم الحديث
أن لم تتجرأوا فأجرعوا السم


كوبنهاكن 22ـ10ـ2007

 

Counters