| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

لطيف المشهداني

 

 

 

 

الأحد 14/10/ 2007



لماذا تحتجون على قرار التقسيم


لطيف المشهداني

لقد تابعت وبرغبة شـديدة ردود الفعل على قرار الكونغرس الأمريكي بتقسيم العراق، وكذلك مواقف الأحزاب والمنظمات وما جادت به المواقع والصفحات الألكترونية من أقلام أنبرت للدفاع عن العراق ووحـدته وسـيادته الوطنية. وآخر ما قرأت كان مقال الأسـتاذ الفاضل رضا الظاهر، الذي أتابع مايكتبه بشوق في جريدتنا الغراء طريق الشعب مما أثار في الرغبة للكتابة عن هـذا الموضوع.
أنا لا أخالف كل الآراء التي أنبرت للدفاع عن وحـدة العراق وسـيادته وأنا واحـداً منكم،ألا أن الدفاع عن وحـدة العراق وسـيادته وهـذا ما أختلف به يا سـيداتي وسـادتي يجب أن لا يرتبط بقرار الكونغرس الأمريكي،والأحتجاج والصراخ الذي حـدث ضـد القرار (غير الملزم ) مبالغ بهِ ، أو لنقل كان ردة فعل لا توازي الفعل. فنظرة متأنية لما جرى ويجري في العراق هو أكبر بكثير من قرار غير ملزم .
فعلى أرض الواقع،وما نص عليه الدستور من فدرالية يستند عليها وبقوة القوى الأساسية واللاعبة في الساحة العراقية وهي قوى الأئتلاف والتحالف الكردستاني. فقوى التحالف الكردستاني لا تخفي هدفها في أستقلالية كردستان، وهو مستقل حالياً حتى في أطار عراق موحـد له برلمانه وحكومته ومؤسساته.
أن قضية الشعب الكوردي وحقوقه القومية كانت من المشاكل الرئيسية التي مرُ بها العراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية ( ثورة الشيخ محمود الحفيد أواسط الأربعينات) يعني منذ الحكم الملكي مروراً بحكم عبدالكريم قاسم والأخوة عارف والحكم الفاشي البعثي وحملة الأنفال السيئة الصيت حتى أنتفاضة آذار وتحرير المناطق الكردستانية ثم انقضاض السلطة واعادتها السيطرة على كردستان مما فرض على الرأي العام العالمي أن يخرج عن صمتهِ ويقرر حماية المناطق الكردستانية بقرار ملزم من مجلس الأمن، ومنذ ذلك الوقت وبعد خروج قوات النظام الدكتاتوري وأنسحاب كافة مؤسساته، تمتعت مناطق كردستان بأستقلالية شبه كاملة فوجود قوى المعارضة العراقية وخاصة الحزب الشيوعي وعلانية مقراتهم لهو دليل على تمتع كردستان ومنذ ذلك الوقت بالأستقلال حتى ضمن الجمهورية العراقية وفي زمن المجرم صدام.
مما حدا بالشيوعيين تطوير شعارهم لحل القضية القومية الكردية حلاً يتماشى مع التطور الحاصل بالحقوق المكتسبة على أرض الواقع للشعب الكوردي خاصة والكردستاني عامة، وذلك بطرح شـعار الفدرالية ( عراق ديمقراطي فدرالي موحد ) والذي تبنته’ القوى الكردستانية وأعتبرته الحل العادل والأمثل للقضية القومية الكردية ولا زالت تتبنى هذا الشعار. كما أن أغلب قوى المعارضة العراقية آنذاك أعتبرته الحل الأمثل.
فحل القضية القومية الكوردية والأعتراف بحقوق الشعب الكوردي والأقليات القومية الأخرى لا يرتبط لا من قريب ولا من بعيد بشعار الأقاليم وفدراليتها، ولا يعني خلق كانتونات طائفية أو عرقية، ولم نسمع لا من الحزب الشيوعي صاحب الشعار ولا من أي حزب أو منظمة أو من شخصيات سياسية أشارات الى قضية فدرالية الأقاليم. ولم نسمع بها ألا بعد أن هيمنت الطائفية المقيتة كشبح يهدد بحرب أهلية (موجودة) فالمليشيات وقوى الأرهاب والصداميين المجرمين يمارسونها من خلال (التطهير) الطائفي والديني والقومي . فأكبر القوى تمثيلاً في البرلمان وفي الأئتلاف هو المجلس الأسلامي الأعلى وعلى لسان رئيسه ووريثه ينادون ويطالبون بفدرالية الجنوب لا كما نفهمها كنظام حكم لامركزي ، بل فدرالية طائفية عملوا ويعملون على تركيزها كأمر واقع.
أكثر من مليون ونصف مهجر داخل العراق (وعائلتي الكبيرة من أخوات وأعمام وأخوال وأبنائهم شملهم التهجير ولا زالوا مهجرين) وأكثر من مليونين خارجه. والمليشيات الطائفية والقوى الصدامية والأرهابيين عملوا ومنذ سقوط النظام لفرض التوزيع الطائفي، فالجنوب محرر وكردستان محررة والمناطق الغربية محررة ومناطق عديدة في بغداد محررة وجاءت الحواجز الكونكريتية لتضيف حدوداً لمناطقها ( هناك مشكلة يعاني منها الطائفيون ولم يجدوا حلاً لها .هي كيف يستطيعون نقل مرقد الأمام موسى الكاظم الى الرصافة وكيف يستطيعون نقل مرقد الأمامين أبو حنيفة النعمان وعبدالقادر الكيلاني الى الكرخ).
فبالله عليكم سيداتي وسادتي كيف تحتجون على قرار غير ملزم والقوى الأساسية الحاكمة في العراق ومليشياتها ومجرميها ألزمت وبقوة القانون (الدستور) والقوة المسلحة التقسيم الطائفي والعرقي ،وكيف تنعتون القرار وتعدونه أنتهاكا فظا لسيادتنا الوطنية.عن أية سيادة وأستقلال تتحدثون ، وهل نسيتم قوى الأحتلال وتحكمها بكل صغيرة وكبيرة وهل نسيتم الشروط الموضوعة لحكومتنا الموقرة ووجوب تنفيذها.عن أية سيادة تتحدثون ورئيس وزرائنا لا يستطيع تنفيذ قرار أعلنه بنفسهِ ضـد عصابة ووتر بلاك ، وعن أي أستقلال وسيادة تتحدثون وحكومتنا وبرلماننا وسياسيينا لا يستطيعون الأستغناء عن حماية قوى الأحتلال حتى في عقر دارهم - المنطقة الخضراء.
فقرار الكونغرس الأمريكي غير الملزم هو بالون أختبار للقوى التي عملت وتعمل من أجل تطبيقه. لذا سيداتي وسادتي أصرخوا وأحتجوا كما أحتججتم بوجه هؤلاء فالعراق مقسم ومقسم طائفياً وقومياً،أرفعوا أصواتكم بوجه الطائفيين وأصرخوا بوجه الحكيم والمالكي والصدر والبرزاني والهاشمي والدليمي والضاري ولنحملهم المسؤولية، وأحتجوا على ما يمارسونه من دور يعيق الوحدة الوطنية. والعمل معاً لأنقاذ العراق ونبذ الطائفية وأعادة الأمن والطمأنينة لربوع بلدنا وشعبنا الصابر.ولأنهاء الأحتلال وأعادة السيادة الوطنية غير منقوصة ولبناء عراق ديمقراطي فدرالي موحـد يتمتع فيه شعبنا بالحياة الحرة والكريمة.

ختم الحديث لشاعرنا الكبير معروف الرصافي

                  علم ودستور ومجلس أمة         كل عن المعنى الصحيح محرف
                  أسماء ليس لنا سوى ألفاظها     أما معانيها فليست تعرف


كوبنهاكن 14ـ10ـ2007
 


 

Counters

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس