|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين 11/6/ 2012                                                       لطفي حاتم                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 


زهو الكفاح والوداع الاخير

لطفي حاتم  

بماذا يخوفني الارذولون ومم تخاف صلال الفلا

أيسلب منها نعيم الهجير ونفح الرمال وبذخ العرى

بلى ان عندي خوف الشجاع وطيش الحليم وموت الردى

هكذا كانت مسيرته الكفاحية شاهداً على عنفوان وبسالة حزب الكادحين عليه لابد من كلمة وداعية للرفيق الراحل سليم اسماعيل ابو عواطف رغم انها تدمي القلب  ولكنها معطرة بريح الكفاح وزهو  البطولة والبسالة والرجولة .

ربطتني والراحل ابو عواطف صداقة أخوية  ورفقة نضالية امتد عمرها قرابة الخمسين عاماً .

القيته في المرة الأولى في مديرية الأمن العامة في بغداد سنة 1965  وكان مع كوكبة من قادة الحزب آنذاك منهم الرفيق عمر علي الشيخ والرفيق جاسم الحلوائي والاستاذ توفيق أحمد وقد استقبلني برصانته المعهودة وطيبة اهل البصرة الكادحين ، ومنذ تلك اللحظة جمعتنا محطات كفاحية كثيرة  .

ــ بعد موقف مديرية الأمن العامة انتقلنا الى موقف خلف السدة وعلى الرغم بعدم تواجدي مع الرفاق  في ( قاووش)  واحد إلا ان الرفيق العزيز ابو شروق جاسم الحلوائي أطال الله عمره زودني بادبيات الحزب عبر الاسلاك التي تفصلنا .

ــ بعد هروب الرفاق جاسم الحلوائي وعمر علي الشيخ وتوفيق أحمد من معسكر خلف السدة جرى نقلنا الى معسكر الفضيلية وهناك تم لقائي بالقائد الشيوعي ابو عواطف للمرة الثانية وقد ضم المعتقل نخبة رائعة وجسورة من كوادر الحزب ومناصريه .

ــ على أثر كشف شرطة المعتقل للنفق الذي حاول الشيوعيون استخدامه لغرض الهروب قررت وزارة الداخلية العراقية ترحيلنا الى سجن نقرة السلمان وكان ذلك عام 1966 حيث تم وضع السجناء السياسيين في شاحنات كبيرة بهدف نقلهم الى السجن الصحراوي .

ــ خلال هذه الفترة تعززت العلاقة بيننا وكان الراحل يكن الود للرفاق الشباب في نقرة السلمان ويشد أزرهم في مواجهة الصعاب .

ــ في عام 1967 جرى ترحيلنا لأسباب مختلفة الى بغداد وكنا مجموعة غير قليلة من الرفاق اتذكر منهم الرفيق العزيز كاظم فرهود أطال الله عمره والراحل ابو عواطف بالاضافة الى كوكبة أخرى من المناضلين .

ــ عند وصولنا الى مشارف السماوة المحطة القادمة لنا لغرض المبيت ومواصلة الرحلة الى بغداد قرر الرفاق كاظم فرهود وابوعواطف ورفيق ثالث الهروب بعد قطع الاسلاك التي تغطي السيارة العسكرية . وعند دخولنا موقف السماوة بدأت حفلة الضرب من قبل الشرطة الذين أفزعهم هروب الرفاق .

ــ لقد نجح الراحل ابو عواطف في الهروب ولكن الرفيق ابو قاعدة لم يحالفه الحظ حيث تم القاء القبض عليه واعادته الى موقف السلمان ليواصل رحلته معنا الى بغداد .

ـــ بعد هروب الراحل ابو عواطف  لم اعلم شيئاً عنه ولكن في السبعينات التقيته مرة اخرى في موسكو وحدثني عن الهروب وما عاناه لغرض الوصول الى ابواب الحزب.

ـــ افترقنا مرة اخرى وفي عام 1980 وجدته قائداً انصاريا واستمرت علاقتنا الرفاقية طلية سنوات العاصفة الثورية وعانينا جميعا من الهجوم الكيمياوي على قاطع بهدنان .

ـــ بعد فراق قصير دام عدة سنوات التقينا في الغربة وكانت الزيارات بيننا منتظمة ولم تنقطع الا قليلا .

الكتابة عن الراحل ابو عواطف مليئة بالزهو والفخر والاعتزاز لانه كان رجلا جسورا ومناضلا مقداما لذلك فان رحيله سبّب  لرفاقه صدمة قوية يخفف من آلامها الذكر الطيب لفروسية ذلك الرجل الذي وهب حياته لخدمة كرامة وخبز وحرية الكادحين .

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter