قاسم حسن

في تكريم الفنان منذر حلمي
كلمة الفنان الكبير علي فوزي

قاسم حسن

كلمة أخرى بحق الفنان المسرحي والسينمائي الكبير منذر حلمي القيت في حفل التكريم الذي اقامه نادي الرافدين الثقافي في برلين وضمن فعاليات مهرجان الثقافة العراقية في برلين في دورته لهذا العام..
الكلمة للفنان والمبدع الكبير علي فوزي الذي رافق الفنان منذر حلمي على مدى مايقرب الخمسة عقود في السينما والمسرح ... والتلفزيون ورفقته عمرا طويلا ... نتمنى لهما الحياة المديده والعطاء المستمر..

يقول الفنان علي فوزي في كلمته التي القيت وسط حشد كبير من المثقفين والمبدعين العراقيين مايلي :

يمتد الفاصل الزمني بين عمله الأول والأخيرالى مايقرب من الخمسة عقود ... نصف قرن والأعوام تتوالى أفقيا وعموديا في تضاريس العمر... وتبدو الحياة لديه فضاءامسرحيا دون قرار ولااستقرار...
فمجمل أعماله الفنية كانت شديدة الأرتباط بالمكان والذاكرة الحية المبدعة ، لذا كان المنفى الحالة الأشد إغترابا عن الذات المأسورة بحب الوطن.
منذر حلمي رجل الفعل والخير والعدل وإحترام آراء الآخرين... هو المسرحي المتشبث بالماضي المضيء من حياته ، محاولا وعاملا بكل جد ومثابرة لأبتكار مستقبلا يبدد وحشة المنافي التي عاش فيها بعد مغادرة الوطن قسرا وعسفا، .
ينظر بدهشة كيف تولد الأشياء وتتكون كطائر يحوم فوق منافيه الموحشة والبعيدة دون أن يستقر على شيء ، كانتظار طويل ، أو كرحيل قسري.
لقد أُنتزع منذر حلمي من خشبة المسرح التي أحبها ، عسفا وبكل قسوة ، لالسبب إلا لأنه يؤمن بالحرية ، حرية الانسان واستقلاليته ، ويؤمن بالديمقراطية الحقيقية لكل أبناء شعبه الطيب ، لاديمقراطية ( اللاوعي الغوغائية ) التي جرت بعد التغيير الأجنبي لنظام الدكتاتورية المقبورة ... فلقد كان حلمه وحلمنا جميعا أن يتم ذلك التغيير على يد أبناء الشعب ...
لكن .. حدث ماحدث ... وهانحن في الداخل والخارج نعاني ألم ومرارة مايحدث في الوطن من خراب ووحشية فاقت عصور محاكم التفتيش والظلام .. وحتى الدكتاتورية المسؤولة أساسا عن كل ماجرى ويجري للوطن والشعب...

نحن هنا أيها الأصدقاء والزملاء والأعزاء ، نكرم هذا الانسان الجميل والصديق المخلص والزميل المبدع ، ورفيق نضال درب طويل ، ونكرم عبره كل مبدعي ثقافتنا وفنوننا الأموات منهم والأحياء داخل الوطن وخارجه ، نكرم نجوم إبداعنا الوطني وماقدموه للناس من اعمال الحب والتوعية والترفيه الشفاف ، نكرمهم باعتزاز كبير ، خاصةمبدعي الداخل في زمننا الموحش هذا ...
نكرم الفنان منذر حلمي وندعوه الى مواصلة الابداع والعمل المثمر لكل الناس ، بطاقته الخلاقة ممثلا ، ومخرجا ، ونقابيا متميزا .. خدم الجميع وحتى من اختلف معه...
وختاما
تحية الى نادي الرافدين الثقافي وأعضاءه جميعا على هذه الفعالية الابداعية المنوعة، تحية الى رفيقة دربه أم سلام الزوجة ، والام ، تحية لأبي سلام على هذا الانجاز الرائع والمهم ، تحية لكل من ساهم في هذا التكريم الذي عجزت ، وتعجز عنه مؤسسات مرموقة ذات امكانيات مادية وبشرية كبيرة بل عجزت ( دولة العراق الجديد) عن القيام به.
تحية لكل مبدعي ثقافتنا وفنوننا الوطنية الأصيلة .. وامل لايفارقنا أبدا ، في العودة لوطن المحبة والحرية والديمقراطية الحقيقية ...

الفنان علي فوزي
من رواد المسرح والسينما العراقيه