| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

الجمعة 7/11/ 2008

 

أوباما .. هل من رؤية آفاق حل جديدة لمشكلات العالم؟

كاظم حبيب

وأخيراً انتصر باراك أوباما على غريمه جون ماكين , فتنفس العالم الصعداء وهدأت الأعصاب المتوترة التي كانت أصابعها قد وضعت على الزناد تنتظر الأوامر بالضغط عليها سواء في هذه المنطقة من العالم أم تلك , منذ أن وصل المحافظون الجدد الأشد تطرفاً في التزام وتطبيق سياسات اللبرالية الجديدة المعولمة في إطار العولمة باعتبارها عملية موضوعية لا مناص منها , حيث هيمنت بطبيعتها وقوانينها الرأسمالية الموضوعية على العالم كله. فماذا يعني ذلك؟ إنه يعني الكثير , رغم أن الا ستراتيجية المركزية للولايات المتحدة الأمريكية سوف لن تتغير كثيراً , ولكن ما سيتغير بالضرورة هو بعض الأهداف التفصيلية وجملة من التكتيكات وبعض الآليات والأدوات التي تمارس فيها السياسات الأمريكية والتي ستؤثر دون أدنى ريب على العلاقات الدولية المتعددة الجوانب وعلى دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
لقد استطاع أوباما أن يحقق خلال سنيتن من المنافسة الساخنة على البيت الأبيض جملة من المسائل المهمة التي لم يستطع أي سياسي أمريكي أو حزب سياسي أمريكي تحقيقه خلال القرن الماضي على اقل تقدير:
1 . استطاع أوباما أولاً وقبل كل شيء أن يطرح بديلاً لسياسة الحرب الاستباقية والعصا الأمريكية الغليظة التي مارسها جورج دبليو بوش على الصعيد العالمي وأن يعطي الأولوية للدبلوماسية والعمليات السياسية.
2 . وأستطاع ان يطرح مبدأ التعاون الدولي الفعال مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي وبقية دول العالم بدلاً من الانفراد في تنفيذ السياسات التي يعتقد بها رئيس الإدارة الأمريكية.
3 . وتسنى لأوباما لأول مرة أن يكسب الشباب الأمريكي المتطلع للحرية والديمقراطية وحياة التفاعل مع شبيبة العالم في ظروف الأمن والسلام وليس في أجواء الحرب التي أنعشها وغذاها باستمرار المحافظون واللبراليون الجدد على الصعيد الأمريكي والعالمي. لقد استطاع أوباما أن يحاور الشباب وأن يبعث الثقة في نفوسهم ودورهم في التغيير المطلوب جداً في السياستين الداخلية والخارجية الأمريكية وللمجتمع الأمريكي.
4 . كما تسنى له لأول مرة أن يتجاوز نسبة المشاركة التقليدية التي تتراوح بين 33-36 % من عدد الذين يحق لهم الانتخاب لتصل إلى أكثر من 60 %. وهذا يعني أنه خلق جواً سياسياً ديناميكياً شعر فيها المواطن الأمريكي بأنه قادر على المشاركة في العملية السياسية وليس بعيداً عنها واقتنع بمصداقية ما يطرحه أوباما بخلاف انعدام الثقة بسياسات وقدرات بوش الأبن. وسيبقى هذا الأمر ديناً في عنق أوباما أمام الناخب الأمريكي عليه ان يؤديه خلال الدورة القادمة وربما الدورة التي تعقبها أيضاً.
5 . واستطاع أوباما في خطبه المهمة والكثيرة ومقابلاته التلفزيونية , وهو الشخصية المتميزة في قدرته في التأثير على الناخب والمواطن الأمريكي , أن يطرح بصواب تلك المشكلات التي يواجهها الشعب الأمريكي في الداخل , وتلك التي تواجهها شعوب العالم كله على صعيد السياسة الدولية , وخاصة ما يمس الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة وتفاقم التمايز الاجتماعي على الصعيد الأمريكي والدولي والفقر المتنامي في مناطق واسعة من العالم والاحتباس الحراري المهدد لكوكبنا الجميل , إضافة إلى قضايا العراق وافغانسان وفلسطين والمشكلة الإيرانية والعلاقات الروسية والصينية الأمريكية.. الخ.
6 . وبانتصاره حقق أوباما أمل الملايين من المواطنات والمواطنين السود الأمريكيين من اصل افريقي وحقق نداء مارتين لوثر كنغ "لدي حلم.." , الذي ربما بدأ الآن بالتحقق الفعلي للسود في الولايات المتحدة , إذ أن التمييز العرقي أو الإثني ما يزال موجوداً فيها وبصيغ مختلفة.
7 . وأخيراً وليس آخراً استطاع أوباما أن يقنع غالبية الشعب الأمريكي بالتخلي عن النظر إلى الإنسان من خلال عرقه أو إثنيته ولون بشرته وشعره , بل التمعن ببرامجه وسياساته التي يطرحها على المجتمع , خاصة وأن الشعب الأمريكي يواجه مصاعب جمة في مجالات كثيرة ومنها الأزمة الراهنة والتعليم والضمان الصحي (47 مليون أمريكية وأمريكي لا يملكون ضماناً صحياً) والفقر المتفاقم لأكثر من 40 مليون إنسان من مجموع 300 مليون نسمة , أو نسبة قدرها 13,5 % من مجموع السكان في الولايات المتحد الذين يعيشون حالياً تحت خط الفقر المعترف به دولياً للدول المتقدمة صناعياً (وأغلب هؤلاء من السكان السود من اصل افريقي أو من المهاجرين من دول أمريكا اللاتينية أو من آسيا) , والتدهور الذي تعيشه الطبقة الوسطى الأمريكية حالياً , إضافة إلى أشكال من التمييز , رغم تحريمه , لا يزال فاعلاً في المجتمع.
ماذا يعني ذلك ؟ يعني بوضوح كبير أن باراك أوباما أدرك , بحسه الشعبي المرهف وذكائه المتميز الذي صقلته وطورته ثقافته العالية ووعيه الاجتماعي المبكر وحواراته التي حرك المجتمع صوب المشكلات الفعلية وكفاءاته الإدارية والتنظيمية , طبيعة التغيرات الجارية على الصعيدين الأمريكي والدولي وأدرك الحاجة الماسة إلى التغيير في داخل الولايات المتحدة وعلى الصعيد الدولي , وأن التدهور الهائل في سمعة الولايات المتحدة التي تفاقمت إلى حد كبير جداً في فترة بوش الأبن ووصلت إلى الحضيض لا يمكن أن تنتهي إلا بتغيير فعلي على الصعيدين الداخلي والخارجي وفي سبل وادوات واساليب وآليات التعامل مع العالم الخارجي حتى وأن بقيت الاستراتيجيات بخطوطها العامة ذاتها لم تتغير.
وتشير المعلومات الواردة عن أوباما , والتي برهنت عليها فترة المنافسة على البيت الأبيض , إلى أن رئيس الإدارة الأمريكية الجديد قادر على الإمساك بزمام الأمور وقادر على فعل التغيير الذي طرحه في دعايته الانتخابية , رغم ان هذا التغيير سيأخذ وقتاً غير قصير. وقد تجلى هذا التفاؤل على الصعيد العالمي من خلال تصريحات الكثير من المسئولين والمراقبين السياسيين والاقتصاديين والإعلاميين في العالم , إضافة إلى تصريحات الكثير من الناس البسطاء في الولايات المتحدة والعالم. وقد كشفت الفرحة والبسمة التي ارتسمت على شفاه ووجوه الناس في الولايات المتحدة الأمريكية وفي مناطق أخرى من العالم أهمية هذا الانتصار الذي حققه أوباما والآمال العريضة التي حركها والتي أصبحت دين العالم في عنقه.
وإذ يهمنا كثيراً أن نتعرف على الكيفية التي سيواجه بها أوباما التحديات الكبيرة على الصعيدين الداخلي والدولي , مثل قضية معالجة الأزمة المالية السائرة بسرعة صوب أزمة اقتصادية وكساد عام عالمي , والعمل من أجل إيقاف سباق التسلح النووي الجديد وإنتاج أجيال جديدة من الصواريخ البعيدة المدى ومن الدفاعات المضادة والسعي للتخلص من الخزين الهائل للأسلحة النووية وتعزيز السلام العالمي والتفاهم بين الدول وحل المشكلات الدولية الكبيرة وفض النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة مشكلات البطالة والفقر على الصعيدين الأمريكي والعالمي ومشكلة المؤسسات المالية الدولية والرقابة المالية الدولية ...الخ , فأن اهتمامنا نحن ابناء الشرق الأوسط يتوجه بشكل مباشر نحو تلك المشكلات التي تواجه شعوب المنطقة وسبل التعامل معها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها اللاعب الأساس في المنطقة حتى الآن وسبل حلها لصالح الأمن والاستقرار والسلام الدائم والعادل فيها.
* وبشأن الموقف من الوضع في العراق فأمام أوباما أربع إشكاليات لا بد من معالجتها , وهي:
1. الموقف من الاتفاقية العراقية – الأمريكية , في حالة تأخر إقرارها خلال الفترة المتبقية من رئاسة بوش الأبن , إذ يمكن أن يتغير الموقف الأمريكي باتجاه آخر.
2. الموقف من سحب القوات الأمريكية من العراق ومتى يبدأ ومتى ينتهي بالارتباط مع ضمان الأمن والاستقرار في العراق ومنع عودة الإرهاب وقواه إلى العراق , وإيقاف التدخل الإيراني – السوري بالشأن العراقي الجاري حالياً على أوسع نطاق.
3. سبل مشاركة الإدارة الأمريكية في دفع العملية السياسية في العراق لمعالجة المشكلات القائمة وسبل المشاركة في بناء الاقتصاد العراقي.
4. كيف يمكن توفير الأمن والاستقرار في المنطقة , ومنها العراق , بما يسهم في إيقاف سباق التسلح التقليدي والنووي ومنع تطور الصراعات إلى نزاعات عسكرية دموية.

لا يمكن لأوباما أن يسحب القوات الأمريكية من العراق خلال الفترة القريبة القادمة , إذ أن ذلك سيجعل العراق والولايات المتحدة في موقف لا يحسدان عليه بسبب إمكانية عودة قوى الإهاب وتدخل بعض دول الجوار بشكل أوسع في العراق وإفشال العملية السياسية الجارية , ولهذا فأنه سيعتمد على رأي قياداته العسكرية أولاً , كما سيتحاور مع الأوروبيين والعراقيين في كيفية الانسحاب التدرجي مع ضمان استمرار تطور القوات والقدرات العسكرية والأمنية العراقية وحماية المسيرة من التراجع. وستكون الاتفاقية العراقية – الأمريكية هي العامل المحدد للسقف الزمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق. ولهذا لن تكون هناك مفاجئات كبيرة في هذا الجانب , ولكن ستحاول الإدارة الأمريكية بالضرورة تقليص المصروفات المالية الأمريكية في العراق وتحميل الخزينة العراقية ذلك. والسؤال هو هل سيكون في مقدور الإدارة الأمريكية الجديدة تنشيط التحول الديمقراطي في العراق بدلاً من السياسات السيئة التي مارسها بوش في تكريس الطائفية السياسية في العراق؟ لا يمكن البت في هذا الأمر , رغم أن الجو العام الدولي الجديد الذي نشأ بعد انتصار أوباما يمكن أن يساعد على ذلك.
إن المسألة في العراق لا ترتبط بالولايات المتحدة وحدها , ولا بإيران وسوريا وحدهما , بل بهؤلاء جميعاً , إضافة إلى موقف القوى والأحزاب السياسية العراقية ذاتها من سبل المعالجة والحل , وخاصة تلك القوى التي لا تزال تسعى إلى تكريس الطائفية السياسية في المجتمع أو دعم جهود إيران في تدخلها الفظ والعدواني بالشأن العراقي.

* وبصدد إيران سوف لن يكون هناك حيز واسع للحركة أمام أوباما سوى بذل الجهد لإجراء مفاوضات جادة ومباشرة مع حكام إيران , وهو أمر جيد وضروري. ولكن هل يمكن لهذه المفاوضات أن تقنع إيران بثلاث مسائل لا يمكن للإدارة الأمريكية التخلي عنها؟ وأقصد بذلك ما يلي:
أ. منع إيران من مواصلة تخصيب اليورانيوم لإنتاج السلاح النووي وإقناعها بالتعاون الدولي في مجال الذرة للأغراض السلمية.
ب. إقناع إيران بضرورة التعاون السياسي مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة على صعيد المنطقة بدلاً من محاولة التوسع والهيمنة على المنطقة وتصدير الثورة الإيرانية.
ج. منع إيران من تشديد الحملة والتعبئة والتحشيد ضد إسرائيل والادعاء المتواصل برغبتها الجامحة بإزالة إسرائيل وعملها من أجل ذلك , ودعمها لحزب الله في لبنان وحماس في غزة التي لا تساعد على مواصلة العملية السياسية وتحقيق السلام في المنطقة.
د. منع إيران من التدخل الكثيف والمتواصل في الشأن العراقي , وكذلك في لبنان وفلسطين وأفغانستان , وتصدير السلاح والمساعدات المالية والسماح للإرهابيين بالوصول إلى العراق.

ويبدو لي بأن إدارة أوباما الجديدة ستصطدم بالطموحات والأطماع الإيرانية في المنطقة , فكيف ستتعامل مع ما تريد إيران الوصول إليه وتحقيقه؟ سوف لن تنفرد الإدارة الأمريكية الجديدة بالتصرف إزاء إيران , كما فعلت إدارة بوش الأبن في قضايا مماثلة , بل ستحاول الاتفاق مع الحليف الأوروبي لتحسين العلاقات مع روسيا والصين وتنشيط دور الأمم المتحدة في الوصول إلى قرار مشترك أو غالبية كبيرة بشأن الموقف من إيران. وسوف لن يكون استخدام السلاح سوى الإجراء الأخير الذي "لا مناص منه" لمواجهة سياسات إيران في المنطقة , أي بعد العمل على عزلها إقليمياً ودولياً وبشكل واسع , وسيكون هذا ممكناً بالنسبة إلى أوباما الذي يفتش عن حلول دبلوماسية للمشكلات القائمة. ويمكن أن يقدم اوباما مواقف مرنة بشأن وجود مجاهدي خلق في العراق , أي إخراجهم من العراق , إذ يُعتبر وجودهم حالياً استفزازاً مباشراً لإيران , إذ أن إيران تعتبر وجودهم في العراق أداة بيد الإدارة الأمريكية لتهديد الاستقرار فيها واستخدامهم ضدها.

* وبصدد فلسطين سيكون التغيير المحتمل في الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد الانتخابات القادمة دورها البارز في تحديد وجهة الحل , إذ أن هنا احتمالاً كبيراً يشير إلى فوز الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو بالأكثرية البرلمانية وتشكيل الحكومة الجديدة , وهو شخصية يمينية متطرفة ومتشدد بشأن القدس والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية , ولكنه الأكثر قدرة على الدخول في مفاوضات فعلية لحل المشكلة.
يمكن أن يتبنى أوباما المشروع العربي الذي تبناه رئيس إسرائيل شمعون بيريز أخيراً بشأن الحل العربي العام مع إسرائيل ضمن صفقة واحدة "الأرض مقابل السلام وإقامة العلاقات الطبيعية مع الدول العربية". إلا أن هذا لن يكون سهلاً , ومع ذلك سيتجه العمل بوجهة إيجابية في محاولة لإيجاد حل للمشكلة التي أصبح عمرها الآن أكثر من ستة عقود. ويبدو لي بأن أوباما سيسعى على إشراك أكبر لدول الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين من أجل دفع العملية السلمية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

* وبصدد افغانستان فأن الإدارة الأمريكية , ووفق وعود أوباما , ستمنحها اهتماماً أكبر باتجاهات عدة أساسية:
1 . لا بد من تعديل أو تغيير الاستراتيجية الأمريكية في افغانستان باتجاه العمل السياسي والبناء الاقتصادي والتغيير الاجتماعي والتنوير الديني ومكافحة البطالة والجوع والحرمان.
2 , المزيد من الجهد لتنشيط العملية السياسية لتكون أقوى ومردافة للعمليات الأمنية والعسكرية , وخاصة التحري عن اساليب جديدة للتعامل مع القبائل لكسبها إلى جانب الحكومة.
3 . السعي لإيجاد قنوات جدية للحوار مع طالبان والعمل على عزلها عن تنظيمات القاعدة في أفغانستان وباكستان.
4 . ولا بد أن أوباما سيعطي أهتماماً أكبر للعمل خلف الكواليس والعمل الأمني في مقابل العمل العسكري , للحصول على معلومات مدققة حول القوى المناهضة للوضع القائم في أفغانستان بدلاً من العبثية والعشوائية في ضرب القرى وسكان الرياف وقتل الناس بلا مبرر, ولكن أوبانا سيسعى ايضاً إلى إعادة النظر في عديد القوات الأمريكية والأوروبية في افغانستان لضمان النجاح في المعارك التي تدور رحاها هناك.
5 . وستطالب الإدارة الأمريكية من دول الاتحاد الأوروبي بأن تشارك بأعداد أكبر من القوات المسلحة في العملية العسكرية والسياسية الجارية في افغانستان بدلاً من رمي أكثر الأعباء على عاتق الولايات المتحدة.
6 . ستوجه الإدارة الجديدة جهوداً أكبر مع الحلفاء الأوروبيين لتقديم مساعدات مالية أكبر لبناء الاقتصاد الأفغاني وتخفيف البطالة والجوع والحرمان , أي من الممكن طرح مشروع مشابه لمشروع مارشال بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا لإعادة بناء افغانستان.
7 . وستنسق الإدارة بشكل أفضل مع الحكومة الباكستانية في مواجهة نشاط القاعدة وطالبان في باكستان بدلاً من الضربات الجوية واختراق الحدود ووالتجاوز على السيادة الباكستانية من جانب القوات الأمريكية.
8 . وربما ستسعى إلى اقتراح إجراء تغيير في بنية وسياسة وأساليب عمل الحكومة الأفغانية بسبب فسادها المالي المستشري والتخلي عن أساليبها الرثة في التعامل مع الواقع الأفغاني.
إن هذه الوجهة التي يمكن أن يمارسها أوباما بشكل عام يمكنها أن تساهم في معالجة قضايا كثيرة , ولكنها ليست بالضرورة ستكون ضامنة لتحقيق النجاح لأسباب وعوامل عديدة , ولكنها ستضع الدول الرافضة للوجهة العقلانية مكشوفة امام العالم وستُعزل دولياً وتُجبر على اتباع سبل الحل الديمقراطي.

إن نجاح أوباما في الانتخابات الأخيرة يفتح آفاقاً طيبة وجديدة أمام الشعب الأمريكي وشعب العالم لا بد من استثمارها لصالح الشعوب , ولكن لا يجوز المبالغة بما يمكن أن يتحقق خلال الفترة القادمة لكي لا يصاب العالم بخيبة الأمل والإحباط , إذ أن عوامل الإعاقة في واشنطن وفي غيرها من الدول ليست قليلة.


7/11/2008


 

 

free web counter