موقع الناس     http://al-nnas.com/

الإرهاب الطائفي السياسي في العراق إلى أين!

 

كاظم حبيب

السبت 6/5/ 2006

يواجه العراق وضعاً شاذا مستمراً يكاد يتحول إلى حالة طبيعية يعتاد عليها المجتمع والمسؤولين ما لم ينهض الناس الأوفياء لوطنهم وشعبهم من جميع مكونات الشعب العراقي لمواجهة قوى الإجرام الالتي ترتكب يومياً أبشع الجرائم في العراق ضد الإنسان العراقي. ويبدو الآن بوضوح أن مجموعات من هذه القوى الإرهابية الدموية التي لا تفهم ولا تريد أن تفهم غير لغة القتل غيلة وإشاعة الفوضى والخراب في البلاد إن قادة وأعضاء وموجهي هذه العمليات الإرهابية هم إرهابيون قتلة مجرمون يتوزعون على عدة جماعات إجرامية, وهي:
1. الجماعات التكفيرية من السلفيين المتشددين من أتباع المذهب الوهابي الذين يعيدون إنتاج المزيد من البشر ويمارسون القتل الأعمى بحجة أن جميع المذاهب عداهم كفرة يفترض تصفيتهم بشتى السبل وأن من يقتل نفسه وآخرين معه يدخل الجنة الموعودة, فبئس ما يوعدون به!
2. الجماعات البعثية الصدامية الدموية التي تواصل ممارسة القتل تماماً كما كانت تقوم به أثناء وجودها في السلطة, ولن تتورع هذه الجماعات عن قتل المزيد من البشر.
3. الجماعات الطائفية السياسية الشيعية التي ترتبط بمليشيات مسلحة على نحو خاص والجماعات الطائفية السياسية السنية التي تعتقد بضروة الانتقام, وهي ميليشيات مسلحة غير معلن عن وجودها, ولكنها تمارس القتل والاختطاف أيضاً.
4. الجماعات الإسلامية السياسية المرتبطة مباشرة بإيران والتي يهمها في هذا الوقت تعقيد الوضع على الولايات المتحدة وقواتها في العراق لتمنع أي تدخل في العراق, وهم جماعات إجرامية تتشابك مع قوى في الجماعات الأخرى المشار إليها في أعلاه.
ولا استبعد هنا قوى الجريمة المنظمة التي لا تقتل بهدف سياسي, بل تريد إشاعة الفوضى أيضاً لتصل إلى السحت الحرام من عمليات الابتزاز أو بيع المختطفين إلى القوى الأربعة الواردة في أعلاه.
ويفترض أن لا ينسى الإنسان أن بعض هذه الجماعات مرتبطة عضوياً بقوى سياسية في دول مجاورة تحصل منها الدعم والتأييد, وبعضها الآخر يحصل على الدعم من حكومات عربية أيضاً. ويفترض أن نؤشر سوريا من بين تلك الدول, وهي التي تشترك مع إيران في مخطط واحد مناهض للعراق.
لقد قتل المئات من العرقيين ومجموعة من العراقيات من الوسط الثقافي والأكاديمي والعلمي والصحفي في مختلف أنحاء البلاد. وهاهم الطائفيون السياسيون الأوباش يطاردون أساتذة الجامعة والباحثين والأطباء وغيرهم من أبناء وأتباع المذهب السني في جامعة البصرة ويهددوهم بالويل الثبور, بالقتل, لهم ولعائلاتهم ما لم يغادروا مدينة البصرة. كما يحصل الأمر المعاكس في مناطق أخرى إزاء الشيعة. إنها الجريمة بعينها, إنها الطائفية السياسية القذرة والبشعة التي يحلو للبعض التغني بها والسعي إلى تكريسها ليساهم في تهديم الوطن وتفتيت لحمة الشعب العراقي. ولا شك في أن أتباع هذه العصابات ليسوا من الإسلام, ولا يمتون إلى الإسلام بصلة, إنهم أوباش لا غير.
وإذا كانت هذه الجماعات الطائفية السياسية تقوم بالتهديد والقتل الفعلي لأساتذة الجامعة, فمن يقف وراء هذه العصابات؟ لا بد لي أن أحمل الأحزاب السياسية الإسلامية المسؤولية الكبيرة, سواء أكانت من الشيعة أم السنة, إذ أنها لعبت الدور الأول في تنشيط الصراع والاصطفاف الطائفي السياسي لضمان وصولها عن هذا الطريق السيء وغير السليم إلى السلطة. وها نحن نصل إلى مرحلة التطهير الطائفي السياسي من مناطق مختلفة شيعية وسنية لكي تكون محرمة على أتباع هذا المذهب أو ذاك. وعلى هذه الأحزاب أن تعي بأنم الجريمة إذا ما تواصلت ستشملهم يوماً, إذ لا يمكن للقتلة أن يسكتوا على من يحاول تخفيف هذه الأجواء التي تشابكت وتعقدت كثيراً, وبالتالي الخلاص منهم أيضاً سيكون الهدف المباشر, بل أصبحوا الآن هدفاً مباشراً.
أيها الناس في العراق لنرفع سوية صوت الاحتجاج, لنصرخ بغضب ضد القتلة الطائفيين السياسيين, ضد جميع القوى التي تقوم بعمليات القتل ضد الإنسان العراقي, لأنه ولد وأصبح في إطار أتباع دين أو مذهب بعينه. لنشدد مطالبتنا الحكومة العراقية لكي تمارس دورها باتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة هذه القوى العدوانية. لنطالب الأمم المتحدة بالتدخل لوضع حد لهذه الجرائم البشعة التي ترتكب يومياً بحق الشعب العراقي عموماً ومثقفيه خصوصاً.
لنطالب الحكومة الإيرانية بوضع حد لما يمارس من قوى إيرانية في العراق, سواء أكان بتوجيه منها أو من قوى متشددة فيها, لنطالب بعض الحكومات العربية بالتوقف عن دعم قوى إرهابية أو منع تسلل الإرهابيين القتلة إلى العراق.
لنتضامن مع ضحايا الإرهاب في العراق ونشدد من وحدة قوى الشعب وندفع بالأحزاب السياسية لتعجل بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي أصبحت مهمة ملحة وعاجلة لكي تساهم بدورها في التصدي لما يجري في العراق بعد أن عم القتل واتسع نطاقه عبر الانتحاريين والتفخيخ والاغتيال المباشر والجثث الملقاة في شوارع بغداد, فهؤلاء جميعاً هم ضحايا الصراع الطائفي السياسي الدنيء.

كردستان العراق