| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

 

 

 

الخميس 6/3/ 2008



قوى الإرهاب ونشاط بعض قوى اليسار الألماني ضد العراق في ألمانيا

كاظم حبيب

يعقد في جامعة هومبولدت ودار حقوق الإنسان في برلين عاصمة ألمانيا الاتحادية مؤتمراً دولياً سياسيا في الذكرى الخامسة للحرب التي أسقطت النظام الاستبدادي الدموي وسياساته الشوفينية والطائفية السياسية والعدوانية ضد جيران العراق. وهذا المؤتمر السياسي الذي كان من المفروض أن يعقد في دمشق ورفضت سوريا في اللحظة الأخيرة عقده عندها , يعقد اليوم بالتعاون بين منظمات يسارية ألمانية وبعض الشخصيات الألمانية , التي وقفت في السابق إلى جانب صدام حسين ونظامه ودافعت عنه بكل السبل المتاحة لديها وجمعت لما يسمى بالمقاومة في العراق تبرعات مالية في كل من ألمانيا والنمسا وفرنسا , وكذلك بعض الجماعات الممثلة للمؤتمر القومي العربي , ومنهم الدكتور خير الدين حسيب , وبعض البعثيين والقوميين الآخرين. ومن المؤسف حقاً أن تساهم مؤسسة روزا لوكسمبورغ وجريدة ألمانيا الجديدة الناطقة عملياً باسم تحالف اليسار الديمقراطي في ألمانيا بدعم هذا المؤتمر مالياً ومعنويا. والمؤتمر سيعقد على مدى ثلاثة أيام ابتداءً من 7-9/3/2008 تحت شعار مناهضة الاحتلال ومساندة المقاومة وتحضره بعض الشخصيات السياسية الأمريكية أيضاً!
وقوى اليسار المشاركة في التحضير وتوجيه الدعوات تتركز في جماعة يسارية تطلق على نفسها بـ"الجماعة المناهضة للإمبريالية" ومنظمة السلام الألمانية , وكانت الأخيرة جزءاً من تلك التنظيمات التي كانت تدعم من جانب الاتحاد السوفييتي , وهي في جوهرها معادية للولايات المتحدة الأمريكية على الصعيد العالمي.
إن هذه الجماعات لا تفرق عملياً بين القوى الإرهابية التي تقتل يومياً الشعب العراقي , سواء أكانت قوى القاعدة أم قوى البعث الصدامية أم قوى إسلامية سياسية وقومية شوفينية , لأنها تعتقد بضرورة الوقوف إلى جانب المناهضين للولايات المتحدة في العاق وأفغانستان بغض النظر عن طبيعة تلك القوى وعن أفعالها الإجرامية في العراق أو في أفغانستان , كما أنها ساندت قبل ذاك صدام حسين ورفضت إدانة أفعاله لأن صدام حسين ضد الولايات المتحدة والأخيرة ضد صدام حسين. بهذا المنطق الأفلج تحاول هذه القوى العمل ضد الوضع القائم في العراق وتمارس الدعاية والكتابة في الصحافة وتصدر البيانات بالتعاون مع تنظيمات البعثيين في الخارج. ويبدو أن هؤلاء يجدون التأييد والدعم من جانب بعض الدول العربية والأوروبية التي اختلف مع الولايات المتحدة الأمريكية , ومنها ألمانيا , إضافة إلى دعم قطر لهم وعبر بعض التنيظمات القومية العربية في بيروت , كما ورد ذلك في أكثر من بيان صدر في الآونة الأخيرة.
لقد كان المفروض أن تقوم الحكومة العراقية بالاحتجاج ضد هذا المؤتمر الموجه للإطاحة بها وتشجيع قوى الإرهاب الدموية التي تمارس القتل العمد يومياً في العراق. إلا أن السيد السفير العراقي في برلين ربما لا يعرف حتى عن عقد هذا المؤتمر في برلين , وإذا عرف بذلك , فربما لم يبلغ حكومته بعقده , وإذا بلغها بذلك , فربما لم يطالبها باتخاذ الخطوات الدبلوماسية المناسبة لإيقاف الدعم المباشر من جانب هذه القوى للإرهاب الجاري في العراق تحت عنوان دعم مقاومة قوى الاحتلال ومن يساندها في العراق. من غير المجدي أن نقول بأن بعض السفراء العراقيين في الخارج , ومنهم من جرى الحديث عنه , لا هم لهم سوى جمع أتباعهم من الإسلاميين السياسيين حولهم وكفا الله المؤمنين شر القتال! وهو من بركات وخيرات حكومة الدكتور الجعفري.
لقد أصبحت ألمانيا موقعاً مهماً لنشاط بعض القوى المعادية للعراق والداعية عملياً إلى إسقاط الحكومة العراقية والتدخل في الشأن العراقي , حتى أن البعض كما أشارت إلى ذلك بعض الصحف إلى اعتقال من كان يحاول تجنيد إرهابيين للسفر للعراق لممارسة العمليات الانتحارية.
إن معارضة وجود القوات الأجنبية والاحتلال في العراق من جهة , ومعارضة كل أو بعض سياسات الحكومة العراقية , وخاصة سياسة المحاصصة الطائفية والعجز عن اتخاذ الإجراءات الضرورية لوقف الإرهاب الدموي .. والكشف عن المجرمين الذين يشاركون بقتل الأبرياء في العراق من جهة ثانية , أمر ممكن وضروري , ولكن يفترض أن يتم بالطرق السلمية وبعيداً عن استخدام السلاح وما يطلق عليه بالمقاومة الشريفة التي تقتل يومياً عشرات الناس العراقيين من مختلف فئات الشعب وأتباع أديانه ومذاهبه , إضافة إلى قتل الكثير من المثقفين والعلماء والصحفيين والديمقراطيين , وتهجير الناس من بيوتهم ومدنهم بل ومن العراق كله.
إن الدعوة تتوجه إلى كل الديمقراطيات والديمقراطيين العراقيين والعرب لمقاطعة مثل هذا المؤتمر الهادف إلى تشيد القتال في العراق , رغم أن فيه بعض الشخصيات العلمية والاجتماعية التي تتحدث عن رفضها للاحتلال والطائفية , وهي شخصيات طيبة ومخلصة في ما تقول , ولكنها تستغل وتستثمر من قبل تلك القوى التي لا تريد الخير للعراق وتريد تشديد الصراع والنزاع المسلح في العراق.

5/3/2008

 





 


 

Counters