| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كاظم حبيب

khabib@t-online.de

 

 

 

 

الثلاثاء 3/10/ 2006

 



القشطيني والمؤمنون الحلويون!

 

كاظم حبيب

قرأت اليوم (3/10/2006) خاطرة الكاتب الساخر الجاد الأستاذ خالد القشطيني " المؤمنون حلويون" وقصة شعوبي وشهر رمضان والبقلاوة, الذي لم يكن أمامه إلا أن يغمس يديه في شيرة البقلاوة والقطايف ليطفئ ظمأ حرمانه منها ولو بالشيرة وحدها دون البقلاوة والقطائف اللذيذة التي يسيل لعاب العراقيات والعراقيين لها دون استثناء. كم كنت أتمنى أن يبقى كل المؤمنين, حلويون فقط ولا غير, وأن يغمسوا أيديهم لا بالشيرة وحدها بل وباختطاف قطع البقلاوة أيضاً, إذ كان قد ارتاحوا وارتحنا وارتاح العالم منهم.
في العراق اليوم الملايين من أمثال المسكين ضعيف الحال شعوبي, ابن الأعظمية الشهير, التي لا يتسنى لها حتى غمس اليد بالشيرة لا غير. وأنت يا أستاذي الفاضل الخبير بهذه الأمور تعرف بأنه ما بات جوعان ليله إلا وبجواره شبعان حتى التخمة! وهكذا هو حال العراق في هذه المرحلة الحرجة.
العراق يا سيدي القشطيني أمام حالة مأساوية, العراق يواجه حالة استثنائية عبر عنها السياسي الراحل علي جودة الأيوبي قبل عدة عقود وفي فترة الحكم الملكي حين قال ما مضمونه: العراق سفينة تتقاذفها الأمواج وتحترق, يسطو على ما فيها من يشاء دون حساب!
ابتلى العراق بالأمس القريب بأسراب جائعة نهمة من الجراد الأصفر, بقوى البعث الصدامية وجمهرة من أتباع البعث وصدام من العرب وغير العرب, تلك التي التهمت الكثير من موارد وأموال العراق وتركت الشعب جائعاً ومروعاً ومحروماً من كل شيء. وكان نصيب الشعب التهجير والقتل والأنفال والقبور الجماعية..
ثم أسقط هذا النظام الوحشي المستبد وبدأ الصراع على السلطة. وبدأ المؤمنون الحلويون, وهم في الغالب الأعم جمهرة كبيرة من المعممين المؤمنين ومن هم حولهم من السياسيين, وليس كلهم طبعاً, بالإجهاز على ما تبقى من ثروة العراق النفطية, حتى وصل الأمر بالبعض منهم يقول للحكام في بغداد: اكتفوا أنتم بما تأخذوه في بغداد واتركوا نفط البصرة لنا نتقاسمه بيننا. إن بعض هؤلاء في البصرة لا يمتلك يداً طويلة فحسب, بل وكثرة من الجيوب الطويلة الممتدة إلى مصارف في خارج العراق.
العراق تحرقه القوى الطائفية السياسية وميليشياتها المسلحة المتنازعة وقوى البعث اللاطمة على الحكم والثروة المفقودتين في العراق, على نفط العراق, على أموال العراق, وليس على أهل العراق ومصالح العراق, فالغالبية العظمى من أهل العراق لا تستطيع الوصول حتى إلى الشيرة أيها الكاتب المبدع. فالشيرة, نعم حتى الشيرة لم تعد سهلة المنال على أهل العراق, إذ لها أتباعها في إطار من يتقاسم فتات الموائد.
كم هي نافذة هذه الخاطرة العراقية, وكم لها مدلولاتها وتداعياتها لمن يريد أن يعتبر بعبر خالد القشطيني. فتحيتي لك أيها الناقد الساخر.

3/10/2006